Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تسمح بوصول عشرات آلاف الفلسطينيين من الضفة إلى البحر المتوسط

مراقبون يعتبرون المبادرة كجزء من استراتيجية لتبديل الموقف الفلسطيني تجاه الإسرائيليين

فلسطينيون على شواطئ البحر المتوسط في مدينة عكا (اندبندنت عربية)

"كسيول بشرية" يواصل عشرات آلاف الفلسطينيين التوجه من الضفة الغربية إلى يافا وحيفا وعكا ونتانيا وقيسارية عبر مداخل في الجدار الفاصل مع إسرائيل تحت سمع وبصر الجيش الإسرائيلي. ومنذ إجازة عيد الأضحى، يشد الفلسطينيون رحالهم ويتجهون إلى داخل إسرائيل عبر فتحات في الجدار بهدف الاستجمام على شواطئ البحر المتوسط التي حُرموا منها طيلة العقود الماضية.
وتدفق الفلسطينيون من خلال فتحات عدة في جدار الفصل، في جنين وطولكرم ورام الله، إلى إسرائيل في خطوة كانت ممنوعة عليهم، وقد تكلفهم حياتهم أو اعتقالهم في حال حاولوا اجتياز الجدار.
 

التعامل المباشر


ويشرف الجنود الإسرائيليون المتمركزون عند تلك المنافذ، على دخول الفلسطينيين من دون عرقلتهم، في حين حررت الشرطة الإسرائيلية غرامات مالية بحق بعضهم، لعدم ارتدائهم كمامات للحد من تفشي وباء كورونا، من دون سؤالهم عن تصاريح المرور.
ولا تسمح إسرائيل للفلسطينيين بزيارة تلك المدن إلا بعد الحصول على تصاريح "سياحية" أوقفت إصدارها منذ تعليق "منظمة التحرير الفلسطينية" العلاقات والإتصالات كافة معها، قبل ثلاثة أشهر.
وتأتي تلك "التسهيلات الإسرائيلية" كجزء من استراتيجية طويلة الأمد لتخفيف الضغط عن الفلسطينيين وكرسالة إلى السلطة الفلسطينية بإمكانية التعامل مع الفلسطينيين مباشرةً بعيداً عنها في حال انهيار السلطة الفلسطينية.
ورأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني أن "إسرائيل تبعث عبر ذلك برسالة إلى الفلسطينيين بأن الأمور ستعود كما كانت قبل تأسيس السلطة الفلسطينية، وستسمح لهم بحرية الحركة من دون قيد"، مضيفاً أن "إسرائيل تقول للشعب الفلسطيني أيضاً إنه إذا أغلقت السلطة المدن والقرى خلال عطلة نهاية الأسبوع للحد من انتشار وباء كورونا فإنها تفتح أبوابها لهم".
وأشار مجدلاني في حوار مع "اندبندنت عربية"، إلى أن "إسرائيل تريد معرفة ردود الفعل الفلسطينية على خطوتها تلك، وسبل تطويرها وكيفية التعامل مع الفلسطينيين"، مضيفاً أن تلك الخطوة "لها ما بعدها".

تغيير مواقف

واعتبر المتخصص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد أن "إسرائيل تحاول من خلال تلك الخطوة "إنتاج وعي فلسطيني جديد، وتغيير مواقف الفلسطينيين تجاهها من دولة عدوة إلى جارة تحرص على رفاهيتهم، في ظل نظرة الفلسطينيين الحالية إلى الإسرائيليين من خلال المستوطنين والجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية كدولة احتلال لأراضيهم".
وأوضح شديد لـ"اندبندنت عربية"، أن السماح بتدفق الفسطينيين إلى إسرائيل "يأتي ضن خطة ممنهجة أعدها أكاديميون إسرائيليون لتغيير النظرة العدائية تجاهها، من عدو محتل ومغتصب، إلى جار". وأضاف شديد أن "لتلك الخطوة أهدافاً تكتيكية تتمثل في تفكيك الجبهات أمام إسرائيل وتحييد الضفة الغربية واستخدام سياسة العصا والجزرة مع الفلسطينيين، في محاولة لإفشال أي محاولة لانفجار شعبي فلسطيني بوجهها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


فرصة للترفيه
 

في المقابل، عبّر الفلسطيني إبراهيم طحاينة من جنين، عن سعادته بعد زيارته عكا يوم الجمعة الماضي من خلال إحدى فتحات جدار الفصل، مضيفاً أن تلك الرحلة شكلت فرصةً له للترفيه عن النفس، معبراً عن استغرابه من سماح الجيش الإسرائيلي بعبور عشرات آلاف الفلسطينيين بشكل سلس وبهدوء ومن دون مطاردة. وأضاف طحاينة لـ "اندبندنت عربية"، أن "الحركة بين مدن الضفة الغربية وإسرائيل تتواصل حتى ساعات متأخرة من الليل عبر استخدام حافلات إسرائيلية على الجانب الآخر من الجدار الفاصل".
وقال الموظف في شركة سياحية فلسطينية، مجاهد شحادة، إن "تدفق الفلسطينيين الكبير على إسرائيل سبّب أزمة في توفر الحافلات"، مضيفاً أنه لولا الأزمة الاقتصادية عند الفلسطينيين "لذهبت كل الضفة الغربية إلى إسرائيل".
وأشار شحادة إلى أن "السلطات الإسرائيلية تسمح للفلسطينيين بزيارة كل المدن ما عدا المسجد الأقصى، حيث أرجعت عدداً منهم من أبواب الأقصى وأبلغتهم بضرورة الذهاب إلى الشواطئ والمواقع السياحية".

المزيد من الشرق الأوسط