Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

انتهى الأمر وخسرت أميركا معركتها ضد فيروس كورونا

لن تنقذنا أوهام ترمب ولا الأنا السخيفة لفاوتشي

انتقادات لاذعة تطاول أداء الرئيس دونالد ترمب في مواجهة كورونا (أ.ف.ب

انتهى الأمر، وخسرت أميركا نضالها الذي تُعوزه الحماسة ضد فيروس كورونا.

لقد حضر الفيروس، لكننا غِبنا نحن كبلدٍ عن ميدان النزال.

لم تتخذ الحكومة الفيدرالية أبداً خطواتٍ كالتي كانت الدول الأخرى مستعدةً لاتخاذها. وفي الواقع، نادراً ما يتحدث الرئيس ترمب عن الفيروس خارج إطار إعلان النصر عليه، على الرغم من وجود قائمة طويلةٍ من الأدلةِ التي تُثبت عكس ذلك.

وقال ترمب خلال مؤتمر صحافي تحوّل بسرعة إلى حدثٍ انتخابيٍ مساء الثلاثاء في روز غاردن، إن "الأمور بدأت تعود، وهي تعود بسرعة كبيرة، وفي وقت أقرب بكثير مما كان يعتقد الناس". وأضاف إن "الناس يشعرون بالارتياح إزاء بلدنا. يشعر الناس بالارتياح بشأن العلاجات واللقاحات المحتملة".

لم يسبق له أن تحدث عن تتبّع المخالطين، وهو الإجراء الذي استخدمه قادة الدول الغربية الأخرى لتقليص حالات كوفيد-19 المؤكدة. وتعهد بعدم إغلاق الولايات المتحدة مجدداً على الرغم من أن هذا الأمر يعود إلى حكّام الولايات وليس إليه.

ولقد حرص مايك بنس، نائبه المخلص على الدوام، يوم الأربعاء الماضي على أن يغمر الرئيس بمديح من ذلك النوع الذي يشتهيه بشدة، وذلك خلال زيارة تفقدية قام بها في لويزيانا المتضرّرة للغاية من فيروس كورونا.

قال بنس في كلمة ألقاها في جامعة لويزيانا "إن هذا وقت عصيب، مع تزايد الحالات عبر ولاية لويزيانا وفي جميع أنحاء حزام الشمس. لكن كما تعلمون جميعاً، وبفضل جهودكم، وبفضل الاستجابة الوطنية غير المسبوقة التي حشدها رئيسنا، وبفضل الشراكة المتينة مع حاكم ولايتكم وبفضل الدعم الاستثنائي الذي تلقيناه من أعضاء الكونغرس، لدينا اليوم من الموارد للتعامل مع هذه الجائحة أكثر من أي وقت مضى".

لكن نائب الرئيس المنضبط على الدوام، لا يقترح على الولايات أو المدن إعادة فرض أوامر البقاء في المنزل أو إغلاق الحانات أو صالات الرياضة مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في بعض الولايات. لقد ذهب إلى هناك لترديد ما قاله ترمب بضرورة إعادة فتح المدارس في غضون أسابيع قليلة وما أدّته أميركا من عمل ممتازٍ في محاربة الفيروس، على الرغم من حقيقة أن كوفيد-19 أصاب 3.5 مليون في الأقل في الولايات المتحدة وقتل ما لا يقل عن 137000 شخص.

وبينما يفضّل ترمب في غالب الأحيان الضغط من أجل اتخاذ الخطوات التي من شأنها تحفيز انتعاش اقتصاديٍ جزئيٍ قبل موعد الانتخابات، يضطلع بنس بعمل لا يحسد عليه يتمثل في قيادة فريق عمل لمكافحة الفيروس، وهو شيء لم يكن رئيسه مهتماً به أبداً. لكن عندما يتحدث بنس، فإنه يكشف عن موقف الإدارة، وبالتالي، عن اتجاهنا نحن كبلد.

وذكر يوم الأربعاء "لقد جرى توفير معدات الوقاية الشخصية بمئات الملايين من الإمدادات. ويتواصل توزيع العلاجات، مثل ريمديسيفير، على الولايات، بما في ذلك ولاية لويزيانا. وأنا فخور بأن أبلغكم بأننا نمضي قدماً بشراسة، بسرعة فائقة، في تطوير لقاح".

وتتضمّن تلك العبارات القليلة، من دون أدنى شك، إشارة واضحة إلى أن أمل أميركا الوحيد يكمن في الحصول على ذلك اللقاح. وإلى أن يُصبح متاحاً في صالات الرياضة في المدارس الثانوية ومواقف السيارات في المتاجر الكبيرة ومكاتب الأطباء، لا يجب أن نتوقع أكثر من الاستجابة الرديئة نفسها، أو أسوأ منها، على جميع المستويات الحكومية تقريباً.

لقد تراجعت كاليفورنيا وتكساس وأوريغون وأريزونا و16 ولاية أخرى عن الإجراءات التي كانت تهدف إلى إعادة تنشيط اقتصادها المتدهور وسط ارتفاع حادٍ في الإصابات، وحالاتِ الاستشفاء والوفياتِ من الفيروس. لكن الناس يشعرون بالملل وهم حبيسو المنازل، ويرى آخرون أن الكمامات تمثل الاستبداد. لذا هنالك الكثير من الضغط الشعبيّ من مختلف جوانب القاعدة الانتخابية على أيّ حاكم يفكر في العودة إلى الإغلاق التام.

من ناحية أخرى، قدّم أكثر من 30 مليون شخص طلبات الحصول على إعانات البطالة منذ أن أجبرت الجائحة ترمب والمحافظين على "إغلاقها،" على حد تعبير الرئيس. وقد أظهر الاقتصاد، كما هو متوقع، علامات انتعاش بعد رفع الحظر في الولايات، إذ تقلّص معدل البطالة من حوالي 15 في المئة إلى نحو 11 في المئة.

لكن مع عودة الولايات إلى إغلاق بعض أعمالها التجارية في الأقل، سيسرّح بعض العمال من جديد. ومنذ بدأ الفيروس بالانتشار من الشرق إلى الغرب، ركّز ترمب على الاقتصاد فيما يستمر بتجاهل حقيقة أن الإجراءات التي اتخذتها الدول المتقدمة كافة تقريباً في بداية تفشي الفيروس هي التي كانت كفيلة بتحقيق تعافٍ اقتصاديّ في أسرع وقت ممكن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والآن، من دون اقتصاد مزدهر كان من شأنه أن يكون العمود الفقري لحملة إعادة انتخابه المتعثرة، تشير استطلاعات أدائه الوظيفي وتعامله مع الجائحة إلى أن حظه سيكون في يوم الانتخابات تعيساً إلى حد لا ينفع معه الدواء. ومن المحتمل أن البقية منا أيضاً تعيسو الحظ، إلى أن يتمكن شخص ما في بدلة وقائية من حقننا بلقاح.

لذا استمتعوا بالفعاليات الرياضية في ملاعب فارغة، حتى يُصاب اللاعبون والمدربون بأعداد كبيرة إلى درجة يعجزون معها عن اللعب، واستمتعوا بأغرب انتخابات رئاسية على الإطلاق ربما. ولا تتعلّقوا كثيراً بمطاعمكم أو حاناتكم المفضلة. ولا تحجزوا عدداً كبيراً جداً من حصص التدريب الشخصية إذا كان عليكم الدفع مسبقاً. إنها على الأرجح ستغلق جميعها مرة أخرى.

وفي النهاية، يبدو أنه ليس لدى رئيسنا التنفيذي فكرة حول كيفية إصابة الناس بالفيروس فعلياً، كما أنه لا يشعر بالكثير من التعاطف مع أولئك الذين يصابون به، وأي تعاطف يظهره تجاه أولئك الذين يموتون من المرض يكون موجّهاً إلى مأزقه السياسي المظلم. ففي أحدث تصريح له خالٍ من المنطق حول كوفيد-19، قال الأسبوع الماضي "إننا نُختبر أكثر من أي بلد آخر. وعندما تُختبر، فأنت تخلق حالات. لذا فقد خلقنا حالات".

لا يوجد هناك فارس أبيض على وشك القدوم عبر أي بوابة ليَحُدّ من تزايد حالات الإصابة في الولايات المتحدة. ولن يحدث ذلك قبل وصول أول شحنة لقاح.

لذا لا يجب أن نتطلع إلى المسؤولين الفيدراليين مثل أنتوني فاوتشي لمساعدتنا على تجاوز هذه اللحظة العجيبة والمخيّبة للآمال من الفشل الأميركي. إنه مشغول للغاية بالظهور على المجلات إلى جانب مسبحه مرتدياً نظّاراته الشمسية، حيث يخوض حرباً كلامية مقزّزة تماماً وغير مجدية مع البيت الأبيض.

إن فاوتشي المولود في بروكلين على استعداد لإلقاء قنابل كلامية على الآخرين، بمن فيهم الرئيس وفريقه. ومن المؤكد أن بعض انتقاداته دقيقة. لكنه أيضاً أخطأ في كثير من المناسبات. ومع ذلك، أصبح بطريقة أو أخرى محبوباً على الصعيد الوطني لدرجة أن حتى حلفاء ترمب مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل أو رئيس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، لا يقولان في حقه أيّ شيءٍ سوى أراءٍ جيدة.

ففي المقابلة التي أجرتها معه لمجلة "إن ستايل"، محاورةً هي الصحافية نفسها التي كانت قد أخبرتنا أنها صديقة فاوتشي وزوجته سنوات وهذه من الصداقات النخبوية التي يمقتها معظم الأميركيين، سُئل أين أخطأ هو وموظفون وآخرون، لم يجرؤ كبير مسؤولي الأمراض المعدية في الولايات المتحدة على انتقاد نفسه.

وفي جواب مشوّش يعفيه من أي مسؤولية، قال "تعلمين، هذا سؤال لا يمكن الإجابة عنه تقريباً. هناك الكثير من الاحتمالات. لا أحبّ أن أصوغ الجواب في سياق ما ارتكبناه من أخطاء، بدلاً من إلقاء نظرة على ما حدث وربما يمكننا تعلم الدروس... لا أستطيع أن أقول إننا ارتكبنا أيّ خطأ، ولكن بالتأكيد يجب أن نقوم بعمل أفضل".

تنبيه: لن نقوم بعمل أفضل. ليس قبل أن نحصل جميعاً على بطاقة للخروج من السجن على شكل لقاح مجانيّ يجري في عروقنا. وعد نائب الرئيس بتحقيق ذلك "بسرعة فائقة،" وهذا لا يقدم بلا شك الكثير من المواساة إلى الأشخاص الـ 855 الذين ماتوا هنا بسبب فيروس كورونا يوم الأربعاء.

© The Independent

المزيد من آراء