Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تنافس على القبائل الليبية بين مصر والجزائر وتعارض رؤى الحل

عقيلة صالح يزور العاصمة الجزائرية يومين ويلتقي المسؤولين

جانب من لقاء السيسي مع وفد من القبائل الليبية في القاهرة الخميس 16 يوليو الحالي (موقع التلفزيون المصري)

تتسارع الأحداث في ليبيا، وتتجه إلى مزيدٍ من التأزم بعد دخول القبائل على خط المواجهة، لما لها من ثقل ومكانة في المشهد المجتمعي والسياسي والأمني، فبعد دعوة رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى "التدخل لحماية الليبيين من الإرهابيين والمستعمر الجديد تركيا"، زارت قبائل وعشائر ليبية العاصمة المصرية القاهرة حيث التقوا السيسي، وفوّضوه والقوات المصرية "حماية السيادة الليبية".
ويصل صالح إلى الجزائر غداً السبت، الـ18 من يوليو (تموز)، إذ سيمكث يومين، وذلك بعدما حذّرت القيادة الجزائرية "حمل القبائل السلاح".
 

القبائل الليبية ورقة تأثير

ويبدو أن ورقة القبائل باتت الفيصل بين طرفي النزاع، قائد "الجيش الوطني" المشير خليفة حفتر في الشرق ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج في الغرب، فبعد سعي الجزائر إلى التواصل مع العشائر الليبية، بخاصة الغربية منها، التي تربطها بنظرائها بالجزائر علاقات قربى عائلية، بهدف الخروج بحلٍ سياسيّ يُنهي الصراع، عقدت مصر لقاءً مع شيوخ وأعيان قبائل ليبية في القاهرة، حيث استقبلهم السيسي الذي أكد لهم بعدما فوّضوه حمايتهم وحماية سيادة بلدهم، أن مصر "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجوم على مدينة سرت". ودعا السيسي أبناء القبائل الليبية إلى الانخراط في "جيش وطني موحَد، وحصر السلاح في يد دولة المؤسسات من دون غيرها".

وطالب مجلس النواب الليبي برئاسة عقيلة صالح في وقت سابق، مصر بـ"التدخل عسكريّاً، لحماية الأمن القومي الليبي والمصري، إذا رأت أنّ خطراً وشيكاً يهدد أمن البلدين". وأوضح صالح، في بيان، أن "طلب مساعدة مصر يأتي في ظل ما تتعرّض له ليبيا من انتهاك تركي سافر للسيادة". وقال إن "تصدي الليبيين للغزاة يضمن استقلالية القرار الليبي، ويحفظ ثروات الشعب من أطماع المستعمرين"، داعياً إلى "تضافر الجهود بين الشقيقتين ليبيا ومصر، بما يضمن دحر المحتل الغازي، ويحفظ أمننا القومي المشترك، ويحقق الأمن والاستقرار في بلادنا والمنطقة".
 

رفض "الغزو" التركي

من جهة أخرى، صرّح نائب رئيس القوة الفاعلة في ليبيا، عبد الحميد القطروني، بأن "الشعب الليبي يرحّب بالدور الجزائري في حل الأزمة، ويشدد على أن أمن ليبيا من أمن الجزائر التي تشكل عمقاً استراتيجيّاً وتاريخيّاً، والدوران المصري والجزائري مكملان لبعضهما بعضاً"، مضيفاً أن "حمل القبائل السلاح ضد الغزو التركي سيُنهي التكالب العثماني على أرض ليبيا".

وأشار القطروني إلى أن "تصريح الرئيس عبد المجيد تبون الذي يرفض تسليح القبائل يصبّ في مصلحة ليبيا، كما أن تصريح السيسي الذي يشجّع على تسليحها يصبّ في مصلحة أمن ليبيا. وعليه ندعو الجزائر ومصر إلى دعم الاستقرار والأمن في ليبيا، ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الليبية، ونحمّل مسؤولية تدهور الوضع لجماعة الإخوان المسلمين وحزب العدالة والبناء".

وتابع، "المتفق حوله هو أن القبائل الليبية ترفض الغزو التركي، وستكون قوة مساندة للجيشين الليبي والمصري". وكشف عن تشكيل لواء مقاتل من أبناء القبائل في بنغازي، لافتاً إلى أن "الحوار هو السبيل الوحيد لإخراج ليبيا من أزمتها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


عقيلة في الجزائر

وفي المقابل، لا شكّ في أن ما يجري بين حكومة شرق ليبيا والقاهرة يقلق الجزائر التي تتحرّك في كل الاتجاهات من أجل فرض الحل السياسي والاستجابة لمبادرتها، بخاصة في ظل تواصلها المستمر مع القبائل والأعيان، وجاء خبر توجّه عقيلة صالح إلى الجزائر مساء غد السبت في زيارة تدوم يومين، ليكشف حجم "غضب" الجزائر من اتجاه الأوضاع في ليبيا نحو مزيدٍ من التوتر.

وكان الرئيس الجزائري حذّر في الحوار الذي أجراه أخيراً مع قناة "فرانس 24" مخاطر تسليح القبائل، وتحويل ليبيا إلى صومال جديد. وقال "القبائل الليبية تحلّت بالحكمة حتى الآن، لكن إذا حملت السلاح للدفاع نفسها، أو جرى تسليحها قد يحوِّل ذلك ليبيا إلى صومال جديد، ويصبح البلد ملاذاً للإرهابيين".

ويُفترض أن يلتقي صالح خلال زيارته الرئيس تبون، ووزير الخارجية صبري بوقادوم ورئيس البرلمان سليمان شنين، ويناقش آخر تطورات المشهد الليبي، بخاصة بعد الخطوة المصرية الأخيرة المتعلقة بتسليح القبائل والتدخل العسكري باسمها في ليبيا.


تنافس على القبائل

من جهة أخرى، رأى الإعلامي الجزائري عمار قردود، أن "القبائل الليبية هي مفاتيح حل الأزمة، إذ يتمتع حفتر بتأييد الغالبية التي طالبت مصر بالتدخل عسكريّاً، وهو ما ترفضه الجزائر التي تتحسس من أي تدخل عسكري أجنبي"، مبرزاً أن "الدبلوماسية الجزائرية تسابق الزمن من أجل إجهاض أي حسم عسكري للأزمة الليبية". وكشف عن استعداد الجزائر لاستقبال قبائل الغرب الليبي قريباً.

وتابع قردود، "الجزائر تدرك أن دخول القبائل الحرب وحملهم السلاح هو دفعٌ للأوضاع نحو انفجار يطال كل دول المنطقة، ولذلك تعمل على تحييد القبائل، وعدم المغامرة بهم في مستنقع الحسم العسكري"، مرتقباً "تنافساً قد يتطوّر إلى صراعٍ غير معلن بين الجزائر ومصر على القبائل الليبية خلال الأيام المقبلة، ولعل ورقة الجزائر الرابحة تكمن في القبائل التي تنأى بنفسها عن الصراع بين حفتر والسراج"، مؤكداً أن "الذي ينجح في استمالة أكبر القبائل الليبية وأكثرها تأثيراً في المشهد سينجح في تمرير رؤيته للحل".

المزيد من العالم العربي