Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحكومة البريطانية "تجهل" كيفية إخراج ليستر من الإغلاق

عمدة المدينة: "ليس هناك إجماع حول ما إذا كان الإغلاق ناجحاً، وماذا قد تكون الخطوات اللاحقة"

وسط مدينة ليستر خاويا بسبب تجديد الإغلاق  بعد تجدد العدوى (رويترز) 

قال عمدة مدينة ليستر الإنجليزية إن الحكومة لم تقرر بعد إستراتيجية محددة لإخراج  المدينة من إغلاقها الموضعي، وسط حالة من عدم اليقين بأن تشديد القيود على سكانها قد أعطى نتائج إيجابية في مكافحة تفشي فيروس كورونا الجديد فيها.

فبعد مرور ما يقرب من أسبوعين على عودة المدينة للإغلاق، فيما خفّفت القيود على بقية المناطق في إنجلترا، قال عمدة ليستر إن انعدام البيانات وغياب الوضوح لدى الحكومة يبقيان عائقين رئيسيين لإعادة فتح المدينة مرة أخرى.

وفي حديثه مع الاندبندنت أكد السير بيتر سولسبي، أن المسؤولين الحكوميين "يجهلون تماماً ما هو طريق الخروج من الإغلاق وما هي المراحل التي يجب المرور بها لتحقيق هذا الهدف، هم سيراجعون الإغلاق في نهاية الأسبوع المقبل، لكن ليس هناك إجماع بين أعضاء الحكومة (على ما يلزم القيام به)، وليس هناك إجماع على ما إذا كان الإغلاق ناجحاً وماذا قد تكون الخطوات اللاحقة".

وكان أكثر من 90 مسؤولاً بعضهم من الحكومة وبعضهم الآخر من جهاز الدولة، حضروا اجتماعاً الثلاثاء الماضي، استغرق ساعتين، حاول المشاركون خلالهما تحديد مستوى الإغلاق الحالي في ليستر، وما هي الخطوات التي ستتخذ بعد المراجعة المزمع إجراؤها الأسبوع المقبل.

وأثارت شريحة (سلايد) عُرضت عبر تطبيق "باورْبوينت" خلال الاجتماع إمكانية تشديد القيود بعد 18 يوليو(تموز) الحالي، لكن بحسب ما علمت الاندبندنت، "لا أحد يفكر بشكل جدي بهذا الخيار".

ووفق شرائح إضافية تمكنت الاندبندنت من مشاهدتها، تستخلص الحكومة من مصادر بيانات ومؤشرات عديدة للمساعدة على مراجعتها وتحديد النقطة التي يجب الوصول إليها للتخفيف من إجراءات الإغلاق في ليستر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذه تشتمل: عدد الإصابات المثبتة خلال سبعة أيام متتالية؛ وإجمالي عمليات الفحص اليومية؛ وعدد المرضى الداخلين إلى المستشفى؛ ووصف حالات تفش محلية معروفة وإدارتها؛ والالتزام بقاعدة التباعد الاجتماعي (على الرغم من اتضاح عدم إمكانية قياس ذلك بشكل موضوعي)؛ ومعدلات الوفيات. لكن المسؤولين قالوا إنه "من غير المرجح أن يتأثر هذا المؤشر بالإجراءات الحالية".

كذلك، أخِذت في الاعتبار خلال الاجتماع "الطرق التي اتبعت في بلدان مختلفة (ألمانيا، والنمسا)"، والأسلوب الذي وفقه عالج مسؤولو هذين البلدين حالات الاستفحال والاغلاق الموضعية لديهم.

وتشير الأرقام المتوافرة الأخيرة إلى أن معدل التفشّي خلال سبعة أيام هبط في ليستر من 135 إلى 117 حالة في كل 100 ألف شخص، على الرغم من أن وزير الصحة مات هانكوك قال في بداية الأسبوع الماضي إنه لن يضع رقماً يجب أن يهبط معدل الإصابات إليه قبل رفع الإغلاق عن مدينة ليستر.

أما نظيره، جوناثان أشويرث، وزير الصحة في حكومة الظل العمالية، فقال إن المسؤولين الألمان يستعملون مؤشر الخمسين إصابة بكوفيد-19 في كل 100 ألف مواطن.

وخلال حديثه في مجلس العموم، رد هانكوك على أشويرث قائلاً: نحن لن نستعمل أو نعطي رقماً محدداً لأن كلا مستوى ومعدل التغير مهمان، فإذا كان المستوى أقل لكنه في طور الارتفاع، فإن ذلك قد يكون أسوأ وضع من مستوى عالٍ لكنه تحت السيطرة وفي حالة هبوط. لذلك فإن عليك أن تنظر إلى مستوى ومعدل التغير معاً".

غير أنه ما زالت هناك فجوات كبيرة في البيانات التي تعالَج حالياً والمزوّدة من قبل الحكومة المركزية للسلطات المحلية في ليستر، وهذا ما يضيف قدراً من حالة عدم اليقين والتشوش السائد في مدينة شرق منطقة "ميدلاندز" الإنجليزية.

فحسب الوثيقة التي كتبها السير بيتر، لا تكشف المعلومات التي قدمتها الحكومة إلى مسؤولي الصحة، المحلّيين الطابع الإثني للمصابين بكوفيد-19،  ورموز بيوتهم البريدية، وهذا ما يزيد من الصعوبة في تقصي تفشي الفيروس.

وأضاف عمدة ليستر في مذكرته أنه "في غياب التحليل على مستوى الشارع. ومن دون تحديد مكان العمل أو الخلفية الإثنية، لا تساعد البيانات في تحديد ما إذا كانت الافتراضات حول مكان العمل، أو المدارس أو الخلفية الإثنية قد تلعب دوراً ما في انتشار الفيروس، وكان من المناسب لوم هذه العوامل، لكن الحقيقة هو أنه ليس هناك أي منا – مسؤولو الحكومة، و"الصحة العامة في إنجلترا" ومجلس البلدية- يعرفون عن ذلك لأن البيانات ليست في حوزتهم".

وأضاف السير بيتر أن سلطات ليستر تسلمت فقط النتائج الموجبة (الدالة على الإصابة) من اختبار جرى مؤخراً، لذلك فإن "أي حسابات لمعدلات الإصابة يمكن عملها فقط إذا شملت كل سكان ليستر، ولكي تكون البيانات مفيدة نحن بحاجة إلى إجراء عمليات فحص تتناسب مع عدد سكان كل منطقة محددة. نحن بحاجة إلى معرفة نتائج الفحص السالبة (التي تدل على عدم الإصابة) إذا كان علينا الحصول على أي سياق تحققت الفحوص الإيجابية فيه".

وعلى الرغم من إقراره بأن الاختبارات زادت بشكل كبير في المدينة، فإن انعدام أخذ العينات العشوائية يعني أن السلطات عمياء "عن عدد الإصابات في المدينة، وبالتأكيد، فإن عدد النتائج الموجبة قد تأثرت بعدد الأشخاص الذين تقدموا كي يُجرى الفحص لهم".

ونظراً لغياب بيانات أساسية والافتقاد لتفاصيل ضرورية، فإن الحكومة تبقى "جاهلة" ما إذا كان التفشي في المدينة تمت السيطرة عليه، ولذلك هي غير واثقة من كيفية تحديد الطريق لإخراج ليستر من الإغلاق، وفق ما ذكر السير بيتر.

وأضاف أنه "من الواضح جداً من النقاشات التي أجريناها خلال الأيام القليلة الأخيرة أن الحكومة تجهل العناصر التي يتشكل النجاح منها. ما هي الخطوة اللاحقة التي ستتبعها؟ نحن لا نعرف ذلك حالياً".

وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين العمدة والمسؤولين في الحكومة المركزية ظلت متوترة خلال الأسابيع الأخيرة. وفي هذا الصدد قال مسؤول حكومي كبير للاندبندنت إن "مزايداته ومواقفه العدائية- الناجمة من موضع الجهل- تشتّت انتباه المسؤولين المحليين على أرض الواقع.

وفي هذا الصدد وصف هذا المسؤول الحكومي عمدة ليستر قائلاً "إنه ليس فقط عاجزاً عن التكيف مع الوضع بل هو يعرقل العملية. هناك الكثير من الأشخاص الأذكياء جداً والمنهمكين في أداء وظائفهم، لكنهم يضيّعون وقتهم وهم يحاولون إعلامه بأشياء من الواضح أنه غير قادر على فهمها".

في المقابل، قال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية إن "كل المجالس البلدية في إنجلترا لديها الآن القدرة على الوصول إلى بيانات الاختبارات، وهذا يتضمن المعلومات عن الأفراد والرموز البريدية لمساكنهم".

وأضاف أن هيئة "(الصحة العامة في إنجلترا) ظلت تزوّد مديري الصحة العامة بهذه البيانات في حالة وقوع تفشٍ للجائحة، كي يتمكنوا من اتخاذ الإجراءات الضرورية لتحجيم انتشارها. ونحن سنستمر في العمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية في ليستر لتشديد حصر تفشي الفيروس، لذلك فإن بالإمكان لهذه القيود الضرورية أن تُزال في أقرب وقت ممكن".

© The Independent

المزيد من دوليات