Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدينة الثقافة في تونس تحمل اسم الشاذلي القليبي

اعترض كاتب على الخطوة معتبراً أن هناك من يستحق ذلك مثل ابن خلدون وشوقي الماجري وأبو القاسم الشابي

كرّمت تونس الشاذلي القليبي وزير الثقافة الأول بعد الاستقلال (اندبندنت عربية)

مساء الخميس الثامن من يوليو (تموز) امتلأت جنبات المسرح الكبير بمدينة الثقافة، الذي احتضن إحياء أربعينية الراحل الشاذلي القليبي. رجل جمعت ذكراه كثيرين في تونس من أجيالٍ مختلفة، منهم من عرفه مديراً لمؤسسة الإذاعة التونسية بعد الاستقلال 1958، ومنهم من عرفه أول وزير للثقافة في الدولة الحديثة 1961، ومنهم من عرفه أميناً عاماً لجامعة الدول العربية 1979، ومنهم من لم يعرفه، تجمّعوا في احتفال مهيب، وبلحظة اعتراف فارقة لهذا الرجل الذي عاش نحو قرن من الزمن، وترك بصمات ستبقى في الثقافة والسياسة التونسية والعربية.

المفارقة التي لفتت انتباه كثيرين تمثلت بحضور كل أطياف المشهد السياسي والثقافي التونسي، على الرغم من غياب الراحل منذ سنوات طويلة. وحضر رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ وعدد من الوزراء وأعضاء مجلس النواب وفنانون ومثقفون. واعتبر المسرحي رجاء فرحات أن "الحضور اعترافٌ بالجميل لرجل خدم الثقافة بحبٍ، وكان يؤمن بالاختلاف، وحق الفنان والمثقف في التميّز والتعبير المختلف عن السائد بالمشهد العام".

والذكرى التي أشرفت وزارة الثقافة على تنظيمها شهدت مشاركات من قادة عرب عبر رسائل خاصة، تقدّمهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

كلمات التقدير والرثاء والاعتراف بالجميل لأول وزير ثقافة في تونس الحديثة وصاحب مشروع بناء دور الثقافة والمكتبات العمومية في عشرات المدن، تناوب عليها رئيس الحكومة ووزيرة الثقافة وضيوف من جنسيات مختلفة، تذكّروا خِصال الرجل المثقف.

المؤسس

وزيرة الثقافة شيراز العتيري، قالت في تصريح خاص إلى "اندبندنت عربية"، "إحياء أربعينية الشاذلي القليبي مؤسس وزارة الثقافة وواضع اللبنات الأولى للسياسات الثقافية لدولة الاستقلال هو اعترافٌ لهذا المثقف والسياسي، إذ يعود الفضل إليه بتركيز شبكة دور الثقافة والمكتبات المحلية، ويسجّل له التاريخ أنه كان ممن دافعوا عن حرية التعبير للفنانين والمثقفين، وكان يحميهم من الرقابة التي كانت تحاصرهم".

وأضافت الوزيرة، "الراحل ترك بصمة كبيرة في السياسات الثقافية المدروسة. واليوم بعد أكثر من ستين سنة من استقلال تونس نعود إلى السياسة التي اختارها عندما كان وزيراً للثقافة في تونس المستقلة، بإعادة تركيز وهيكلة شبكات دور الثقافة وتطويرها، ولهذا السبب فإنّ إطلاق اسم الشاذلي القليبي على مدينة الثقافة في تونس العاصمة رسالة رمزية لاستمرار التواصل والربط بين الأجيال".

وتابعت العتيري، "الفكرة التي نريد تحقيقها اليوم هي تكريم المبدعين والمثقفين في حياتهم، وليس بعد مماتهم. هذا أقل ما يمكن أن نقوم به، اعترافاً بالجميل لأشخاص أجلاء أخلصوا للثقافة والفن والإبداع في تونس".

الأب الروحي للفنانين والمسرحيين

كثير من اللحظات الإنسانية والعواطف الجياشة كانت حاضرة في عيون من عرف الراحل. ويروي المسرحي رجاء فرحات أن "القليبي، الأب الروحي للعمل الثقافي الدؤوب، هو مَن دعم الثقافة والمثقفين والمبدعين، وبذل جهداً كبيراً لنشر المكتبات في كل المدن والقرى، والتعريف بالشعراء والفنانين التشكيليين والموسيقيين، وبناء دور الثقافة والشباب".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف، لـ"اندبندنت عربية"، "القليبي يستحق أكثر من هذا، فإضافة إلى حبه المسرح والسينما والفنون، وعنايته الخاصة بالشباب المبدع في مدارس تونس، كان معنياً بنضج الشباب التونسي وتمكينه من مفاتيح الثقافة الكونية".

ويخلص إلى أن "القليبي مثقفٌ تجاوز حدود تونس إلى العربية والعالمية، وفتح أبوابها عندما كان وزيراً للثقافة، لتنظيم الملتقيات الفنية والأدبية الكبرى. الرجل أبدع في كل مجال ينفع الثقافة العربية، وجعل مهرجان قرطاج قِبلة الناظرين".

ويشير الموسيقار محمد القرفي، لـ"اندبندنت عربية"، إلى أن القليبي "أب المثقفين والفنانين والمبدعين في تونس. كان يحمي المثقف من سوط السياسي، والتاريخ سيعدد للراحل الكبير ما قدَّمه وفعله للثقافة التونسية".

ويذكر القرفي أنه "قبل وفاته بأشهر وعلى الرغم من أنه وصل إلى ما يقارب الخمسة والتسعين من العمر فإنه لم يتوانَ عن الاستمرار في الكتابة، وآخر كتاب صدر له كان بعنوان (تونس وعوامل القلق العربي)، ما يعكس شغف الرجل بالثقافة حتى النفس الأخير".

جريمة في حق الإبداع

في المقابل، اعتبر الكاتب كارم الشريف أن إطلاق اسم الشاذلي القليبي على مدينة الثقافة "جريمة في حق الإبداع والفن والثقافة بتونس"، ودلالاته خطيرة سواء أكان عن جهل أم عن معرفة.

وقال الشريف، "يجب أن يُطلق عليها اسم مبدع أسهم في إشعاع تونس وإبداعها، وهم كثر، وأجدرهم ابن خلدون وشوقي الماجري وأبو القاسم الشابي".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة