Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب وجونسون وتعادل بريطاني أميركي في رهان الغباء العالمي

انزلق البلدان طواعية إلى مستنقع من صنعهما وتأثيراته قاتلة

ثمة تماهيات كثيرة تجمع بوريس جونسون ودونالد ترمب تشمل حتى فشلهما حيال جائحة كورونا (آلترنت.أورغ)

لطالما ظننت أن الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة منخرطتان في سباق محموم للفوز برهان الغباء العالمي الذي ترعاه منظمة ترمب. إنه سباق مشوّق، إذ كلما تجاوز أحدهما الآخر، يلحق به الثاني دافعاً بأنفه إلى المقدمة.

والمسؤول عن ذلك دائماً هما فارساهما الكئيبان، برغم أنني أدرك أن وصف بوريس جونسون أو دونالد ترمب بالفارس يفسد التعبير المجازي. 

لكن ليس الحال دوماً كذلك. فقد قام مرتادو الشواطئ في بورنموث بعمل هزلي يمنح تفوقاً ضئيلاً للمملكة المتحدة عندما جلسوا على رمالها جنباً إلى جنب كما لو أن كوفيد-19 غير موجود إطلاقاً وتركوا 33 طناً من النفايات خلفهم. مع الاعتذار لأسكتلندا، وويلز، وشمال أيرلندا التي لديها إحساس أكبر.

ولتقليص الفجوة مع بريطانيا، ظهر الزوجان "كين وكارين"، المحاميان من سانت لويس، خارج قصرهما المسور، وهما يصوبان بندقية هجومية، ومسدساً تارة نحو متظاهرين سلميين، وتارة أخرى نحو بعضهما بعضاً.

وقد ذهب كين إلى حدّ الحديث على شبكة "سي إن إن" والادعاء بأنه كان ضحية. وهكذا فقدت بريطانيا المقدار الضئيل الذي وضعها في الصدارة.

كان لا بد من الثقة في ترمب لكي تعود أميركا إلى المقدمة.

وكررت البرتقالة الضخمة "ترمب" نظريتها بأن فيروس كورونا سيختفي كما تختفي أغنية مدهشة فازت في مسابقة أغاني البوب. وقد حدث ذلك كله بينما كانت أميركا تحطم الرقم القياسي في حالات الإصابة بالفيروس، وكانت الولايات الجمهورية الراسخة التي استجابت لدعوته بإعادة الفتح المبكر، تعاود الإغلاق من جديد في جنوب البلاد وغربها.

آه، اليمينيون، يحبون راياتهم، واستعراض عضلاتهم، ولعب دور الرجل الصلب.

لكن عندما تبرز مشكلة ما تتعارض مع نظرتهم الواهمة للعالم، فإنهم يذوبون مثل ثلج  فصل الربيع. يخيفهم ذلك كثيراً لدرجة أن رد فعلهم الوحيد يتمثل في وضع أصابعهم في آذانهم، وغناء "لا، لا، لا، لا يحدث ذلك، ليس حقيقياً". ذلك ما قد نفعله أنا وأنت عندما نواجه فيلماً مخيفاً بشكل خاص، لكنه لا يفيد مع مشكلة عالمية ملحة تشير بأصابع العار إلى المسرحيات السياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي خطوة بالغة الدلالة، كرر ترمب مدحه لـ"شبكة أخبار أميركا الواحدة" (OANN) المحافظة المتشددة، وهي قناة لها جمهور قليل، وتتطلع لأن تكون مثل فوكس نيوز، وقد أثبتت أنه، نعم، يمكن أن تكون بالفعل أكثر تملقاً وتطرفاً من وحش قنوات الأخبار الأميركية.

فالنفي هو كل ما في جعبة هذه الشبكة من جواب لجملة من المشكلات تتراوح بين أزمة المناخ إلى العنف المسلح، وجائحة قاتلة. لا، لا، لا، هذا لا يحدث. وهذا بعض من الغبار السحري، لأنه حتى وإن أخطأنا، في جميع الأوقات تقريباً، نحن على صواب. تلك هي واحدة من الجمل المفضلة لمذيع القناة، نعم، أشفقوا علي، فقد وجب علي أن أشاهد هذه الأشياء.

وللتذكير، يجب عليّ أن أصرح بأنني لا أشمت. فأنا واعٍ تماماً بأننا قد نكون بالفعل في نفس الوضعية لو أن بوريس جونسون، مهرجنا الموجود في أروقة السلطة، لم يُصب هو الآخر بالوباء.

مع ذلك، قد ينتهي بنا الأمر إلى تلك النهاية إذا انقلب علينا قرار حكومته الخطير بإعادة فتح إنجلترا كما يحدث حالياً مع أهالي ليستر تحت الإغلاق.

اضطرت مدرسة قريبة مني إلى إعداد ثلاثة سيناريوهات لإعادة الفتح بسبب الطريقة التي يغير بها المسؤولون في وايتهال الأهداف، وطرق التنفيذ. ولن أفاجأ كثيراً إذا اضطر مدير المدرسة إلى إعداد سيناريو رابع، وربما حتى خامس.

هذه هي الحالة التي وصلنا إليها اليوم.

بالتالي إذا كان ترمب قد أعاد الولايات المتحدة إلى الصدارة، لا تظنن، ولو لدقيقة واحدة، أو لوهلة أن السباق قد حُسم. ورغم أن السخرية هي الدواء الشافي والضروري، لأنها في الحقيقة كل ما تبقى لنا، هناك ملاحظة جادة يجب الإشارة لها.

فمن خلال الطريقة التي انزلق بها بلَدَانا إلى مستنقع من صنعهما باعتناق الجعجعة القومية الطنانة الرنانة التي يروج لها مخادعون في محاولة للتغطية على تراجعهم، فقد تخليا أساساً عن أي ادعاء بالزعامة الأخلاقية.

وقد لوحظ ذلك في الأماكن التي لم يكن فيها القادة مجرد عاجزين بسوء نية. إنهم ليسوا إلا أشراراً، وهم بارعون في تلك الشرور، مثل الصين.

ولحسن الحظ، يمكن لأميركا أن تخرج نفسها من هذا السباق في نوفمبر (تشرين الثاني)، بفضل الانتخابات المقبلة. فالاستطلاعات والرهان يوحيان أنها ستفعل.

أما بريطانيا فتواجه أربع سنوات من القفز على الحواجز، والسقوط على وجهها. إننا لم نفز بعد برهان الغباء العالمي، لكننا الأوفر حظاً في هذه المرحلة.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء