Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شبح الاكتئاب والقلق يطارد الأقليات الإثنية في بريطانيا خلال أزمة كورونا

قام البحث بدراسة 70 ألف مشارك على مدار 15 أسبوعاً

نسبة الأشخاص الذين عانوا من تنمر نفسي أو جسدي أو إساءة خلال الإغلاق كانت بالمتوسط أقل من واحد من عشرة (رويترز)

توصّلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المتحدرين من خلفيات سوداء وآسيوية وأقليات أثنية قد عانوا من مستويات أعلى من الاكتئاب والقلق خلال حالة الإغلاق المصاحبة لوباء فيروس كورونا.

وفيما أبلغ نحو 17 في المئة من الأشخاص البيض عن شعورهم بالوحدة في كثير من الأحيان خلال الإغلاق، ارتفعت النسبة إلى 23 في المئة بين ذوي الأصول السوداء والآسيوية والأقليات الإثنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أن خواطر الموت لدى تلك المجموعات كانت أعلى بحوالى الثلث بالمتوسط، على الرغم من أنها انتابت أقل من 15 في المئة من الأشخاص، بحسب ما أفادت الدراسة.

وفي حين أبلغ أقل من 5 في المئة من الأشخاص عن ممارسة إيذاء النفس خلال الإغلاق، كانت النسبة أعلى بـ 70 في المئة بين مجموعات الخلفيات السوداء والآسيوية والأقليات الإثنية، وفقاً للبحث الذي أعدّته جامعة كوليدج لندن (يو سي إل).

ويذكر البحث أن نسبة الأشخاص الذين عانوا من تنمر نفسي أو جسدي أو إساءة خلال الإغلاق كانت بالمتوسط أقل من واحد من عشرة، لكن البلاغات عن هذه الحالات بين تلك المجموعات كانت أعلى بحوالى 80 في المئة.

تقول الدكتورة ديزي فانكورت من قسم علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج لندن، والمؤلفة الرئيسة للدراسة: "تبين دراستنا أن الأشخاص المتحدرين من خلفيات سوداء وآسيوية وأقليات إثنية يعانون من آثار سلبية خلال الإغلاق أكثر من ذوي البشرة البيضاء... ينطبق ذلك بشكل خاص على مشكلات الصحة العقلية المباشرة وغير المباشرة. قد يكون السبب وراء هذه النتائج هو عدم المساواة بين الإثنيات في المملكة المتحدة، حيث تظهر الإحصاءات أن الأشخاص من تلك المجموعات هم أكثر ميلاً إلى كونهم من الفئات المعرضة لخطر المعاناة السلبية خلال الوباء، مثل حصول أسرهم على مستويات دخل أقل وتمتّعهم بصحة عقلية أساسية أضعف. كما أن الاختلافات في التجارب وعدم المساواة بحدّ ذاتها قد تكون إفرازات للعنصرية الفردية والمنهجية، وهي قضية أبرزتها احتجاجات حياة السود مهمة خلال الأسابيع الأخيرة".

هذا البحث الذي موّله صندوق نفيلد فاونديشن الخيري (الهادف إلى تحسين الرفاهية الاجتماعية من خلال تمويل مشاريع البحث والابتكار في التعليم والسياسة الاجتماعية)، وبدعم من جمعية "ويلكوم ترست" الخيرية المهتمة بالشؤون الصحية ومنظمة البحث والابتكار في المملكة المتحدة، توصّل أيضاً إلى أن الأشخاص من الخلفيات السوداء والآسيوية والأقليات الإثنية كانوا أشدّ قلقاً على مستقبلهم الوظيفي.

لكن مخاوفهم من الإصابة بفيروس كورونا أو الوصول إلى الغذاء لم تكن أقل، إذ انخفضت ثقة تلك المجموعات بالحكومة بنحو 14 في المئة خلال فترة الإغلاق، أما ثقتهم بقدرة الخدمات الصحية على مواجهة الوباء، فكانت أقل بـ12 في المئة، بينما تراجعت ثقتهم بإمكانية الوصول إلى الأساسيات بنسبة 5 في المئة.

كما اشتدّ انخفاض مستويات الالتزام "التام" بمعايير الإغلاق بين المجموعات كلها الأسبوع الماضي، بخاصة الشباب، لكن التزام "الغالبية" بقي عند حوالى 90 في المئة بشكل عام.

وكان الامتثال للمعايير بشكل "جيد" متقارباً لدى الإثنيات كافة، باستثناء تراجعه لدى ذوي الخلفيات السوداء والآسيوية والأقليات الإثنية بعد فترة وجيزة من وفاة جورج فلويد، عندما بدأت الاحتجاجات بالخروج في أرجاء المملكة المتحدة، لكن الامتثال الجيد عاد إلى الارتفاع من حينها.

يذكر أن الالتزام "التام" كان بشكل مستمر أقلّ بحوالى 10 في المئة لدى تلك المجموعات.

وخلال الأسبوع الماضي، ظهر تحسّن على معدلات الاكتئاب والقلق، وكذلك مستويات السعادة والرضا عن الحياة، على الرغم أن من جميع تلك المستويات ما زالت أقل من المعدلات الوسطية العادية.

وقال ما يزيد على نصف الأشخاص (57 في المئة) إن صحتهم العقلية بقيت تقريباً على حالها قبل وباء كورونا، بينما أفاد 8 في المئة بأنها باتت أفضل من المعتاد.

وذكر أكثر من ثلث البالغين (35 في المئة) أن صحتهم العقلية تراجعت عمّا هي عليه في العادة، وقد ازدادت هذه النسبة إلى نحو النصف لدى الشباب والأشخاص الذين لديهم أمراض عقلية مشخّصة والمنتمين إلى خلفيات سوداء وآسيوية وأقليات إثنية.

وقالت شيريل لويد، رئيسة برنامج التعليم في صندوق نفيلد فاونديشن: "نعلم أن معدلات الوفاة والإصابة بين الأشخاص الذين ينتمون إلى بعض الأقليات الإثينة أعلى من المجموعات الإثنية البيضاء، وتبيّن هذه النتائج أن الوضع ينطبق كذلك على حالات الإبلاغ عن ضعف الصحة العقلية، مع أن مستويات القلق من الإصابة بفيروس كورونا كانت متشابهة لدى المجموعات الإثنية التي تمت مقارنتها في هذا التقرير.

في محاولة لفهم الأسباب وراء هذا التفاوت، من المهم تذكر الطرق الأخرى التي أثر بها الوباء بشكل غير متناسب في أفراد مجموعات الأقلية الإثنية، على سبيل المثال ارتفاع احتمال عملهم في مجال الصحة والرعاية الاجتماعية، والعمل في القطاعات التي تعرّضت للإقفال، وهذا ينطبق بشكل خاص على الرجال. كما ستكون هناك فوارق ملحوظة بين مجموعات الأقليات الإثنية المختلفة في ما يتعلّق بتجاربهم خلال الوباء".

وقال الباحثون إن الدراسة التي انطلقت خلال الأسبوع الذي سبق فرض حالة الإغلاق، هي أضخم تحليل على مستوى المملكة المتحدة لكيفية شعور البالغين تجاه الإغلاق ونصائح الحكومة والسلامة والصحة العقلية بشكل عام. وقامت الدراسة بتتبّع ما يزيد على 70 ألف شخص خلال الأسابيع الخمسة عشر الماضية.

© The Independent

المزيد من صحة