Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إثيوبيا تنوي بدء ملء سد النهضة خلال أسبوعين

مسؤول في الاتحاد الأفريقي: حل أكثر من 90 في المئة من القضايا في المفاوضات

سد النهضة أثناء بنائه في منطقة غوبا وريدا الإثيوبية (رويترز)

أعلن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد اليوم السبت 27 يونيو (حزيران)، أنه تم حل أكثر من 90 في المئة من القضايا في المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة العملاق على النيل.

وأمام الاتحاد الأفريقي أسبوعان للمساعدة في التوصل لاتفاق لإنهاء خلاف مستمر منذ عشر سنوات بشأن موارد المياه. وقال البيان إن لجنة مؤلفة من ممثلين للدول الثلاث وجنوب أفريقيا وشخصيات فنية من الاتحاد الأفريقي ستعمل على حل القضايا القانونية والفنية المعلقة.
وستصدر اللجنة تقريراً بشأن التقدم في المفاوضات خلال أسبوع.

وكانت إثيوبيا كشفت السبت، أنها تنوي بدء ملء سدّها العملاق على نهر النيل في "الأسبوعين المقبلين"، متعهدة في الوقت نفسه بمحاولة التوصل إلى اتفاق نهائي مع مصر والسودان خلال هذه الفترة، برعاية الاتحاد الأفريقي.

أكبر سدّ كهرمائي

ويناقض البيان الذي صدر صباح السبت عن مكتب رئيس الوزراء أبيي أحمد، جزئياً تصريحات أدلى بها مسؤولون مصريون وسودانيون مساء الجمعة، وأكدوا فيها التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث خلال قمة افتراضية جمعتها مع ثلاث دول أفريقية أخرى، على وقف ملء السد إلى أن يجري التوصل إلى اتفاق نهائي حول الموضوع.

وسدّ النهضة الذي بدأت أديس أبابا ببنائه في عام 2011، سيصبح عند إنجازه أكبر سدّ كهرمائي في أفريقيا، مع قدرة إنتاج بقوة ستة آلاف ميغاواط. لكنّ هذا المشروع الحيوي لإثيوبيا والذي أقيم بارتفاع 145 متراً، يثير توترات حادّة بينها وبين كلّ من السودان ومصر اللتين تتقاسمان مع إثيوبيا مياه النيل، وتخشيان أن يحد السد من كمية المياه التي تصل إليهما.

وتعتبر مصر هذا المشروع تهديداً "وجودياً". ودعت الأسبوع الماضي مجلس الأمن الدولي إلى التدخل. ويفترض أن يعقد المجلس اجتماعاً حول القضية الاثنين 29 يونيو.

لا إجراءات أحادية

وأعلنت القاهرة والخرطوم في بيانين رسميين الجمعة، عن اتفاق خلال قمة أفريقية مصغّرة عقدت عبر الفيديو برئاسة رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، على تأجيل البدء بملء خزان سد النهضة الكهرمائي لحين إبرام اتفاق بين الدول الثلاث.

وجاء في بيان الرئاسة المصرية أن الاتفاق ينص على "الامتناع عن القيام بأية إجراءات أحادية، بما في ذلك ملء السد، قبل التوصّل إلى هذا الاتفاق، وإرسال خطاب بهذا المضمون إلى مجلس الأمن".

وقالت الحكومة السودانية في بيان "جرى الاتفاق على أن يتم تأجيل ملء الخزان إلى ما بعد التوقيع على اتفاق"، مشيرة إلى أنه تم التوصل إلى تسوية أيضاً على أن "تبدأ مفاوضات على مستوى اللجان الفنية فوراً بغية الوصول إلى تفاهم في غضون أسبوعين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لكن أديس أبابا لم تأت على ذكر الإرجاء في بيانها السبت. بل بدت متمسكة بالجدول الزمني الذي أعلنته من قبل، وينص على بدء تعبئة خزان السد في يوليو (تموز) المقبل.

وجاء في البيان "خطّطت إثيوبيا لبدء ملء السد في غضون أسبوعين ستتواصل خلالهما أعمال البناء. واتفقت الدول الثلاث على أن يتم التوصل الى اتفاق نهائي على النقاط القليلة التي لا تزال عالقة خلال هذه الفترة".

وكانت مفاوضات ثلاثية حول تشغيل السد وإدارته استؤنفت في وقت سابق في يونيو، وتعثرت حول عمل السد خلال فترة الجفاف، وآليات حل الخلافات المحتملة.

تدفق مياه النيل؟

وتقول إثيوبيا إن الكهرباء المتوقع توليدها من سد النهضة لها أهمية حيوية من أجل الدفع بمشاريع تنموية في البلد الفقير البالغ عدد سكانه أكثر من 100 مليون نسمة.

وتؤكد مصر أن السد يهدّد تدفق مياه النيل التي ينبع معظمها من النيل الأزرق حيث بني السد، وقد تكون تداعياته مدمّرة على اقتصادها ومواردها المائية والغذائية. وتستقي مصر 97 في المئة من حاجتها من المياه من النيل. ويمد النيل الذي يمتد على حوالى ستة آلاف كيلومتر، حوالى عشر دول أفريقية بالمياه.

وعقدت القمة الأفريقية المصغّرة بدعوة من رئيس جنوب أفريقيا، وشارك فيها كل من الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي آبيي أحمد ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك والرئيس الكيني أوهورو كينياتا ورئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي ورئيس مالي إبراهيم بوبكر كيتا ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي.

وساطة أميركية

وكانت أديس أبابا تحفظت سابقاً على تدخل أطراف أخرى في النزاع، لا سيما بعد محاولة وساطة قامت بها الولايات المتحدة، بناء على طلب مصر، وانتهت في فبراير (شباط) بالفشل. واتهمت إثيوبيا في حينه واشنطن بالتحيّز لمصر.

ورحّبت أديس أبابا السبت بمبادرة الاتحاد الأفريقي، مؤكدة أن "القضايا الأفريقية يجب أن تجد حلولاً أفريقية".

ورأى وليام ديفيسيون من مجموعة "إنترناشونال كرايزيس غروب" (مجموعة الأزمات الدولية)، أن "استئناف المحادثات الثلاثية التقنية حول تعبئة وقواعد إدارة سد النهضة، إضافة إلى تدخل الاتحاد الأفريقي، تطورات أكثر من مرحب بها".

واعتبر أنه من المناسب "أن يسهّل الاتحاد الأفريقي من الآن وصاعداً المحادثات"، وألا تتدخل الأمم المتحدة إلا كملاذ أخير.

المزيد من الأخبار