Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل توجهات محرك غوغل قادرة على التنبؤ بارتفاع إصابات كورونا؟

تُظهر المعطيات أنّ عمليات البحث على الانترنت تحت عناوين مثل "أعراض كوفيد 19" قد زادت في الولايات المتّحدة خلال الأيّام الأخيرة

تحليل توجهات البحث على غوغل قد يظهر ما إذا كانت موجة ثانية من عدوى فيروس كورونا منتظرة أم لا (غيتي)

يمكن لتوجّهات البحث على الانترنت في الولايات المتّحدة الأميركيّة أن تؤشّر إلى قدوم موجة جديدة من العدوى بفيروس كورونا. وسجّلت عمليات البحث في محرّك غوغل تحت عناوين مثل "أعراض كوفيد 19" و"فحص كوفيد 19 في جواري"، ارتفاعاً ملحوظاً في الأيّام الأخيرة. تأتي هذه التوجّهات المقلقة في عمليات البحث بالتزامن مع بداية التخفيف الذي تشهده تدابير الحجر في الولايات المتّحدة، على الرغم من عدم تراجع معدّلات العدوى في هذا البلد بنسبٍ ملحوظة، كما هو الحال في بلدان أخرى بدأت تخرج من الإغلاق.

كما يترافق الارتفاع في توجّهات البحث المتعلّقة بفيروس كورونا مع التظاهرات الحاشدة التي أشعلها مقتل جورج فلويد بأيدي رجال الشرطة.

وكانت الولايات المتّحدة تسجل العدد الأعلى في حالات الإصابة المؤكّدة بفيروس كورونا، إذ تخطّى العدد فيها رسمياً يوم الخميس الماضي المليوني إصابة.

 المعاينة الدقيقة لتوجّهات البحث في غوغل، لكلّ ولاية أميركيّة على حدة، وعلى مدى الأيّام السبعة الأخيرة، تظهر المواقع والأمكنة التي هي مصدر البحث. ويمكن لهذا، الإسهام في تحديد البؤر الجديدة لتفشّي كوفيد 19.

 ترتبط معطيات ومؤشّرات البحث بارتفاع مؤكّد في حالات الإصابة الجديدة بكوفيد 19 في الولايات التي سُجّلت فيها عمليات البحث تلك.

 شهدت أريزونا، وكارولينا الجنوبيّة ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة على مدى الأيّام السبعة الأخيرة، والولايتان لم يسبق لهما معايشة حالات تفشٍّ كبيرة.

كما ارتفعت خلال الايّام الأخيرة على نطاق وطنيّ عام، عمليات البحث تحت عناوين أخرى قد تدلّ كذلك على موجة جديدة من العدوى، وذلك يتضمّن كلمات مفتاحية مثل "أعراض فيروس كورونا".

 فيما سجّلت حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا في الولايات المتّحدة ارتفاعًا طفيفًا منذ أواخر مايو (أيّار)، بيد أنّه ما زالت هناك طفرة ملحوظة بعدد الإصابات الجديدة. والسبب قد يعود إلى فارق التوقيت بين لحظة إحساس الأشخاص بالأعراض، ولحظة إجرائهم فحص كوفيد 19.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 سبق لمحرّك غوغل أن حاول توقّع تلك التوجّهات عبر وظيفة، أو خدمة "التقييم الآني" nowcast التي أطلقها في العام 2008. وشرحت ورقة بحثيّة نُشرت في مجلّة "ناتشير" Nature العلميّة في ذلك الوقت كيف يمكن لتوجّهات عمليّات البحث التي يجريها الناس، أن تُقدّر انتشار الإنفلونزا قبل أسبوعين من تسجيل الجهات الرسمية انتشارها رسميّاً، مثل "المركز الأميركي للتحكّم بالأمراض والوقاية" CDC.

وإذ يعتبر محرّك غوغل محرّك البحث الأوسع انتشاراً في العالم، فقد ساهمت مؤشّرات توجّهات الناس الرقميّة فيه بتقديم معطيات يمكنها انقاذ الأرواح، وجاء نموذج تلك المؤشّرات متمثّلاً في الخدمة التي أطلق عليها اسم "البيانات الضخمة" Big Data. بيد أن تلك الخدمة أغلقت في العام 2015 إثر فشلها في استشراف موجة انتشار ضخمة للإنفلونزا في العام 2013. ووصفت بعض المنشورات الأمر بـ"الفشل المنقطع النظير"، وثمّة اليوم على صفحة الدخول إلى خدمة "البيانات الضخمة" على الانترنت جملة تقول "مؤشّرات غوغل للإنفلونزا" و"مؤشّرات غوغل لحمى الضنك" لم تعد تنشر تقديرات راهنة تتعلّق بالإنفلونزا، وحمى الضنك مستندة إلى توجّهات البحث ... وما زال من المبكر أن تقوم خدمة "التقييم الآني" nowcasting وغيرها من الوسائل المشابهة بفهم انتشار أمراض كالإنفلونزا، وحمى الضنك – ونحن متشوّقون لرؤية ما سيأتي بعدها.

وشرح منشور في  مدونة قرار غوغل ذاك، وأشار إلى أنّ محرّك البحث الشهير سوف يعمل في تعاون مباشر مع مؤسسات أكاديميّة لاستخلاص، وفهم نتائج بيانات البحث. وكان أكثر من 265 ورقة بحثيّة أكاديميّة اعتمدت منذ ذلك الحين على معلومات إجماليّة استُلّت من عمليات البحث في محرّك غوغل، وكان يُتعقّب على أساسها أوبئة مثل "إيبولا" في 2014، و"زيكا" في 2016، و"حمّى غرب النيل" على مدى أعوام في إيطاليا.   

© The Independent

المزيد من تقارير