Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لبنان فوق صفيح ساخن: احتجاجات وعنف و"انقلاب" مقابل وعود

المتظاهرون باتوا لا يثقون بأركان الحكم ويرفضون المسكّنات

نظّم متظاهرون لبنانيون في بيروت مأتماً رمزياً "لشعب" تصرّ الطبقة السياسية على "دفنه" (أ.ف.ب)

تتجدّد الاحتجاجات في لبنان، رفضاً للواقع الاقتصادي المتردي وتنديداً بالمنظومة السياسية الحاكمة.

فلليوم الثالث شهدت العاصمة بيروت ومناطق أخرى، احتجاجات وتظاهرات شابتها أعمال عنف، فيما يعد أركان السلطة بوقف هبوط سعر صرف الليرة مقابل الدولار وبالسعي إلى تحريك العجلة الاقتصاديّة التي فاقمتها أزمة كورونا والإجراءات المتخذة إزاءها. فيما المحتجّون، وفق شعاراتهم وما يصرّحون به إلى الإعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، لا يصدّقون الوعود تلك ومطلقيها ويعتبرونها مسكّنات لن تحل الأزمة المتفاقمة. وتترافق الأزمة الاقتصادية التي تُوصف بالأسوأ منذ عقود، مع نقص في السيولة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم، خصوصاً تلك المودعة بالدولار الأميركي.

ويُتوقع أن يلامس التضخم في لبنان خلال العام الحالي نسبة 50 في المئة، بينما يعيش نحو 45 في المئة من سكانه تحت خط الفقر وتعاني أكثر من 35 في المئة من قوته العاملة من البطالة.

وتخطى سعر صرف الليرة اللبنانية خلال هذا الأسبوع عتبة الخمسة آلاف في مقابل الدولار الواحد، قبل أن يتراجع السبت إلى أربعة آلاف غداة اجتماعات حكومية.

رسمياً، سعر الصرف مثبّت في لبنان عند 1507 ليرة منذ عام 1997.

وفيما أدت الإجراءات المتخذة لمكافحة تفشي وباء كوفيد-19 إلى إغلاق العديد من المتاجر وتسريح عمّال وموظفين، فإنّ من شأن هذه الأزمة أن تفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان، في وقت يُتوقّع أن ينكمش الناتج الإجمالي المحلي بنسبة 12 في المئة. وطلب لبنان المساعدة من صندوق النقد الدولي في نهاية أبريل (نيسان).

تظاهرات ومأتم رمزي

وتظاهر، السبت 13 يونيو (حزيران)، مئات الأشخاص في وسط بيروت سلمياً، مستعيدين شعارات الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وأدى إلى استقالة الحكومة السابقة بعد أقل من أسبوعين.

ونظّم متظاهرون آخرون لونوا وجوههم بالأبيض وارتدوا الأسود، مأتماً رمزياً "لشعب" تصرّ الطبقة السياسية على "دفنه"، بحسب ما قالت الناشطة باولا ربيز. وأضافت "أردنا توجيه رسالة قوية (...) لإحياء الحركة الثورية".
ويطالب العديد من المتظاهرين بإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لاتهامهم إياه بالتواطؤ مع السلطة السياسية الحاكمة وبالتقصير في ظل تراجع قيمة العملة المحلية.

اشتباكات

وفي مدينة طرابلس الشمالية، أسفرت اشتباكات بين المتظاهرين والجيش اللبناني عن أكثر من 120 إصابة، وفق الصليب الأحمر وأجهزة الإسعاف المحلية.
ومساءً، قطع متظاهرون غاضبون طريقاً رئيساً يربط بيروت بالجنوب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي طرابلس أيضاً، اعترض متظاهرون، السبت، مسار شاحنات كانت متجهة إلى سوريا، اشتُبه في أنها تهرّب مواد غذائية. وأطلق عناصر من الجيش أعيرة مطاطية لفسح المجال أمام عبور الشاحنات.
وتثير أعمال التهريب بين لبنان وسوريا جدلاً واسعاً، إذ يعرب لبنانيون عن الاستياء إزاء تقاعس السلطات عن ضبط الحدود.

وأعلنت المديرية العامة للجمارك في بيان أن "هذه الشاحنات تنقل مساعدات من مادة السكر وغيرها لمصلحة الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي من ضمن برنامج الأمم المتحدة الغذائي".

وأكد برنامج الأمم المتحدة الغذائي، في بيان، أن 39 شاحنة كانت متجهة إلى سوريا لنقل مساعدات إلى السكان الأكثر فقراً هناك.

"مؤامرة التلاعب" بالليرة

وندّد رئيس الحكومة حسان دياب، في كلمة نقلت مباشرة عبر الهواء السبت، بما وصفه بـ"مؤامرة التلاعب" بالليرة اللبنانية وممّا قال إنّه "حملة مبرمجة تنظمها جهات معروفة" و"انقلاب" على ثورة 17 أكتوبر.

وأضاف أنّ حكومته أرادت "أن توقف مسلسل ابتزاز الدولة والناس"، متعهّداً بمكافحة "شرسة" للفساد.

وتشكلت حكومة جديدة برئاسة حسان دياب في يناير (كانون الثاني)، فيما تراجعت وتيرة الاحتجاجات لاحقاً بعد تسجيل إصابات بوباء كوفيد-19 في لبنان.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي