تراجع الدولار الأميركي مقابل العملات الأجنبية في مستهل تداولات يونيو (حزيران) الحالي بأكثر من 2.3 في المئة بعد عودة التفاؤل للمستثمرين وتراجع الطلب على الملاذات الآمنة، بالتزامن مع ضعف الطلب على المعادن الثمينة. وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار إلى أعلى مستوى في أربعة أسابيع ليعاود الارتفاع فوق مستوى 1.26. واستمر النفط أيضاً في الصعود فوق مستوى 40 دولاراً للبرميل بالنسبة إلى خام برنت.
تحسّن الأرقام الاقتصادية يعزّز شهية المخاطر
على صعيد البيانات الاقتصادية، ارتفع مؤشر قطاع الخدمات الصيني في مايو (أيار) الماضي إلى أعلى مستوى له في عشرة أعوام، بحسب نتيجة الاستبيان الصادر اليوم الأربعاء من الصين، حيث أظهرت النتائج ارتفاع المؤشر إلى 55.0، مرتفعاً من قراءة أبريل (نيسان) الماضي، التي كانت عند مستوى 44.4، ويعتبر مستوى 50 على هذا المؤشر الحدّ الفاصل بين الانكماش والتوسّع.
البيان الصيني أظهر ارتفاعاً كبيراً في الطلبات الجديدة، وتكمن أهميته في عودة الثقة بالتعافي الاقتصادي، فضلاً عن أن قطاع الخدمات يستحوذ على نحو 60 في المئة من النشاط الاقتصادي في الصين (نذكر أن البيان الذي صدر ليس رسمياً ولكن يكتسب أهمية قصوى).
السيولة تتحرّك من السندات للأسهم
على صعيد أسواق المال، هناك حالة من التفاؤل دفعت بمؤشر الأسواق الناشئة "MSCI" للارتفاع إلى أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر خلال تداولات اليوم الأربعاء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية أيضاً، حيث سجّل مؤشر داكس الألماني مكاسب تجاوزت 1.1 في المئة، وربح مؤشر البورصة الإيطالية 1.5 في المئة.
وارتفعت المؤشرات الأميركية في تداولات ما قبل الافتتاح، حيث زاد مؤشر "داو جونز" بأكثر من 100 نقطة إلى فوق مستوى 25.800، وارتفع أيضاً مؤشرا "إس أند بي 500"، و"ناسداك".
ويؤكد ارتفاع هذه الأسواق متجاهلة التوترات في المدن الأميركية عودة شهية المستثمرين لأخذ مزيد من المخاطر وشراء المزيد من الأسهم. ولهذه الحالة المتغيرة في اتجاه المخاطرة تأثير على أسعار أصول الملاذات الآمنة، وعلى رأسها الدولار الأميركي الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع شهية المستثمرين في أخذ المخاطر، فعندما ترتفع هذه الشهية تعني عودة الثقة في أداء الشركات ومؤشرات الاقتصاد، وتنعكس بزيادة الطلب على الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم، ومقابل ذلك تتم عملية تسييل الدولار في أسواق السندات وتتحرك السيولة من السندات إلى الأسهم.
الدولار الأميركي يتراجع لسبع جلسات متتالية
واستمر الدولار الأميركي في التراجع مقابل العملات لسبع جلسات متتالية، وانخفض مقابل العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) من مستوى 1.09000 إلى 1.2010 خلال سبعة أيام، وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل العملة الخضراء إلى فوق مستوى 1.26، واستمر في الارتفاع لخمس جلسات على التوالي.
وتترقب الأسواق اليوم بيان الوظائف في القطاع الخاص الأميركي، وتشير التوقعات إلى فقدان 9 ملايين وظيفة في مايو الماضي، مقارنة بفقدان أكثر من 20 مليون في أبريل الماضي، وهذا مؤشر إيجابي على تقلّص فقدان الوظائف، مما يعزّز شهية المستثمرين في أخذ المخاطر، مع توقّع تجاوز الاقتصاد المرحلة الأسوأ بشأن تداعيات انتشار (كوفيد 19) المستجد.
وسيصدر البيان الرئيس للوظائف في غير القطاع الزراعي الأميركي يوم الجمعة المقبل، وتشير التوقعات إلى فقدان سوق العمل الأميركية نحو 8 ملايين وظيفة في مايو الماضي، مقارنة بأكثر من 20 مليون وظيفة في أبريل، وهذا أيضاً مؤشر إيجابي يدعم استمرار شهية المستثمرين في أخذ المخاطر في أسواق المال.
