Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كعك العيد في صعيد مصر منحة فرعونية للمسلمين

"اندبندنت عربية" تشارك أسرة بمحافظة قنا طقوس صناعة الكعك رغم ارتفاع الأسعار

تحت وطأة الحرب الروسية الأوكرانية قفزت أسعار المخبوزات والحلويات الجاهزة، مما عزز الإقبال على إعداد كعك العيد بالمنازل، بهدف الترشيد مع كثرة متطلبات الأسرة المصرية.

وتشهد أوساط السيدات حالة من الاستنفار، لإعداد كعك وبسكويت عيد الفطر، باعتباره عادة وتقليداً متوارثاً، إذ لا تكتمل بهجة العيد من دونه، فبنهاية رمضان تفوح من الشوارع رائحة النشادر والخميرة، تلك العناصر الرئيسة المستخدمة في إعداده. "اندبندنت عربية" شاركت أسرة مصرية صناعة كعك العيد بمحافظة قنا (جنوب)، للتعرف على كواليس وطقوس تلك العادة.

جذور فرعونية

يقول مصطفى الصغير، مدير آثار الأقصر المتخصص في علم المصريات، لـ"اندبندنت عربية"، "الكعك عادة مصرية أصولها فرعونية، إذ تخبرنا جداريات مقبرة الوزير (خميرع) في الأسرة الثامنة عشرة بأن الكهنة كانوا يصنعون مخبوزات دائرية على هيئة قرص الشمس، بما يرمز إلى المعبود آمون رع".

وأضاف، "جداريات معبد الأقصر تجسّد حرص المصري القديم على صناعة أشكال مختلفة من المخبوزات في الأعياد الفرعونية القديمة لتقديمها قرابين، ما يؤكد تجذّر صناعة الكعك في الأعياد، ليس عند المسلمين فقط، بل الأقباط كذلك في عيد الميلاد المجيد".

وأوضح مصطفى السمان، المتخصص في التاريخ والتراث الإسلامي، أن صناعة الكعك "ارتبطت بعيد الفطر في الدولة الطولونية وكذلك الفاطمية، وكان حكّام الدولة الإخشيدية يحشونه بالذهب، ليوزّع على المقربين من حاشيتهم، كما يضم متحف الفن الإسلامي بالقاهرة عدداً من قوالب الكعك التي تحمل عبارات (كل هنيئاً واشكر. كل واشكر مولاك)".

طقوس وعادات

وقالت فايزة حسين، ربة منزل، "فرحة عيد الفطر في الصعيد لا تكتمل إذا لم يُصنع الكعك بالمنزل. الأهالي هنا لا يعترفون بالمخبوزات الجاهزة". مضيفة "صناعته تتطلب عملاً جماعياً، فغالباً ما يشتركن فيها الجارات أو الشقيقات أو الأقارب، لما تحتاجه من أدوار عديدة، مثل العجن والتخمير والنقش والرصّ والتسوية، كما تتطلب عديداً من المقادير مثل الدقيق واللبن والسمسم والعجوة والسمن".

وتابعت، "تبادل كعك العيد مع الأقارب والمعارف والفقراء بصعيد مصر يشكِّل نوعاً من صلة الرحم والتراحم بين المصريين، بأن يُهدي أهل الصعيد بعضهم بعضاً ألواناً مختلفة منه، كما يمثل ذلك نوعاً من التنافس بين كل مجموعة من السيدات بالقرى والأحياء لإعداد أفضل ما لديهن".

واستكملت فايزة، "الكعك بالمنزل له مذاق خاص يختلف عن المخبوزات الجاهزة المشكوك في مقاديرها، كما تعدّ صناعته موسماً للتزاور بين المعارف، للمشاركة في إنجاز تلك المهمة الشاقة بأواخر أيام الصيام".

 

وقالت لمياء الأبنودي، ربة منزل، "فرحة الأطفال بصناعة الكعك لا تقدّر بثمن، فحينما تُرصّ الصاجات لنقش البسكويت والبي تي فور، يبتهج الأطفال بهذه الأجواء الجميلة التي يتشارك فيها الكبير والصغير استعداداً لعيد الفطر".

وأشارت لمياء إلى "أن هناك عدداً من الأغاني التراثية يحرص السيدات والأطفال على غنائها خلال عملية الإعداد، لعل أشهرها (يا كحك العيد يا إحنا. يا بسكويت يا إحنا. يا شربتات يا إحنا)"، مؤكدة أن جائحة كورونا وارتفاع الأسعار "لم تمنعها هي وجيرانها من ممارسة طقوس كل عام".

وقال حجاج سلامة، الباحث في شؤون التراث المصري، "عادة صناعة الكعك بطقوسها المختلفة تعبّر عن مظهر من مظاهر احتفال المصريين بالحياة والتعايش مع الآخر، لما تتضمن تلك العادة من موروث ثقافي ضارب في أعماق التاريخ المصري، ولما ترمز إليه كواليس تلك العادة من تعايش ومحبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أسعار كعك العيد

قال مدحت الفيومي، رئيس شعبة الحلويات بالغرفة التجارية، في تصريحات صحافية، إن أسعار حلويات عيد الفطر من كعك، وبيتي فور، وغرّيبة شهدت ارتفاعاً يصل إلى 30 في المئة عن العام الماضي. مشيراً إلى أن الأمر يرجع زيادة تكلفة المواد الخام في ظل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية.

وتوقع الفيومي أن تهبط القوة الشرائية للمواطنين بنسبة 50 في المئة عن العام الماضي. لافتاً إلى أن الأسعار الشعبية للمخبوزات تتراوح من 70 : 160 جنيها (4 : 9 دولارات أميركية)، بينما يبلغ سعر كيلو بعض الأنواع الفاخرة المزينة بالمكسرات 500 جنيه (30 دولاراً أميركياً).

 

كعك العيد في قفص الاتهام
وحذّر عربي المحمدي، المتخصص في أمراض الجهاز الهضمي، من الإفراط في تناول الكعك، لما يحتويه من سعرات حرارية عالية، إذ يتسبب الإكثار منه في تراكم الدهون وعسر الهضم والحموضة، إضافة إلى ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم، ما يهدد حياة مرضى السكر والقلب على وجه التحديد.

وأشار إلى أن قطعة الكعك المتوسطة تضم 200 وحدة سعر حراري، لذلك لا ينصح بتناول أكثر من ثلاث قطع في اليوم الواحد، مع ضرورة ممارسة رياضة منزلية، لحرق تلك السعرات الضارة، كما أضاف المحمدي أنه يفضّل تناول المشروبات الحارقة الدهون، مثل القرفة والجنزبيل والشاي الأخضر وعصير الليمون، بهدف تجنّب الآثار الضارة لتلك الدهون التي من شأنها زيادة الوزن.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات