Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توبيخ برلمانيات بريطانيات نشرن فيديو مسيئا إلى الخصم العمالي

تذكير وزيرة دولة للشؤون الصحية وعضو آخر من حزب المحافظين بمسؤوليتهما عن التدقيق بصحة المعلومات قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي

زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر (لايبور.أورغ.يوكاي)

وُبِّخت ثلاث نائبات من حزب المحافظين لمشاركتهن فيديو مضلل عن كير ستارمر منقول عن حساب يعود لأقصى اليمين، وجرى نشره على موقع "تويتر".

وفي الفيديو المفبرك الذي شاركت في نشره، على "تويتر" الخميس الماضي، نادين دوريس، وزيرة الدولة لشؤون الصحة، وماريا غولفيلد، مساعدة المسؤول عن الجانب الانضباطي في حزب المحافظين، والنائبة لوسي ألن، يظهر زعيم حزب العمّال وهو يناقش موضوع العصابات التي تستميل الفتيات القاصرات.

وقال متحدث باسم داونينغ ستريت (مقر رئيس الوزراء)، إن "النائبات المتورطات جرى الحديث معهن من قبل مكتب النواب المسؤولين عن انضباط الأعضاء المحافظين (في مجلس العموم البريطاني)، وتم تذكيرهن بمسؤوليتهن عن التدقيق بصحة المعلومات قبل نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وكانت دوريس، وألن النائبة عن دائرة تلفورد، قد مسحتا الفيديو الموضوع على صفحتيهما في موقع "تويتر"، قبل توبيخهما، وسط فيض من الانتقادات وجهت لهما، في حين أن حساب كولفيلد على "تويتر" انقطع عن الإنترنت خلال الضجة.

كذلك اختفى الحساب المسؤول عن أول ظهور للفيديو، ومعه اختفت أيضاً آلاف المشاركات له على "تويتر". وشوهد الفيديو 239 ألف مرة قبل تعليق حساب الطرف المعني الذي وضع الفيديو عليه. 

ويعود الشريط إلى الفترة التي كان السير كير فيها مديراً لمكتب الإدعاء العام عام 2013، وفيها يظهر وهو يعلن عن توصيات جديدة في مقاضاة العصابات التي تستميل الفتيات القاصرات.

لكن تلاعباً جرى في الفيديو، وذلك بإزالة بداية المقابلة التي سُئل خلالها إعطاء أمثلة عن "الطريقة الخاطئة المتبعة"، ما جعله يبدو كأنه يبرر الفشل في الاقتناع بوجود ضحايا صغار للانتهاك الجنسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وجاء وضع الكليب المختصر على حساب في موقع "تويتر" يشارك بانتظام بإلصاق إعلانات تغطي موضوعات تعود لأقصى اليمين وعن نظريات المؤامرة.

وشاركت دوريس التغريدة يوم الخميس الماضي، مع تعليق محدد بكلمة واحدة "الكاشف"، في حين أن ألن كتبت أن الفيديو يشير إلى "سلوك رافض لضحايا الاستغلال الجنسي من الأطفال والاقتناع بأن الضحايا كانوا هم مسؤولين عما حدث لهم".

أما كولفيلد النائبة عن دائرة لويس الانتخابية فشاركت الفيديو على موقعها مع تعليق يقول "هذا هو الوجه الحقيقي لزعيم حزب العمّال، مخجل".

في المقابل، قال المتحدث باسم حزب العمال "هذا فيديو مفبرك وضع على حساب يعود لأشخاص من أقصى اليمين. نحن نأمل أن يقر أي من سياسيي حزب المحافظين الذين شاركوا في وضع الفيديو على صفحاتهم بهذا وحذفه منها".

وكانت الحكومة البريطانية أصدرت تحذيرات متكررة حول المعلومات المضللة على الإنترنت خلال جائحة فيروس كورونا.

وينصح موقع "تدقيق المشاركات" الرسمي الأفراد الاحتراس من الفيديوهات المضللة، وفيه جاء ما يلي "حين تتم المشاركة فيها، فإن بإمكان المعلومات الزائفة اكتساب حياة خاصة بها، ويمكن أن تتسبب في عواقب خطيرة، إذ من الممكن أن تؤول إلى تهديدات على الصحة واتهامات باطلة وشائعات قابلة لأن تكون مؤذية".

وجاءت هذه الضجة بعد أن حظي السير كير بتعليقات إيجابية على مساءلة رئيس الوزراء بوريس جونسون بشأن الطريقة التي اتبعتها الحكومة في مواجهة فيروس كورونا، في أول جلسة يحضرها الأخير ضمن الجلسات الأسبوعية المخصصة في البرلمان لمساءلة رئيس الوزراء.

فقد نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" المحافظة مقالة بعنوان "كير ستارمر يفكك بوريس جونسون مثل تفكيك لعبة قطار".

كان السير كير مديراً لمكتب الادعاء العام ما بين عامي 2008 و2013، وخلال تلك الفترة أصبح حجم الاستغلال الجنسي للقاصرات في روثرهام وروتشديل ومناطق أخرى معروفاً لدى الجمهور.

وأمر آنذاك بإعادة الكيفية التي تتعامل "دائرة الادعاء الملكية" وفقها مع حالات العصابات التي تستميل الصغيرات وأقر بأن الضحايا تعرضن للخِذلان.

وفي مقابلة مع قناة 5 الإخبارية في يونيو (حزيران) 2013 أعلن توصيات جديدة قال عنها إنها تقر بأن "الطريقة التي اتُّبعت في الماضي كانت خاطئة".

ورأى أن الدليل السابق "كان قائماً على عدد من الافتراضات التي لا تصمد أمام التدقيق"، وأضاف السير كير أن "التوصيات غيرت ذلك وهي تتطلب أن يركز المدَّعون العامون والشرطة بشكل مكثف على المزاعم التي طرحت وليس كثيراً على الضعف أو الهشاشة الموجودتين دائماً في بعض حالات الضحايا اللواتي يقمن برفع الدعاوى".

عند ذلك، سُئل من قبل المحاور أن يعطي أمثلة عن الخطأ القائم في الطريقة المتبعة.

في رده الذي عُزل في الفيديو الذي شاركت دوريس والآخرون بوضعه على صفحاتهم في موقع "تويتر"، قال ستارمر إن الطريقة الخاطئة "تضمنت افتراضاً بأن الضحية القاصر التي تعرضت للاعتداء الجنسي ستبلغ الشرطة سريعاً عما حدث لها، وأنها ستكون قادرة على إعطاء شهادة متماسكة وثابتة في المرة الأولى، وأنها لم تكن نفسها طرفاً في أي جنحة أو سلوك سيء آخر، وأنها لم تسئ استخدام المخدرات أو الكحول في أي مرحلة من حياتها".

والفيديو المنشور يقف عند هذا الحد قبل أن ينتهي السير كير من تعليقه، حيث إنه استمر قائلاً "تلك الافتراضات لا تصمد أمام التدقيق. ولذلك يجب تغييرها، والتوصيات الجديدة توضح هذا الأمر ولذلك فهي تشكل قطعاً واضحاً مع الماضي".

وقد حققت التوصيات تغيرات مهمة في الكيفية التي يمكن وفقها الاستوثاق من مصداقية المشتكيات، وهذا يعني أن "السلوك السيء" والمحكوميات السابقة وسوء استخدام المخدرات والكحول لا يمكن استخدامها لرفض مزاعمهن".

وفي هذا الصدد، قال نازير أفضل، كبير المدعين العامين السابق، الذي شرع في توجيه التهم ضد عصابة تستميل القاصرات في روتشدايل، إن ما يوحي به الفيديو المتلاعب به هو أن السير كير لم يأخذ الاعتداء الجنسي على القاصرين بشكل جاد، وهذا خطأ.

وعلى صفحته في موقع "تويتر" كتب أفضل "أستطيع أن أؤكد لكم أننا (كير ستارمر وأنا) قمنا بتصحيح أوجه القصور التي وقع فيها أولئك الذين كان عليهم حماية الصغار لفترة طويلة. إنه ورث الفشل وخلّف وراءه النجاح".

وجاءت الضجة بعد نشر تسجيل للسير كير وهو يشارك الآخرين التصفيق، الخميس الماضي، خارج بيته للعاملين المساهمين في مجال الرعاية الصحية، وما ترتب عنه من إساءة استعمال للشريط لاتهامه بأنه كان "يصفق للكاميرات".

وقد وُجِّه له انتقاد لأنه سأل المصور ما إذا كان قد حصل على "ما يحتاج إليه"، لكن الآخر كشف لاحقاً أن السير كير سأله إن كان يستطيع التحرك من نقطة التصوير، كي يتمكن من جلب ابنته الواقفة على الطرف الآخر من الشارع.

© The Independent

المزيد من دوليات