"مشروع الإقلاع": هذا هو المصطلح الذي يُطلَق على إعادة صناعة السفر إلى وضع طبيعي نوعاً ما، ومنح المسافرين المحبطين هامشاً من الحرية. وثمة خمس رسائل رئيسية يرغب في سماعها المغامرون المحتملون وصناعة السياحة من رئيس الوزراء في خطابه مساء الأحد. وهناك رسالة يخشونها.
1 "يمكنكم الآن زيارة المواقع التي تبعد مسافة تصل إلى 60 ميلاً (96.5 كيلومتر)"
سيمدد الفرنسيون آفاق السفر لديهم إلى 100 كيلومتر يوم الاثنين، من ضمن تخفيفهم للحجر على مراحل. وثمة حد مماثل في المملكة المتحدة من شأنه أن يفتح نطاقاً واسعاً من الاحتمالات: فسيكون بوسع أغلبية كبيرة من الناس الوصول إلى البحر، وهذا سيساعد عشرات من المنتجعات الساحلية التي تكابد ضغوطاً كبيرة. وستغذي القدرة على الوصول إلى المتنزهات الوطنية الشهية إلى السفر وتسمح في الوقت نفسه بالتباعد الاجتماعي.
وتخطط الحكومة الإيرلندية، التي نشرت بالفعل خريطة طريق تفصيلية لرفع القيود، لأن ترفع الحجر في 18 مايو (أيار) عن "مواقع سياحية (مثلاً، المتنزهات، والشواطئ، والطرق الجبلية المخصصة للمشي، وما إلى ذلك) حيث يتحرك الناس باستمرار ويمكن الحفاظ على التباعد الاجتماعي". لكن الحد المتاح للمواطنين لا يتجاوز 20 كيلومتراً.
2 "لا قيود على استخدام القطارات والترامات والحافلات خارج أوقات الذروة"
تفيد صناعة السكك الحديد في الوقت الحالي بما يلي: "تماشياً مع توصية الحكومة، لا ينبغي لكم أن تسافروا إلا إذا كنتم عاملاً رئيسياً أو إذا أملت الضرورة ذلك. وإذا كان عليكم أن تسافروا فلا بد أن تلتزموا على الدوام التباعد الاجتماعي".
ويمكن تخفيف هذا الإجراء كجزء من "مشروع الإقلاع". ومع عودة الناس إلى العمل، ستحتاج خدمات نقل الركاب إلى إدارة حذرة للأرقام. لكن السماح للعاملين غير الأساسيين باستخدام وسائل النقل العام بين الساعة 10 صباحاً والساعة 3 بعد الظهر، مثلاً، ثم مرة أخرى بعد الساعة 7 مساءً من شأنه أن يسمح للسياحة النهارية بالانطلاق – ويوفر بعض الدخل الذي تشتد حاجة مشغلي النقل إليه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
3 "قد تفتح المتاحف والمعارض إذا تمكنت من الحفاظ على تباعد اجتماعي مناسب"
بوجود أنظمة صارمة، تستطيع مؤسسات ثقافية كثيرة أن تعيد تأكيد دورها الحاسم في توعية السياح والسكان المحليين والترفيه عنهم. ويمكن أن تشمل التدابير الرامية إلى ضمان التباعد الاجتماعي والحد من العدوى إنشاء منصات للحجز المسبق على الإنترنت، واتّباع الزائرين طرقاً محددة، وفرض حدّ زمني صارم للزيارات.
4 "لم تعد الفنادق ومتنزهات المنازل المتنقلة ومواقع التخييم تقتصر على العمال الرئيسيين"
لا تزال الأغلبية العظمى من أماكن الإقامة مغلقة. لكن بعض مزوّدي خدمات الإقامة يقولون إنهم قادرون على فتح أبواب مرافقهم مع تنفيذ مجموعة من تدابير السلامة، ما سيسمح للسياحة المحلية بعودة تدريجية وناعمة إلى الوضع الطبيعي الجديد.
وتشمل الإجراءات المستخدمة في الفنادق الألمانية التي فتحت أبوابها أخيراً إلزامية أغطية الوجه لكل من النزلاء والموظفين في الأماكن العامة في الفندق، وتقديم وجبات بحسب الطلب أو من ضمن خدمة الغرف، وقصر الحد الأقصى لسعة كل مصعد على شخصين – باستثناء المجموعات العائلية.
5 "ترفع وزارة الخارجية تحذيرها الشامل من السفر غير الضروري إلى أي مكان في العالم، إلى أجل غير مسمى".
تقضي النصيحة الحالية للحكومة في شأن السفر بمنع منظمي الجولات المنتمين إلى القطاع السائد من تسيير رحلات وإبطال تأمينات السياح.
وتريد صناعة السفر إما سلسلة من التواريخ "المتحركة" – مثلاً، حتى 31 مايو لكن مع إمكانية التمديد – أو الأفضل استبدال هذه التواريخ بنصيحة تخص كل بلد على حدة وتعكس السياسات الوطنية المتعلقة بالرحلات والحجر الصحي.
وترى الصناعة أن النصيحة الحالية جاءت رداً على الانتشار المفاجئ لحظر الرحلات الجوية والسفر، وهو تدبير أصبح راسخاً الآن، وإذا كانت السويد مستعدة لاستقبال الزائرين من المملكة المتحدة، فما الذي يمنعنا من الذهاب إلى هناك؟
ممنوع: "الحجر الصحي لمدة 14 يوماً لكل من يصل إلى بريطانيا العظمى عن طريق الجو أو البحر أو السكك الحديد، مع مراقبة العزل الذاتي داخل مكان إقامة واحد".
من شأن تحرك كهذا أن يقضي فعلياً على السياحة إلى الخارج طالما ظل ساري المفعول، حتى لو كان بإمكان المسافرين البريطانيين المغادرة إلى اليونان أو البرتغال أو السويد لقضاء عطلة صيفية. فمن سيذهب إلى أمستردام لقضاء عطلة نهاية أسبوع أو إلى كورفو لأسبوع إذا واجه مزيداً من القيود في حين تُخفَّف التدابير المتعلقة بعموم السكان؟
وإذا جرت محاكاة قواعد العزلة الذاتية الإيرلندية، ستكون التجربة أكثر تقييداً من قواعد الإغلاق في بريطانيا: "من المتوقع أن يعزل كل المسافرين الآتين إلى إيرلندا من الخارج أنفسهم مدة 14 يوماً فور دخولهم إلى الدولة. وتعني العزلة الذاتية البقاء وراء أبواب مغلقة وتجنب التواصل مع الآخرين في شكل كامل.
"وقد يجري الاتصال بكم خلال الأيام الـ14 التي تلي وصولكم إلى إيرلندا للتحقق من أنكم تطبقون العزل الذاتي".
وتعتقد صناعة السفر في بريطانيا أيضاً بأن الركن الرئيسي لاجتذاب السياح في الأشهر المقبلة يتلخص في غياب القيود المفروضة على الزائرين الآتين – وهو ما قد يخفف إلى حد ما الضرر الهائل الذي لحق بسمعة المملكة المتحدة باعتبارها مكاناً آمناً لقضاء العطلات.
© The Independent