النورس في روما يصطاد الطرائد بعدما حرمه الحجر من فضلات الطعام

"تعود" طيور النورس في روما إلى وضعها الطبيعي المفترس، وتقوم بمطاردة الفئران والحمام والطيور الصغيرة الأخرى، في ظل غياب خروج البشر إلى الشوارع وعدم عثورها على بقايا طعام.

وكانت إيطاليا دخلت في حال حجر منذ نحو شهرين لإبطاء انتشار فيروس "كورونا"، أي منذ التاسع من مارس (آذار) الماضي. وأقفلت جميع المطاعم والمقاهي أبوابها، وبدت شوارع روما العاصمة، حيث تلتقط طيور النورس عادةً فضلات الطعام، مقفرة.

ويرى برونو تشينيني عالم الحيوان في "جامعة روما تور فيرغاتا"، في حديثٍ مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" المحلية، أن النوارس "تعود إلى طبيعتها المفترسة". ويضيف: "أنها تصطاد الحمام في الغالب لكنها تطارد السنونوات والطيور السود أيضاً. وتلتقط الأسماك في نهر التيبر. ولحسن الحظ، تأكل تلك النوارس الجرذان أيضاً. وتعمل الحيوانات على تغيير عاداتها كما نحن نغيّر عاداتنا".

ولا يُعدّ أكل الحمام والجرذان خياراً غذائيّاً جديداً لطيور النورس، فهي من الكواسر وعادةً ما تنقض على طريدتها على الطريق. وتقوم الآن الأنواع المعروفة باسم النوارس ذات القوائم الصفر بشحذ غرائزها القاتلة من أجل البقاء على قيد الحياة.

وقد ارتفع عدد النوارس في روما إلى عشرات الآلاف، وتُعدّ إلى حدٍّ كبير آفاتٍ عدوانية تنقض على السائحين المطمئنّين وتنتزع الطعام مباشرةً من أيدي المشاة في الشوارع.

وتجتذب مشكلة القمامة في المدينة – وأدرجها أطبّاء إيطاليون في روما العام الماضي في مصاف "أزمة" - طيور النورس وغيرها من الحيوانات غير المرحّب بها مثل الخنازير البرّية، وقوارض الكيب - حيوانات من أميركا الجنوبية تم جلبها في الأساس إلى إيطاليا من أجل فرائها – والببّغاوات. لذا، صارت  تهدد الصحّة العامّة.

وفي العام الماضي، قال ماتيو سالفيني النائب السابق لرئيس الوزراء السابق ورئيس حزب الوسط "رابطة اليمين"Right League ، إن النوارس كانت "بحجم زواحف مجنّحة".

وكان سالفيني قد أدلى بتعليقه هذا ضمن سلسلة من التغريدات المتبادلة على "تويتر"، مع عمدة روما فيرجينيا راغي، التي تنتمي إلى حزب "حركة النجوم الخمس" المناهض للمؤسّسة الحاكمة، بعدما اتّهمته بالإحجام عن تزويد العاصمة الإيطالية بأعدادٍ إضافية من عناصر الشرطة.