مع دخول اتفاق "أوبك +" الموقّع بين الدول المنتجة النفط اليوم حيز التنفيذ ارتفعت الأسعار بشكل لافت، وكان النفط شهد تراجعاً تاريخياً في الآونة الأخيرة، إذ تراجع الخام الأميركي إلى ما دون الصفر خلال الأسبوع الماضي، بينما لا يزال برنت القياسي العالمي بالقرب من أدنى مستوى له حول 20 دولاراً للبرميل.
وينص اتفاق "أوبك +" على خفض الإنتاج من خام النفط بمقدار عشرة ملايين برميل يومياً ابتداءً من الأول من مايو (أيار) 2020، ولمدة تبلغ شهرين تنتهي في 30 يونيو (حزيران) من العام الحالي، وخلال الأشهر الستة التالية بداية من الأول من يوليو (تموز) إلى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2020 سيكون مقدار التخفيض الإجمالي ثمانية ملايين برميل، على أن يتبع ذلك تخفيض قدره ستة ملايين برميل يومياً خلال 16 شهراً، يبدأ من الأول يناير (كانون الثاني) 2021 وإلى 30 أبريل (نيسان) 2022.
تعويض تراجع الطلب
ويواصل النفط مكاسبه التي حققها في الجلسة السابقة مع بدء المنتجين الكبار خفض الإنتاج، لتعويض تراجع في الطلب على الوقود ناجم عن جائحة فيروس كورونا، بينما أظهرت بيانات أن مخزونات النفط الأميركية "زادت بأقل من المتوقع".
وارتفع خام برنت للتسليم في يوليو، الذي بدأ التداول اليوم كعقد أقرب استحقاق 22 سنتاً أو 0.8 في المئة، إلى 26.70 دولار للبرميل. وزاد برنت 12 في المئة أمس الخميس، وارتفع نحو 11 في المئة خلال أبريل، لكنه هوى نحو 60 في المئة منذ بداية العام الحالي بفعل فيروس كورونا.
وصعد الخام الأميركي تسليم يونيو 34 سنتاً أو 1.8 في المئة، إلى 19.18 دولار للبرميل، بعد أن ربح 25 في المئة بالجلسة السابقة. لكن النفط الأميركي هبط للشهر الرابع على التوالي في أبريل، وخسر 70 في المئة منذ بداية العام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت لويز ديكسون، محللة سوق النفط لدى ريستاد، "بينما قد يبدو ذلك تحسناً كبيراً من أبريل، فإنّ سوق النفط لن تنصلح بطريقة سحرية. إنها مسألة التخزين ما زالت تلوح في الأفق"، مشيرة إلى أن مساحات التخزين في أنحاء العالم "تتناقص بصورة سريعة".
كما تلقت الأسعار دعماً من بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، إذ أظهرت أن مخزونات الخام زادت تسعة ملايين برميل في الأسبوع الماضي إلى 527.6 مليون برميل، ما يقل عن توقعات محللين في استطلاع أجرته "رويترز" لزيادة قدرها 10.6 مليون برميل.
وعلى صعيد متصل، أظهرت بيانات أولية من وزارة التجارة والصناعة والطاقة، اليوم الجمعة، أن واردات كوريا الجنوبية من النفط الخام انخفضت 16 في المئة خلال أبريل إلى 80.4 مليون برميل يومياً، مقارنة مع مستواها قبل عام. وستصدر مؤسسة النفط الوطنية الكورية البيانات النهائية في وقت لاحق من الشهر الحالي.
دعوة جزائرية لالتزام اتفاق خفض الإنتاج
من جانبه دعا وزير الطاقة الجزائري والرئيس الدوري لأوبك محمد عرقاب، أعضاء "أوبك +" إلى "التزام خفض إنتاج النفط المتفق عليه الشهر الماضي"، الذي دخل حيز النفاذ اليوم الجمعة، للمساهمة في استقرار أسعار الخام العالمية.
ونقلت وزارة الطاقة عن الوزير قوله، في بيان أمس الخميس، "أمام الصعوبات غير المسبوقة التي تواجه سوق النفط، فإنه من الضروري أن تطبّق جميع البلدان الموقعة اتفاق خفض الإنتاج بالكامل، وأن يكون الهدف هو ضمان معدل امتثال يفوق 100 في المئة".
كبح الإمدادات في أذربيجان
إلى ذلك، قالت شركة الطاقة الحكومية بأذربيجان سوكار، إن بي. بي، ستخفض إنتاجها النفطي 76 ألف برميل يومياً خلال مايو ويونيو، في إطار جهود البلاد لكبح الإمدادات. وتعتزم "سوكار" خفض الإنتاج 17 ألف برميل يومياً خلال الفترة نفسها، بينما ستقلّص شركات تنتج النفط البري ثلاثة آلاف برميل يومياً.
أذربيجان، أكبر منتج نفط بين دول الاتحاد السوفياتي السابق بعد روسيا وقازاخستان، وعضو في مجموعة دول (أوبك +) التي اتفقت على خفض الإمدادات.
وقالت سوكار، في بيان، إنه في ما يخص البلاد، يتعين على أذربيجان خفض الإنتاج في مايو ويونيو 96 ألف برميل يومياً، وفي الفترة من يوليو إلى ديسمبر بواقع 63 ألف برميل يومياً، وبواقع 30 ألف برميل يومياً في الفترة بين يناير 2021 وأبريل 2022.
وقال مصدر بقطاع النفط لـ"رويترز"، "حصة سوكار تتمثل في خفض 17 ألف برميل يومياً لتقليص الإنتاج إلى 100 ألف برميل يومياً في مايو، ويونيو، و12 ألف برميل يومياً إلى 105 آلاف برميل يومياً في الفترة من يوليو إلى ديسمبر، وبواقع ستة آلاف برميل يومياً إلى 111 ألف برميل يومياً في الفترة بين يناير 2021 وأبريل 2022".
وأضاف، "سوكار والشركات الأجنبية التي تعمل في أذربيجان اتفقت على تقسيم تخفيضات الإنتاج بينها بشكل متناسب بناء على توصية من وزارة الطاقة".
وقالت سوكار، "أذربيجان تتوقع إنتاج 30.7 مليون طن من النفط أو 226.3 مليون برميل في 2021. وكانت تتوقع 36.5 مليون طن من النفط هذا العام، لكن التوقعات المعدلة في ضوء التخفيضات المزمعة لم تُعلن بعد".
