أنتجت جامعة أسيوط بصعيد مصر، مسلسلاً كرتونياً توعوياً بعنوان "ميزو يتحدى كورونا"، كتبه وصممه ونفذه عددٌ من أطباء الامتياز بكلية الطب، بهدف بث رسائل توعوية مبسطة بشكل درامي إلى المواطنين.
بداية الفكرة
يقول محمود سعد، طبيب امتياز وصاحب الفكرة، "قبل انتشار فيروس كورونا المستجد أنشأت وعدد من زملائي قناة على يوتيوب، من أجل توعية طلاب الجامعة صحياً، عبر تبسيط المعلومات الطبية"، مضيفاً "وبعد انتشار كورونا طلبت منا إدارة الجامعة تقديم رسائل توعية إلى المواطنين عموماً عبر قناتها الرسمية على (يوتيوب)".
وتابع سعد، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "وبعد مناقشات خرجت فكرة المسلسل الكرتوني (ميزو يتحدى كورونا)، والآن يذاع أسبوعياً على قناة الجامعة، ليستهدف أكبر شريحة من المواطنين البسطاء الذين لا يهتمون بقراءة الإرشادات الطبية".
رسائل توعوية
وقال ياسر محمد، طالب بكلية الطب، "المسلسل الكرتوني يوجّه رسائل درامية توعوية مبسّطة تصل إلى قلب وعقل المشاهد معاً، وفي الوقت نفسه تناسب كل شرائح المجتمع المصري".
وأضاف ياسر، "من أهم أهداف العمل تصحيح الاعتقادات الخاطئة الشائعة في أذهان العوام حول الفيروس، فعلى سبيل المثال البعض يعتقد أن تناول الأعشاب يقلل من الإصابة بالفيروس، إضافة إلى نفي الإشاعات التي يتأثر بها المواطنون على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقديم رسائل طمأنة متزنة إلى الأهالي يتخللها محتوى درامي لدفع الملل"، مشيراً إلى أن المسلسل الكرتوني يتناول في سياقه الدرامي "سُبل الوقاية من كورونا، والتعرف على أعراض المرض، والفارق بين الإصابة بفيروس كورونا ونزلات البرد العادية".
من جانبها شرحت مها غانم، المشرف العام على المسلسل والأستاذ بالجامعة، فكرة العمل قائلة "تتلخص في بطل القصة (ميزو) طبيب الامتياز الذي يمثل همزة الوصل بين المستشفى وأسرته وأهالي منطقته، ويحرص على تقديم رسائل توعوية لهم بشكل مبسط، تتخللها أمثلة إرشادية".
وأضافت، "الصراع في المسلسل يتمثل في دراما بها بعض الخيال العلمي، إذ يدخل (ميزو) طبيب الامتياز في تحدٍّ مع الملك (كوفيد) قائد مملكة فيروس كورونا، للقضاء عليه عبر توعية المواطنين برسائل الإرشادات الطبية والعادات الصحية حتى يوقف انتشار الفيروس، الأمر الذي يجعل ميزو وأصدقاءه يتطوعون في مستشفيات العزل، ويكثّفون جهودهم للقضاء على الوباء عبر التواصل مع منظمة الصحة العالمية".
تفاعل كبير
وقال أحمد أبو الناس، المشرف الإلكتروني على الفكرة، "الحلقة الأولى شهدت تفاعلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، لما يحتويه المسلسل من رسائل بسيطة لامست القلوب والعقول لدى المواطنين، إذ يتضمّن تسلسلاً درامياً شيقاً للأحداث ورسائل توعوية، تناسب جميع المراحل العمرية".
وذكر جرجس نبيل، مواطن من مدينة أسيوط، أنه يحرص على متابعة حلقات المسلسل مع أطفاله الثلاثة، حتى يتعرفوا على سُبل الوقاية من الفيروس، وأبرز الإرشادات الطبية لرفع المناعة لمواجهته، وحقيقة ما تتداوله صفحات السوشيال ميديا حول الوباء.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وطالب عبد الرحيم غانم، باحث تنموي، وزارة الإعلام المصرية بأن تبث المسلسل الطلابي عبر القنوات الحكومية بالمحافظات من أجل "رفع وعي المواطنين وتعزيز إجراءات الوقاية ضد الفيروس".
وقالت مها الخولي، أستاذ بكلية الطب بجامعة أسيوط، "بعد انتهاء أزمة كورونا سيُسند إلى فريق المسلسل إنتاج أعمال أخرى توعوية متنوّعة لمواجهة الفيروس الكبدي الوبائي والأنيميا، نظراً إلى نجاح الفكرة بشكل مميز، وتفاعل المواطنين معها بمختلف المحافظات المصرية".