Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"كورونا" أخرج نجوم الدراما الرمضانية من المنافسة

أزمة الوباء وضعت المنتجين والمخرجين والممثلين بين قرار العزل وواجب التصوير وألغت مسلسلات

مكسيم خليل وماغي أبو غصن في "أولاد آدم" (اندبندنت عربية)

في ذروة التحضير للموسم الرمضاني الجديد، تسلّل وباء كورونا ضيفاً ثقيلاً على العالم. أصاب الجمود مواقع التصوير، مثل المواقع الأخرى كلّها. ومع اقتراب شهر رمضان، سؤال واحد راح يشغل الجميع: هل يُستكمل العمل أم أنّ الستار سوف يُسدل على دراما 2020؟ وعلى الرغم من "الضغوط" المتشددة، اختار المنتجون استكمال أعمالهم، بينما وجد آخرون صعوبةَ في تجاوز هذه الظروف الاستثنائية، فأعلنوا إرجاء القسم الأكبر من مسلسلاتهم الى موعدٍ آخر.

وأمام تبدّل خريطة الموسم الرمضاني، كان لا بدّ أن نعرف رأي المحطات التلفزيونية، وهي الجهة المعنية أولاً، لكونها تعمل كوسيط بين أصحاب المسلسلات والمشاهدين، إضافة إلى ارتباطها بعقودٍ مسبقة مع المنتجين. ومن البديهي، أن نتوجّه بأسئلتنا إلى قناة "أم بي سي"، باعتبارها تستهدف دول المنطقة كافة، إضافة إلى كونها أنّها تُقدّم المروحة البرامجية الأوسع خلال الشهر الفضيل.

 الحاجة الترفيه التلفزيوني

وفي هذا السياق، أخبرنا المتحدّث الرسمي باسم مجموعة "MBC" مازن حايك عن تداعيات كورونا قائلاً: "بالنسبة إلى برامجنا ومسلسلاتنا الرمضانية، فقد تم الانتهاء من إنتاج معظمها وتوليف (Edit) بعضها الآخر. لذلك، لم نقم بإلغاء أو حتى تأجيل إلا عدد ضئيل جداً منها، قد لا يجاوز الـ 10 في المئة من مجملها. في جعبتنا تشكيلة واسعة من البرامج والمسلسلات التي أُنتجت قبل فترة انتشار فيروس كورونا، وتلك التي انتهينا من تصويرها مع بدء انتشاره. بموازاة ذلك، قمنا بإدخال بعض التعديلات الطفيفة على جدولتنا البرامجية، ما مكّننا من الاستمرار في تقديم عدد من البرامج الجديدة لمشاهدينا، آخذين في الاعتبار حاجة المشاهدين إلى متنفّس من الترفيه التلفزيوني خلال هذه الفترة تحديداً، ولاحقاً خلال الموسم الرمضاني المقبل إن شاء الله".

وعند سؤاله عمّا إذا كان غياب "نجوم" الأعمال العربية المشتركة مثل تيم حسن وهيفاء وهبي ونادين نجيم وقصي خولي سيؤثّر سلباً في اهتمام الناس في دول مثل لبنان وسوريا، أجاب قائلاً: "في جعبة MBC كوكبة متميزة من الأعمال السورية والمشتركة وأذكر على سبيل المثل لا الحصر: مسلسل البيئة الشامية "سوق الحرير" على MBC1 في رمضان من بطولة بسام كوسا وسلوم حداد وكاريس بشار ونادين تحسين بك وغيرهم من نجوم ونجمات الدارما السورية، وإخراج مؤمن الملا. هناك أيضاً مجموعة متميزة جداً وحصرية من الأعمال السورية-اللبنانية المشتركة على "شاهد VIP" للفيديو بحسب الطلب، منها مثلاً: "العميد" لـ تيم حسن وكاريس بشار وبديع أبو شقرا ورودني حداد؛ "سرّ" لبسام كوسا وداليدا خليل ووسام حنا؛ "عهد الدم" لباسل خياط ورودني حداد وآلان سعادة ونادين تحسين بك. علماً أن ثمة إنتاجات أخرى كانت وما زالت منتظرة، مثل: "دانتيل"، و"2020"، و"الهيبة"، وسيكون الجمهور على موعدٍ معها بعد انتهاء الموسم الرمضاني، على مختلف شاشات MBC و"شاهد".

وعن قرار منع التصوير الذي اتخذه لبنان، علّق حايك قائلاً: "نحن مع الصالح العام. تأتي سلامة فرق العمل في المقام الأول وقبل أي اعتبارٍ آخر. وفي كل الأحوال، شاهدنا خلال هذه الجائحة العالمية العديد من الإجراءات المتعلقة بالحظر الصحي عموماً، والتباعد المجتمعي خصوصاً، ما انعكس طبعاً على تصوير بعض الأعمال التلفزيونية والسينمائية وغيرها، ليس فقط في عالمنا العربي بل في العالم أجمع. وقد تترواح شدّة القوانين والأنظمة المطبّقة في هذا الصدد بين قارةِ وأخرى، وبين بلد وآخر، وأحياناً بين منطقة وأخرى في البلد نفسه. كلّ ذلك بحسب المعطيات والظروف وواقع انتشار المرض والقدرة على حصره وضبطه وخطط احتوائه، وغيرها الكثير من العوامل. لذا، نحن باختصار مع ما تراه الحكومات مناسباً في كل بلدٍ يتم فيه التصوير، ونضع أنفسنا وطواقمنا بتصرّف السلطات المعنية في كل بلد تتواجد فيه مكاتبنا أو فرق عملنا أو إنتاجاتنا، فكما تقول العرب: "أهل مكة أدرى بشعابها".

أمّا عن توقعاته الخاصة بنسب المشاهدة التي قد ترتفع جرّاء الحجر المنزلي، فأجاب مازن حايك أن "حجم المشاهدة المنزلية ونسبها ازدادت في الآونة الأخيرة، أكثر من أي وقت مضى، وذلك نظراً لملازمة الملايين من الناس بيوتهم، والتزامهم مقتضيات "الحجر المنزلي" و"التباعد المجتمعي" الناتجين من انتشار فيروس كورونا، هذه الزيادات أتت لمصلحة الحصة السوقية التي تتمتع بهاMBC  من جمهور القنوات التلفزيونية، والمنصّات الرقمية والاجتماعية، وكذلك "شاهد" للفيديو بحسب الطلب. في المحصلة، نحن جاهزون، وإن شاء الله "رمضان يجمعنا" دائماً، وهذا العام مع نخبة من نجوم الفن في العالم العربي من العراق والخليج العربي مروراً ببلاد الشام فمصر ودول المغرب العربي".

وفي ختام حديثنا، بدا من الضروري أن نسأله عمّا إذا كانت "أم بي سي" تهدف إلى تأسيس مواسم درامية رديفة، غير الموسم الرمضاني، فأجاب قائلاً: "إنّ  MBC كانت وما زالت السبّاقة في الدعوة إلى ألا يقتصر الموسم الدرامي على شهرٍ واحد في السنة، بل أن يمتدّ على جميع الفصول والشهور، وأذكر أن الشيخ وليد آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة "مجموعة MBC" قد أكّد ذلك ووجه له منذ نحو عقدٍ من الزمن، ودعا إليه من على منبر "منتدى الإعلام العربي" في دبي. والجمهور بات يعرف أنّ شاشات MBC ومنصاتها تعرض على مدار العام مسلسلات متميزة، ما يعني أنّ الأعمال الضخمة لم تعد حكراً على السباق الرمضاني فقط".

الشركات الأكثر تأثّراً

إذا دقّقنا في عناوين المسلسلات التي خرجت من السباق الرمضاني، لوجدنا أنّ معظمها مسلسلات عربية مشتركة، منها: "الهيبة 4" للنجم تيم حسن، "أسود فاتح" بطولة هيفاء وهبي ومعتصم النهار، "من الآخر" لريتا حايك ومعتصم النهار، و"2020" لنادين نسيب نجيم وقصي الخولي (إنتاج الصباح إخوان)، و"دانتيل" لسيرين عبد النور ومحمود نصر، "دفعة بيروت" لعدد من الممثلين الخليجيين والعرب (من إنتاج "إيغيل فيلمز").

 ومن أجل معرفة تفاصيل أكثر عن أسباب انعكاس الأزمة على المنتجين اللبنانيين أكثر من غيرهم، تواصلنا مع شركة "إيغيل فيلمز" وسألنا عن المشاكل الإنتاجية التي نتجت من كورونا. وقد أفادنا هشام سلامة، مدير المشاريع في الشركة قائلاً: "إنّ الأزمة بدأت قبل كورونا، بحيث تأثرت شركات الإنتاج الكبيرة بالأحداث السياسية التي عصفت بلبنان منذ تشرين الثاني (أكتوبر) 2019. لقد أدّى إقفال الطرق جرّاء الثورة اللبنانية إلى عرقلة التصوير. وكنّا نعيش ضغوطاً كبيرة بسبب التزاماتنا بعقود مع المحطات التلفزيونية، والتزامنا بتأمين حماية الفنانين والفنيّين الذين يعملون معنا".

ويؤكد سلامة أنّ "إيغيل فيلمز" بدأت تصوير مسلسلاتها في وقتٍ مبكر حتى تكون الأعمال جاهزة تماماً قبل انطلاق الموسم الرمضاني، لكنّ الظروف العامّة عاكستهم. ويُضيف: "وما إن استقرّت الأحوال نسبياً ودخلنا في مرحلة التصوير الكثيف حتى تسلّل فيروس كورونا إلى العالم وجمّد كلّ مشاريعنا. فأوقفنا التصوير قسراً ليأتي من ثمّ قرار التعبئة العامة الذي طبقته الدولة اللبنانية منتصف الشهر الفائت. هذا كلّه وضعنا أمام تحدٍّ استثنائي. اليوم حصلنا على موافقة استكمال التصوير ضمن معايير متشددة طبعاً، علماً أن الطاقم كلّه خضع للفحوصات الطبية والحجر في المكان ذاته. لكنّ هذا لا يعني أننا سندخل الموسم بالأعمال التي كانت مقرّرة، وإنما سنخوض السباق بمسلسل "أولاد آدم" فقط، وهو من بطولة مكسيم خليل وماغي بو غصن ودانييلا رحمة وقيس الشيخ نجيب، عن قصة لرامي كوسا وإخراج الليث حجو (يُعرض على قناة "أم تي في" اللبنانية)".

شركة "إيغيل فيلمز" تعتبر أنّ الإنتاج اللبناني استطاع خلال السنوات الماضية منافسة أهم الإنتاجات المصرية والخليجية. ومع أنّ المنافسة هذا الموسم لن تكون متكافئة مع المسلسلات العربية الأخرى من ناحية العدد، لكنّ الشركة تُعوِّل على أعمالٍ جميلة سيُشاهدها الجمهور خارج الموسم الرمضاني، علماً أنّها لا تحصر إنتاجاتها في موسم واحد، وإنما تُقدّم أهمّ المسلسلات عبر الشاشات والمنصات الإلكترونية، آخرها كان "عهد الدم" (عرض على "شاهد)، من بطولة باسل خياط ونادين تحسين بك.

تأثير كورونا في الممثلين

بعد قرار وقف التصوير، وقع الفنانون في حيرةٍ من أمرهم. هل يستسلمون لهذا القرار ويؤيدونه خوفاً على صحتهم وصحة من حولهم، أم أنّهم يُطالبون الدولة بالموافقة على استكمال التصوير؟ ولكن في نهاية المطاف، وجدنا عدداً كبيراً من الممثلين اللبنانيين في حملةٍ تُطالب المعنيين بإعطائهم إذن التصوير. في هذا السياق، سألنا الممثلة اللبنانية رلى حمادة عن تداعيات كورونا عليها، فأجابت: "أنا كممثلة عشت انقساماً حقيقياً بين رغبتين. كنتُ أفضّل البقاء في المنزل خوفاً على نفسي وعائلتي، وفي الوقت ذاته فكرت بالخسارة التي يتكبدها المنتج، وبالممثلين والفنيين والعاملين المياومين الذين لن يحصلوا على أجورهم إن توقف العمل. ليس سهلاً أن ترفض متابعة التصوير وأنت تعلم في قرارة نفسك أنك تقطع بأرزاق الناس، ورزقك أيضاً. لهذا اخترتُ استكمال العمل، بعد الحصول على إذن من الوزارة طبعاً. والمهمّ أنّ التصوير يتمّ تحت إجراءات صارمة وكلّنا ملتزم بالتدابير اللازمة للحفاظ على سلامتنا والسلامة العامة". تستكمل الممثلة رلى حمادة حالياً تصوير مشاهدها في مسلسل "من الآخر" (شركة الصبّاح إخوان)، لعرضه بعد شهر رمضان بعدما تمّ الإعلان عن خروجه من المنافسة. لكنّها تُطلّ على المشاهدين بمسلسل "بردانة أنا" (كتابة كلوديا مرشيليان وإخراج وإنتاج نديم مهنا، تعرضه شاشة أم تي في اللبنانية).

وعند اتصالنا بالممثلة اللبنانية أيضاً ندى أبو فرحات لمعرفة رأيها بالتغيّرات التي طرأت على البرمجة الرمضانية، أخبرتنا أنّ الأزمة أثرت في قطاع الدراما بعامة وتسببت في تأخرّ بعض المسلسلات"، ثمّ قالت إنّها تُشارك هذا الموسم في عملين هما: "أولاد آدم" (إخراج الليث حجّو وكتابة رامي كوسا)، والنحّات (إخراج ماجد سميريت، وكتابة بثينة عوض، على شبكة قنوات أبو ظبي). لكنّ المستجدات أدّت إلى قرار عرض 15 حلقة فقط من مسلسل "النحات" (كجزء أوّل)، على أن يتمّ عرض الجزء الثاني في وقت لاحق.

وانطلاقاً من جوابها، سألنا ندى إن كانت تعتقد أنّ أزمة كورونا ستؤدي إلى إيجاد موسم درامي رديف، فأجابت: "الموسم الرديف موجود قبل كورونا، لأنّ الفترة الماضية شهدت انتشار المسلسلات القصيرة (10 حلقات تقريباً) على منصات العرض الإلكترونية، ما ساهم في تغيير الاستراتيجية الدرامية، وصار بإمكاننا الحديث عن مواسم رديفة". وأضافت قائلة: "لا شك في أنّ "دراما الأونلاين" باتت اليوم "تراند"، وهي تحظى باهتمام جماهيري كبير. وأظنّ أنّ متابعة هذا النوع من الدراما مُستمرّ خلال 2021 وسيكون نقطة جذب للمشاهدين، بعيداً من حسابات الموسم الرمضاني". وختمت رأيها بالقول: "أنا كممثلة صرتُ أهتمّ بوجودي في مثل هذه الأعمال التي تحظى بنسب مشاهدة هائلة. ولعلّ نجاح تجربتي في "عهد الدم" (عُرض على "شاهد" قبل رمضان) زادت يقيني بأنّ "الرهجة" لم تعد محصورة بمسلسلات رمضان".

المزيد من ثقافة