Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقار العمل الافتراضية في مرمى الفيروسات الإلكترونية

الأمن المعلوماتي بات مهماً في ظل متابعة المنشآت أنشطتها عن بُعد... ومتخصصون يقترحون وسائل للحماية

اتجاه المنشآت إلى العمل عن بعد نتيجة تفشي فيروس كورونا (الانترنت)

ترك فيروس كورونا بصمات ملموسة على حياتنا، فالقرية الكونية بعده لم تعد كما كانت قبله، وامتدت بصماته لتلمس وتغيّر سوق العمل بطريقة لم تعهدها البشرية في الأزمات الوبائية السابقة، ولا في كيفية التعامل مع الأمراض القاتلة، فتداعياتها أسهمت في حدوث تغيرات جذرية في حياة البشر وأنماط سلوكياتهم. وأسهمت تداعيات انتشار فيروس كورونا في الوقت الراهن في إعادة تشكيل سوق العمل وثقافته وآلياته، بل مهدت الطريق لتحولات في طبيعة الأعمال ومقارها، تتمثل في الاعتماد على أساليب العمل عن بُعد وإنشاء أماكن افتراضية للعمل، وأخرى لاجتماعات عبر البرامج التقنية كنمط وثقافة جديدة عما كان معمولاً به سابقاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مقار العمل الافتراضية

ومع التحول إلى التقنية في ظل الأزمة الصحية العالمية حالياً، فإن هناك مخاطر وتهديدات يحددها متخصصون في الأمن السيبراني تتوجب الحماية المستدامة، وبحسب المتخصص في التقنية، عبد الرحمن الحميدة، فإن مقار العمل الافتراضية وجميع الأعمال المرتبطة بعالم الإنترنت تكون عُرضة للمخاطر والتهديدات المحتملة، ومنها ما يتعلق بالهندسة الاجتماعية أو الاصطياد الإلكتروني، وقال لـ"اندبندنت عربية"، إن "الاختراقات الإلكترونية تأتي من خلال إرسال روابط مجهولة المصدر بوسائل متعددة والاحتيال سواء كان من قبل أفراد أو منظمات، بالإضافة إلى مخاطر الاختراق والتي تعددت أساليبه، ومنها ما يُعرف بهجمات "حرمان الخدمة"، وحقن البيانات بفيروسات، واستغلال المنافذ المفتوحة الخطرة، وأخيرا يملك التسلسل إلى أنظمة منشآت الأعمال من خلال ضعف الأرقام السرية للمستخدمين المخولين (الموظفين) بالتعامل مع بيانات المنشأة".

تشفير البيانات الحساسة

وعلى الرغم من التحول الإجباري للعمل الافتراضي عن بُعد، تظل هناك هواجس من خطر فيروسات أخرى إلكترونية تهدد تلك المقار بالاختراق والتجسس والتخريب، إذ يؤكد المتخصص في الأمن السيبراني، رامي الزبيدي، أنه لحماية المنشآت من تهديدات الفيروسات الإلكترونية لا بد من فهم ما هي البيانات الحساسة وما هو غير ذلك.

ويقول إن "تصنيف البيانات من حيث الأهمية والحساسية يهدف إلى الحد من تداول ما هو سري أو ما قد يسبب تسربه خسارة أو خطراً على المنشأة، لذا يجب تشفير جميع البيانات المهمة والقيام بعمل نسخ احتياطية منها بشكل دوري، بالإضافة إلى تثقيف الموظفين ونشر التوعية وتوزيع المعايير الصحيحة لدخولهم إلى البيانات خلال فترة العمل عن بُعد والعمل من المقار الافتراضية، وكذا استخدام البرامج والمنصات المناسبة ومكافحة البرامج الضارة والقيام بإصلاح الثغرات الأمنية باستمرار". لافتاً إلى  أن الاستعانة بالخبراء في مجال الأمن السيبراني تقلل من المخاطر، ومن ثم تقليل الخسائر المحتملة.

مجتمع تقني 

وتعد عملية التحوُّل إلى مجتمعٍ تقني في بيئات العمل مسألة محفوفة بالتحديات والمخاطر، والتي تتطلب رفع مستوى الوعي لدى العاملين في منشآت وتطوير كفاءتهم بما يخص الأمن السيبراني، وترى مريم العقل، المؤسِسة لمجموعة سعوديات في الأمن السيبراني، أن دور المجتمعات التقنية في الحد من هذه المخاطر وتهديدات الفيروسات الإلكترونية مهم للغاية في ظل تحول بيئات العمل إلى مزاولة نشاطها عن بُعد.

وتضيف "التحول إلى المجتمع التقني عبارة عن تطبيق التقنية والاستفادة منها في معظم أنشطة المنشأة إن لم يكن جميعها، ومن ثم فإن المنشآت ستكون معرضة لعددٍ من التحديات والمخاطر الإلكترونية، ويتمثل أحدها في إيجاد نموذج ناجح يتم تأسيس المجتمع التقني بناءً عليه، وبما يتناسب مع الأعمال والأهداف المتعلقة بمنشأة ما، كما أن توظيف تقنيات جديدة في وقت وجيز ومن دون دراسات مسبقة يسهم في زيادة نسبة الخطر الذي قد يؤثر سلباً في أداء العمل وكفاءته".

وتشير إلى أن "طبيعة عمل منسوبي المجتمع التقني تفتقد الميزات المتوافرة في مقر العمل، حيث الوصول إلى المعلومات الخاصة يتم عن طريق شبكات محلية تدار بواسطة فرق متخصصة في أمن المعلومات، وعلى خلاف ذلك، فالعمل عن بعد يجعل الوصول إلى المعلومات الخاصة بالشركة يتم عن طريق المرور على شبكات غير محمية مثل شبكة الإنترنت، والتهديدات الإلكترونية ستكون من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات التقنية".

مواكبة مستجدات التقنية

كما تؤكد أهمية الحرص على توافر فريق متخصص بأمن المعلومات لتطبيق التحديثات الأمنية، وعمل نسخ احتياطية، ونشر الوعي، والتعامل مع التهديدات الإلكترونية، وكذلك يجب التخطيط المستمر لمواكبة مستجدات التقنية ومتطلبات أمن المعلومات حتى تستطيع المنشأة مواجهة التحديات والمنافسات.

وتتابع "على الرغم من وجود عددٍ من التحديات في عملية التحوُّل الرقمي وما بعده، فإن وجود المجتمعات التقنية سيعود بمنافع كثيرة على المجتمع، حيث إنها مجتمعات واعدة وستسهم في تحقيق أهداف اقتصادية واستثمارية إذا تم أخذ الاحتياطات اللازمة فيما يخص أمن المعلومات وغيره من الجوانب الهامة في عملية التحول التقني".

طرق الحماية

وحول طرق الحماية الواجب اتباعها في هذا الصدد، يؤكد المتخصص في الأنظمة التقنية والأمن السيبراني، عصام القبيسي، أهمية التعاون بين جميع الجهات في القطاعات العامة والخاصة والمؤسسات والمنظمات لحماية المنشآت، ويقول "من المهم أن يكون هناك تعاون على مستوى الدول لتوحيد السياسات والإجراءات ولضمان فضاء سيبراني آمن، كما أن تعزيز التعاون يجعل من الإجراءات التنفيذية واضحة وذات نفوذ وفق منظومة متكاملة وعبر منصة واحدة، وفي ظل جائحة كورونا اتضح أنه لا بد من تفويض وتأسيس جهة واحدة لتكون هي الجهة العليا لنشر وتنفيذ تلك الإجراءات".

ويضيف "يقودنا هذا إلى التركيز على فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي الهائلة الناتجة عن التقدم التقني المتسارع وربط الأنظمة التقنية عالمياً عبر الفضاء السيبراني، وأن يتم تبني تثقيف المجتمعات لتكون واعية ومسؤولة سيبرانياً من خلال تمكين مختلف الأطراف ذات التأثير في المجتمع لتحقيق ذلك، والتعاون والعمل المشترك لمكافحة الجرائم السيبرانية بكافة أنواعها، مع التركيز على وسائل لتثقيف وحماية بيئات العمل في الفضاء الإلكتروني، وهذا يأتي من خلال تشجيع التعاون بين الجهات ذات العلاقة من القطاعات الحكومية والأكاديمية والخاصة، وعلى وجه الخصوص تعزيز أوجه الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجالات الأبحاث والتطوير للوصول إلى منهجيات ومنتجات أمن سيبراني مبتكرة".

ويتابع "على المنشآت أن تسعى إلى رفع مستوى صمود الأمن السيبراني للبنى التحتية الحساسة، والتعاون الدولي المشترك للارتقاء بأفضل ممارسات هذا الأمن وإدارة المخاطر على المستوى المحلي الدولي وتشجيع جهود التعاون في مجال مشاركة المعلومات بين الدول والقطاع الخاص عالمياً، ويجب أن نؤمن بتقديم التعاون الدولي على المنافسة في سبيل تعزيز صمود الأمن السيبراني للبنى التحتية الحساسة على المستوى الدولي".

المزيد من تقارير