Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحجر الصحي يحرم مغاربة من وظائفهم

خصصت الحكومة دعماً مادياً بسيطاً للفئات الفقيرة المتضررة  

عمال الموقف متضررون من اجراءات الحجر الصحي (مواقع التواصل الاجتماعي)

بعد فرض المغرب الحجر الصحي لمحاربة فيروس كورونا، تضرّرت مجموعة من القطاعات، واضطُّرت إلى توقيف عمالها، وبات بعضهم يعيش في قلق مستمر،  متخوفاً من مستقبل مجهول، لا سيما الفئات الفقيرة التي تتقاضى أجراً يومياً وتعمل في قطاع غير مهيكل.

"لم يعد أحد يرغب في تشغيلي"

تقول عاملة النظافة عائشة سفياني، "منذ ظهور الإصابة الأولى بفيروس كورونا في الدار البيضاء، لم يعُد أحد يرغب في تشغيلي، يخشون من أن أكون مُصابة وأنقل العدوى إليهم".

وكانت سفياني تعمل في "الموقف" وهي كلمة عامية مغربية تعني مكان التقاء خادمات البيوت في الشارع، ليعرِضن خدماتهن في الغسل والكنس والتنظيف والطبخ.

 وإلى جانبهن، يقف رجال يمتهنون البناء أو السِّباكة أو الصباغة، في انتظار أن تُسند إليهم مُهِمات تستمر طيلة اليوم، مُقابل أجر يُحدّده صاحب البيت بحسب نسبة رضاه عن العمل.

وتُضيف سفياني، "كنّا سابقاً نحصل على قوتنا اليومي لإطعام أطفالنا، لكن مع هذا الوباء، الزبائن خائفون من أن ينتقل إليهم المرض، وهذا من حقهم، أنا أتفهّم ذلك".

"انتظار انتهاء الكارثة"

مع فرض المغرب للحجر الصحي وظهور حالات جديدة، تراجع الطلب على نساء "الموقف" ورجاله. وتعيش سفياني البالغة من العمر 41 سنة مع أطفالها الثلاثة  في حي سيدي مومن، بضواحي مدينة الدار البيضاء.

وتعتبر أنّه لا يُمكنها الحصول على مهنة أخرى غير تنظيف البيوت، مُوضحةً، "أنا لستُ متعلمة، لأجد عملاً آخر يتناسب مع هذه الأزمة، لهذا ليس أمامي خيار سوى انتظار انتهاء الكارثة في أقرب وقت ممكن".

"سنموت من الجوع قبل الوباء"

تحصل سفياني مُقابل تنظيفها البيوت على أجرة يومية تتراوح بين 10 و 20 دولاراً، وأحياناً يُقدّم لها بعض الزبائن السكر والشاي والدقيق والملابس القديمة لأطفالها.

وتنتظر دعم الدولة لها ولجميع الفئات المتضرّرة من وباء كورونا، وتقول "يجب على الحكومة دعمنا، لأنّ الوضع إذا استمر على ما هو عليه، سنموت من الجوع قبل الوباء".

في المقابل، يُعَدُّ هشام (38 سنة) من بين الأشخاص الأكثر قلقاً على مستقبلهم، بعدما فقد عمله في مقهى بمدينة الدار البيضاء. ويقول "لم أدرك أنّ الوضع سيتطوّر إلى هذه الدرجة، وأنني سأتوقف عن العمل، لقد أخبرني مُشغّلي أنّه سيُغلق المقهى ولا يعلم متى سنعود إلى العمل، كان ذلك مؤلماً بالنسبة لي".

ويُضيف "لا أعرف كيف سأعيش، الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم، يجب أن أدفع إيجار الشقة ونفقات عائلتي. أعيش في خوف مستمر من المستقبل".

ويرى هشام أنّ الحجر الصحي خطوة مهمة لمحاربة كورونا، موضحاً "نعم مع الدولة في إجراءاتها ضد الوباء، لكن يجب أن تهتم لحالنا نحن الفئات الفقيرة، وأن تمدّ لنا يد العون لتمرّ هذه المحنة".

من جهة ثانية، تعتبر فرح عيشي (25 سنة) أنّ فقدانها للعمل كان متوقعاً، "لدي أقارب في إيطاليا، وكُنتُ أتابع أحداث انتشار الوباء هناك، ولم أُفاجأ بقرار توقيفي".

تعمل عيشي نادلة في مطعم، وعن كيف تُدبّر أمورها بعد فقدانها عملها، تُجيب "لم أتضرّر بشكل كبير من فقداني العمل، لأنّني ما زلتُ أعيش مع عائلتي، وهم يتكفّلون بنفقاتي".

حملة لجمع التبرعات

في سياق متصل، أطلق المركز المغربي للإبداع والمقاولة الاجتماعية حملة #نتعاونوا_باش_نعاونوا، أي نتعاون لنساعد، من خلال تخصيص منصة لجمع التبرعات لصالح الجمعيات والمقاولات ذات التأثير الاجتماعي القوي، لمُساعدة أصحابها على إيجاد وتنفيذ حلول ملموسة لمواجهة الأزمة التي تسبّبت فيها جائحة كورونا.

وأشار المركز في بيان إلى أنّ هذه العملية ستتمّ عن طريق ثلاث حملات، تتمثل أساساً في حملة تشاركية لدعم الجمعيات التي تقوم بأعمال المساعدة الإنسانية للفئات الضعيفة المتضررة من الوضع الاقتصادي الحالي، إلى جانب حملة لدعم الشركات الناشئة المتأثرة مالياً، جراء تراجع أو توقف أنشطتها إثر الحجر الصحي، وحملة لدعم مبادرات تطوير حلول مبتكرة لمواجهة التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة من انتشار فيروس كوفيد-19.

الدعم المؤقت للأسر المتضررة

في المقابل، اتخذت الدولة المغربية عدداً من الإجراءات لدعم الفئات المتضررة من تداعيات فيروس كورونا. وأعلنت لجنة اليقظة الاقتصادية تفاصيل عملية الدعم المؤقت للأسر العاملة في القطاع غير المهيكل، أي غير المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي.

وبحسب بيان لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، فإنّ اللجنة ركّزت في اجتماعها على تدابير دعم القطاع غير المهيكل المتأثر مباشرة بالحجر الصحي، ونظراً إلى تعقيد هذه الإشكالية، اتّخذت قراراً لمعالجتها على مرحلتين.

وأوضحت الوزارة أنّ الأسر الفقيرة ستستفيد من مساعدة مالية، ستُمنح من موارد صندوق محاربة جائحة "كورونا"، الذي أعطى الملك محمد السادس تعليماته لإنشائه.

يُذكر أنّ هذا الإجراء يأتي بعد إجراء سابق أعلنته الحكومة، يتمثل في تقديم دعم مادي شهري للعمال المسجلين لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، الذين توقفوا عن العمل مؤقتاً بسبب تداعيات الأزمة الصحية.

المزيد من تقارير