Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يحاصر ولاية ميتشيغان غير المبالية

تعيش فيها أكبر جالية عربية والسلطات غير قادرة على اتخاذ إجراءات الطوارئ

سائق باص في ديترويت أكبر مدن الولاية (غيتي)

يعكس الارتفاع السريع في عدد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجدّ في الولايات، حقيقة المشهد الميداني. نقص كبير في أجهزة التنفس وأدوات التعقيم والكمامات، وإجماعٌ على أن موقف السلطة الفيدرالية المستهين بالفيروس سبب رئيسي في ما آلت إليه الأوضاع القابلة للتدهور أكثر.

في ولاية ميتشيغان، حيث تعيش أكبر جالية عربية، تكاد آراء جميع من استصرحناهم، تُجمع على التوصيف نفسه، حالة من اللامبالاة لدى كثيرين بسبب تقليل الرئيس دونالد ترمب من أهمية الفيروس في الأسابيع الماضية.

في المقابل، يقول الصحافي اللبناني علي منصور، أحد فعاليات الجالية في ديربورن، أن المجتمع الأميركي تأخر لإدراك خطورة كورونا، بفعل "الاستهتار الرسمي"، كاشفاً أنه حتى عشرة أيام مضت، كانت الحياة طبيعية في ميتشيغان، وظل الجميع يتواصلون بشكل اعتيادي.

النمط الاستهلاكي

ويعتبر منصور أن نمط الحياة الاستهلاكية في الولايات المتحدة، ساهم في تفشّي الوباء، حيث يقصد المواطنون الأسواق الكبيرة بشكل يومي، مشيراً إلى أن العديد من المتاجر الكبرى، لا تزال تعمل حتى الساعة، بسبب عدم قدرة السلطات على اتخاذ اجراءات طوارئ تمس بنمط الحياة الأميركي.

في الوقت ذاته، يلفت الصحافي، الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ أكثر من 20 سنة، إلى أن سير الحياة بشكلها شبه الطبيعي لم يحدّ من تهافت الناس بشكل أكبر على المخازن والصيدليات لشراء المواد الغذائية وأدوية التعقيم وتخزينها، "ما أدى إلى إرباك في السوق وانقطاع العديد من السلع وارتفاع الأسعار"، على الرغم من إصدار قوانين سريعة لمنع الاحتكار.

ويكشف منصور عن انتشار واسع لفيروس كورونا في أوساط مواطني الولاية، مشيراً إلى أن النظام الصحي يعيق حصول كثيرين على العلاج اللازم، أو حتى إجراء الاختبارات بسبب الأعداد الكبيرة. وتدعو السلطات، بخاصة فئة الشباب، إلى الحجر المنزلي من دون إخضاعهم إلى الفحص اللازم.

لا تعقيم

حتى الساعة، لا يوجد تدخل مباشر من الشرطة الأميركية في محاولة تغيير روتين الحياة اليومي للمواطنين. وفي حين نشطت حملات التعقيم في أكثر من دولة في الشوارع والمباني، لم تلجأ السلطات في ميتشيغان حتى الساعة إلى أي إجراء مماثل.

وفي ظاهرة لافتة، استمرت شركات كبرى كشركات تصنيع السيارات في العمل بشكل طبيعي.

من جهة ثانية، تعرب سمر قانصو، وهي ربة منزل تعيش في ميتشيغان منذ 15 سنة، عن حالة خوف كبيرة في أوساط الجالية العربية بسبب عدم وجود تعليمات واضحة بشأن الفيروس. وتشير إلى انتشار كبير للإصابات في ظل استغرابها لحالة "اللامبالاة" لدى كثيرين بفعل عدم معرفتهم بخطورته.

وفي حين تطبّق السيدة اللبنانية ما تستطيعه من إجراءات وقاية في منزلها، فإنها تشكو انقطاع مواد أساسية كالكمامات ومواد التعقيم، مشيرة إلى أنها حاولت جاهدة شراء بعضها عبر الإنترنت من الخارج في بداية الأزمة لكنها لم تنجح.

وتتحدث قانصو، التي اعتادت كغيرها من الأميركيين، على الشراء من متجر "أمازون" على الشبكة العنكبوتية، عن انخفاض واسع في حركة تسليم بضائع المتجر وعدم قدرته على تلبية طلبات كثيرين، بسبب إصابات ظهرت في صفوف موظفي الشركة العملاقة.

جدية ديربورن

بدوره، يكشف المهندس الشاب علي برو، أن الإجراءات في منطقة ديربورن أكثر جدية من مناطق أخرى في الولاية، لكنه في الوقت نفسه يشكو عدم وجود معرفة واسعة في صفوف المواطنين لخطورة الفيروس وقدرته على الانتشار.

ويعطي برّو مثالاً محطات الوقود التي لم تتخذ أي خطوات وقائية للتقليل من خطر انتشار الفيروس عبر عمليات الدفع أو شراء السلع، إذ غالباً ما تحوي المحطات الأميركية متاجر صغيرة لبيع السلع المختلفة.

ووسط هذا المشهد، يتحدث مواطنون عرب عن إقبال واسع في أوساط الجالية على عمليات شراء السلاح خوفاً من أي تدهور للأوضاع.

قد يكون في حالة الهلع لدى الكثيرين مبالغة، خصوصاً أننا نتحدث عن الدولة الأقوى في العالم، ولكن الأكيد أن كورونا سيؤدي إلى تغييرات جوهرية في حياة الشعوب في حال أسفر عدد الإصابات والوفيات داخل الأراضي الأميركية عن مشهد مماثل لما يجري في إيطاليا.

المزيد من تقارير