Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرياضة عن بعد لتجنب الضجر والملل

 تلقى صفوف التدريب عبر الإنترنت رواجاً في زمن كورونا

بعض المدربين صوّروا فيديوهات ونشروها على صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي (موقع pixabay)

حجز وباء كورونا الناس في معظم أنحاء الكرة الأرضية بمنازلهم. استسلم البعض لفكرة الراحة والكسل الممزوجة بالقلق، وفي حين أراد آخرون استغلال هذه "الفرصة" إن صحّ التعبير، لمتابعة أنشطة حياته، وإن عن بُعد.

لم يعد لدى كثيرين حجة الإزدحام وعدم توفر الوقت للقيام ببعض الأنشطة. حُوّل العمل في بعض القطاعات إلى المنازل وكذلك الدراسة والأنشطة البدنية والذهنية. ومَن لم يسمح له ضغط عمله بالقيام بالرياضة وجد وقتاً لها بالتمرن عن بعد.

بعض المدربين صوّروا فيديوهات ونشروها على صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي، متكلين على طاقة المتدربين ونشاطهم لتنفيذ الحركات مع نصائح متعددة.

فيما مدرّبون آخرون آثروا استخدام تطبيقات تفاعلية للتواصل مع المتدربين، ومتابعة الحصص من خلال المشاهدة المتبادلة، ما يعطي نتيجة أكبر من حيث التزام المتدربين، وتصحيح الحركة من قبل المدربين مباشرة، الأمر الذي يعطي فاعلية أكبر.

"اندبندنت عربية" تواصل مع ثلاثة مدربين للحديث عن تجربة الرياضة عن بُعد.

قبل كورونا وخلالها

الأميركي جوناثان ستيورات، مدرب رياضي للتقوية منذ 15 سنة، تخصص في إعادة تأهيل الأداء، والقضاء على الألم من خلال الرياضة إضافة إلى رفع الأثقال وكمال الأجسام، وافتتح نادياً رياضياً مع زوجته اللبنانية زهراء التي تساعده في التدريب في لونغ آيلاند ولديهما زبائن في مقاطعات عدة وفي لبنان.

بدأ جوناثان العمل في الرياضة عن بعد منذ سنوات عبر تطبيق true coach للمتابعة الفردية لكل حالة، مع نظام غذائي ومتابعة دائمة لكل شخص بتمارين خاصة به وبوضعه الجسدي والنفسي والصحي.

والسبب الرئيسي للمتابعة عن بعد، أن الكثير من رواد ناديه يسافرون كثيراً، فكان يتابعهم، بعد أن يصوّر له المسافرون النادي في الفنادق التي يمكثون بها، فيرسل لهم التمارين بحسب المعدات الموجودة، إضافة الى حاجتهم ووضعهم النفسي والصحي وتاريخهم الطبي.

وبالنسبة إلى الوضع الحالي، يرى جوناثان أنه لم يترك المتدربين من دون روتين النشاط، معتبراً أن الأمر أصعب عن بعد، ففي النادي العلاقة أساسية مع المتدرب الذي يخبر عن نهاره وتعبه وطعامه مما يخلق ثقة أكبر في التعاطي وجهاً لوجه يشكل أسهل.

مع انتشار فيروس كورونا، بات الأمر أكثر صعوبة، إذ إن همّ الناس لم يعد يرتكز على الرياضة، بل البقاء مع العائلة وتأمين مستلزمات الحياة والعمل، فتغيرت أولويات الناس.

ولأن أسلوب النادي مختلف بحيث يتعاطى مع الحالات فرادى، إذ لا توجد حصة مشتركة للجميع، فإن الوضع استلزم عملاً مختلفاً، إذ وزّع جوناثان وزهراء للزبائن معدات من ناديهما الذي أقفل حالياً لتجنب الإصابات.

وتبقى المعدات مع الزبائن هذه الفترة ويكون المدربان متوافرين على الإنترنت بشكل مباشر لمدة 4 ساعات يومياً لخلق التواصل والإجابة على الأسئلة ومشاهدة كيفية تطبيق الحركات.

ويقول المدرب الأميركي "في الأسبوع الأول كان التفاعل خفيفاً في ظل القلق العام، لكنه تحسّن مع الوقت، ويتوقع أن يصبح أفضل".

إنه وقت الرياضة

في المقابل، بدأت لارا فرحات التدريب الرياضي الشخصي منذ 3 سنوات، وكانت تعطي حصصاً خاصة في ثلاثة نوادٍ أو في البيوت لبعض المتدربين، كل بحسب عمره وهدفه وحاجته. أما أنواع الرياضة التي تدربها فهي butt and core، TRX، وboot camp و Pilates.

وتركز في كل تدريباتها على التوازن "لأننا مع العمر نخسره" كما تقول. كانت لارا تعطي حصصاً في الصباح والمساء، إضافة إلى التدريب الشخصي، مقسمة عملها بحسب المناطق.

تبدأ بعض التمارين في الصباح الباكر، إذ ثمة أشخاص يمارسون الرياضة قبل ذهابهم إلى العمل. فتستيقظ في الخامسة صباحاً.

وبعد إقفال النوادي ومنع التجمع، قرّر الزبائن عدم الاستعانة بمدرب في بيوتهم للتخفيف من التواجد الفيزيائي، خوفاً من الفيروس.

تقول لارا إن دور المدربين مهمّ في إبقاء حياة نشيطة ومساعدة متبادلة لخلق دافع لدى الزبائن والمدربين سوياً، ما يخلق جوّاً من الإيجابية والطاقة.

فكرت في البداية استخدام مجموعات النوادي بحسب الحصص على واتساب، فصوّرت فيديوهات لكل مجموعة ترسلها لهم وتضعها أيضاً على حسابها على إنستغرام.

كانت الفيديوهات مقسمة كل يوم، إما للجزء العلوي من الجسم، أو السفلي أو عضلات معينة، أو نوع رياضة معين "لأحمسهم أن يبقوا نشيطين حتى لو كانوا في البيت وحتى بغياب المعدات".

ولمزيد من الحماسة، فكرت في المباشر أونلاين فاقترحت الفكرة على المجموعات على واتساب وكان لدى كثيرين الدافع القوي، وبدأ صف الأونلاين وتحسن الأداء تصاعدياً.

والصف عبارة عن نقل حي عبر "فيسبوك"، وتذكر لارا تفاصيل الحركات التي تقوم بها، وتعطي بدائل للحركات الصعبة، وتقرأ التعليقات وتجيب على أسئلة المتدربين.

وتقوم بهذا مجاناً، رافضة فكرة تقاضي المال لأن الأحوال لا تسمح لأحد، والهدف إبقاء النشاط وعدم الركود والكآبة.

وعن رد فعل الناس تقول إنه ممتاز، وأن مدربين آخرين يقومون بالمثل، وأن الناس الذين عادة لا يمارسون الرياضة تشجعوا ووجدوا الفرصة للتسلية وبدأوا بالمتابعة.

اليوغا التفاعلية

في السياق ذاته، تمارس كلييا ضاهر إختصاصية التغذية، اليوغا منذ 7 سنوات، وهي مدربة منذ أكثر من سنة، تعطي 3 حصص على الأقل أسبوعياً في صالة بمنزلها.

مع وقف التجمعات، فكرت أن تصوّر فيديوهات أو تستعمل البث المباشر عبر "فيسبوك"، لكنها كان عليها متابعة المتدربين وإن كانوا ينفذون الحركات بشكل صحيح.

سمعت عن تطبيق zoom الذي يمكّن الناس من إجراء اجتماعات أونلاين، وتطبيق IN2 لحجز الحصص في النوادي وصالات اليوغا، فأنشأت حساباً في التطبيقين.

وتوضح كلييا أن التجربة أفضل مما كانت متوقعة، لأنها استطاعت رؤية المتدربين بوضوح ما جعلها قادرة على إعطاء نوعية الصف الذي كان سابقاً.

كما أكملت عملها كإختصاصية تغذية، من حيث المواعيد والاستشارات عبر الفيديو، مع نقص فحص مكونات الجسم الذي يمكن أن يجرى لاحقاً بعد العزل المنزلي لأنه يتم من خلال ماكينة خاصة.

تقول كلييا إن صفوفها تضمّ عادة 18 شخصاً، تتراوح أعمارهم بين 25 و60 سنة، إضافة إلى الحصص الخاصة.

في حين جمعت في حصص الأونلاين نحو 10 متدربين لأن الفكرة ما زالت في بدايتها، كما أنها تعطي حصصاً خاصة أونلاين.

تقوم كلييا بتثبيت مواقع المتدربين ووقفتهم. وتراهم جميعاً على شاشة اللابتوب بوضوح تام طوال الوقت من دون الحاجة للمشي للوصول إلى المتدرب لمشاهدته عن كثب.

أما ما ينقص فهو التصحيح اليدوي عندما كانت تقترب من كل متدرب لتصحيح حركته ليتقدم أكثر في تنفيذ الحركات، ولكنها تستطيع إعطاء الملاحظة ليصحح كل شخص حركته كما تشرح.

وترى أن هدف اليوغا هو الهدوء والتنفس الصحيح وليس الاستعراض، وهو تمرين خاص وفردي إذ كان اليوغيون في الهند يتدربون وحدهم في الغابة.

وجدت كلييا أن المتدربين بوجودهم في البيوت لا يقارنون أنفسهم ببعضهم البعض ولا يوجد الضغط الموجود في الصف، ولا فرصة للهو مع مَن حوله.

وتقول إن هذه التكنولوجيا "تجعلنا نكمل النشاط أثناء الحجر المنزلي والصحي، وتلغي المسافات". وإنها حتى عند انتهاء مشكلة كورونا ستبقي على صفوف أونلاين تفاعلية إضافة إلى الصفوف العادية. لأن الكثير من الناس سيستفيدون منها كالمسافرين، أو الذين لديهم أولاد ولا وقت لديهم للحضور أو الغياب عن منازلهم.

المزيد من منوعات