Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مخاوف في البقاع من "فوضى" عبور الإيرانيين برا إلى لبنان

وزارة الصحة "الفيروس لا يُعتبر حتى الساعة مرضاً محلياً"

نقطة تفتيش في وادي حميّد في البقاع اللبناني (أ. ف. ب.)

يعيش أهالي منطقة البقاع اللبنانية حالاً من الهلع الشديد خوفاً من انتشار فيروس "كورونا"، في ظل الضعف الإنمائي الذي تعانيه المنطقة الملاصقة للحدود السورية، وانعدام الخدمات بخاصة الصحية منها، حيث لا تتجاوز قدرة المستشفيات هناك على استيعاب أكثر من 700 مريض، ما ينذر بكارثة إنسانية حقيقية في حال تحول الفيروس إلى وباء.

وكشف الناشط اللبناني المعروف بمعارضته لـ"حزب الله" في البقاع، علي مظلوم، نقلاً عن مصادر مقرّبة من وزير الصحة اللبناني حسن حمد، أن "الوزير أبدى انزعاجاً كبيراً من إصرار حزب الله على دخول الطائرات الآتية من إيران إلى مطار بيروت، وأخرى عبر مطار دمشق من دون إخضاع القادمين للفحوصات اللازمة"، مضيفاً أن "الوزير قال لمقربين منه إن اللبنانيين وبعض وسائل الإعلام يحملونه المسؤولية عما يجري فيما القرار ليس بيده بل بيد الحزب".

كذلك نقل عن مسؤول في وزارة الصحة اللبنانية قوله، إن "ملف العائدين من إيران وكل ما يتعلق به من معلومات هو ملك حزب الله حصراً، ونحن كوزارة مهمتنا تأمين الإجراءات الصحية اللازمة والتأكد من خلو أي من العائدين من كورونا وليس لنا شأن آخر".
 

كارثة تهدد مخيمات اللجوء
 

من جانبه، أبدى رئيس بلدية عرسال المجاورة للحدود اللبنانية - السورية باسل الحجيري، عن قلقه من إمكانية تفشي الفيروس في ظل ضعف الإمكانيات الصحية المتوافرة وغياب الدعم الحكومي، مشيراً إلى أن "بلدة عرسال هي واحدة من أكبر القرى البقاعية وهي غير مجهزة سوى بمستشفى ميداني متواضع غير مؤهل لمواجهة انتشار وبائي".

ولفت إلى أن "بلدية عرسال اتخذت سلسلة إجراءات وقائية لمحاولة منع وصول الوباء إلى البلدة حيث تم تعقيم عدد كبير من المباني السكنية ورش الطرقات، إضافة إلى توعية السكان على أهمية اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية أنفسهم وتجنّب التجمعات، إضافة الى وضع آلية للتنسيق حول أي حالة اشتباه بين البلدية والدفاع المدني".

وحذر الحجيري من "كارثة إنسانية كبيرة يمكن أن تحصل في عرسال إذا تفشى الفيروس في البلدة، نظراً لوجود عشرات المخيمات للاجئين السوريين والذين يُقدَر عددهم بحوالى 70 ألفاً يعيشون في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة". وقال إن "هناك اختلاطاً دائماً بين تلك المخيمات ومناطق لبنانية عدة، إضافة إلى زيارات لأقارب هؤلاء في مناطق سورية".
 

بضائع التهريب "ملوثة"
 

أما رئيس بلدية القاع الحدودية بشير مطر، فطالب الجهات الأمنية والصحية بالتشدد بإجراءاتها لناحية الوافدين عبر المنافذ الحدودية البرية، بخاصة مع المعلومات التي وردته أن عشرات القادمين من إيران عبر مطار دمشق الدولي لم يخضعوا للإجراءات الصحية الضرورية، كما تتردد معلومات عن عدم قيام السلطات أيضاً بإجراءات الوقاية الصحية وفق المعايير الدولية، ما يزيد من إمكانية دخول أشخاص مصابين بفيروس "كورونا".

ولفت مطر إلى أنه "في المنطقة الحدودية عشرات المعابر غير الشرعية وغير الخاضعة لأي رقابة رسمية، وهذا أمر مقلق بالنسبة إلى أهالي البقاع، حيث التواصل مع الجانب السوري عبرها ناشط، إضافة إلى أن دخول وخروج البضائع المهربة لا يتوقف، وهو أيضاً عامل مثير للقلق، حيث أن عدم إعلان سوريا عن إصابات بفيروس "كورونا" قد يكون بسبب غياب الإجراءات الصحية، أو بهدف التعتيم الإعلامي عن مدى انتشار الوباء.
 

إيرانيون يعبرون الحدود
 

من جهة أخرى، قال مختار بلدة مجدل عنجر المتاخمة لنقطة المصنع ناصر أبو زيد، إن "الوباء دخل إلى لبنان وبات في وضع الانتشار"، محملاً الحكومة اللبنانية المسؤولية "نتيجة تأخرها 10 أيام عن اتخاذ الإجراءات تجاه الوافدين من إيران، لا سيما مدينة قم، حيث كان آلاف اللبنانيين يقومون بزيارات دينية"، معتبراً أنه "كان على الحكومة منذ تفشي الوباء في إيران وقف الرحلات فوراً وإخضاع اللبنانيين العائدين للحجر الصحي الإلزامي، وذلك عبر رحلات إجلاء خاصة وليس عبر رحلات عادية"، مستنكراً "تسييس الموضوع وإخضاعه لمصالح حزب الله مع إيران".

وقال أبو زيد "شاهدنا بأم العين إيرانيين وباكستانيين وحاملي جنسيات مختلفة يدخلون من الجانب السوري إلى لبنان عبر معبر المصنع"، متسائلاً حول السبب الذي منع الدولة اللبنانية من إعادتهم من حيث أتوا، مضيفاً أن لديه معلومات عن دخول عشرات الباصات تحت جنح الظلام من دون مراعاة الإجراءات الوقائية المناسبة.
 

الصحة تواجه "التحدي"
 

في المقابل، قال مستشار وزير الصحة خضر رسلان، إن "الفيروس في لبنان بات في مرحلة الانتشار النشط"، متخوفاً من تحوله إلى وباء مع تزايد رصد حالات عدوى سُجلت نتيجة اختلاط مع مصابين، مشيراً إلى أن "معظم الحالات المصابة كانت لوافدين من إيران، من بينهم جنسيات غير لبنانية، إلا أنه سجل أيضاً حالة آتية من بريطانيا وأخرى من مصر، وهذا ما أربك إجراءات الاحتواء، حيث كانت وزارة الصحة تتابع بشكل دقيق كل الوافدين من إيران قبل أن تظهر الحالات الأخرى ومن ضمنها حالة وحيدة مجهولة المصدر".

وتابع أن "وزارة الصحة لا تعترف سوى بالتقارير الصادرة عن مستشفى رفيق الحريري الحكومي، الذي يعمل وفق المعايير الدولية وبالتنسيق مع منظمة الصحية العالمية"، نافياً أن تكون هناك حالات لشخصيات غير معلن عنها لأسباب سياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الإجراءات مطبقة والمطار مراقب


في سياق متصل، قالت رئيس مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة اللبنانية، عاتكة بري، إن "لبنان لا يزال حتى الساعة يسجل حالات إما وافدة من بلدان موبوءة أو حالات نُقِلت إليها العدوى من أشخاص كانوا في بلدان موبوءة، والفيروس حتى الساعة لا يُعتبر مرضاً محلياً".

وحول التدابير الوقائية المعتمدة في المطار، بظل شكاوى لبنانيين من هشاشتها، أجابت أن "جميع المواطنين الذين يصلون من بلدان موبوءة يتم فحصهم بشكل فردي، ويقومون بتعبئة استمارة، وفي حال وجود أي عارض صحي يتم نقلهم فوراً إلى المستشفى الحكومي"، مضيفةً أن "مطار رفيق الحريري مجهز بكاميرات حرارية لقياس حرارة الوافدين، ونراقب عبر شاشات الكمبيوتر، وفي حال تبيّن ارتفاع حرارة وافد نتواصل معه لأخذ الإجراءات اللازمة".
 

إجراءات بدائية؟

وأشار مصدر أمني يعمل على أحد المنافذ الحدودية البرية بين لبنان وسوريا، إلى أن "الإجراءات التي اتُخذت في الأيام الأولى لم تكن ترتقي إلى مستوى مواجهة هذا الفيروس، حيث أن العناصر الأمنية لم تكن مجهزة بالكمامات والقفازات، إضافة إلى التدابير الوقائية، ما أثار موجة من الهلع والخوف في صفوفها.

وشدد على أن حال الإرباك كانت في الأيام الأولى قبل أن تنتظم الأمور. وقال "بشكل عام باتت الأمور أكثر حرفية وتحت السيطرة، إلا أنه بطبيعة الحال الوسائل المستخدَمة قد تكون غير قادرة على كشف الأشخاص الذين يحملون الفيروس في حال لم تكن العوارض واضحة على المريض".

ولفت إلى أن "أي لبناني يريد أن يعود عبر مطار دمشق قادماً من إيران، ثم عبر نقطة المصنع عند الحدود اللبنانية - السورية لا نستطيع منعه"، مشيراً إلى أنه "كان على السلطات التوجيه باعتماد المعايير المتبعة في الدول المتقدمة، بخاصة أن هناك إيرانيين وسوريين وجنسيات أخرى دخلت إلى لبنان".
 

إشاعات ضد "الحزب"
 

في المقابل، قال الصحافي فيصل عبد الساتر المقرب من "حزب الله"، إن "الحزب لم يضغط على الحكومة لعدم توقيف حركة الملاحة مع إيران أو عدم إقفال الحدود البرية مع سوريا"، مضيفاً "لا منطق لما يُشاع في هذا الصدد، ويمكن وضعه ضمن خانة خلق الإثارات ليس إلا، لا سيما أن هناك حكومة تتخذ الإجراءات التي تراها مناسبة".

وانتقد الأخبار المتداولة حول إصابة مسؤولين من "حزب الله" بالفيروس، إضافة الى ما يتعلق بمستشفى الرسول الأعظم التابع للحزب، الذي قيل إنه تحول إلى مركز سري للحجر على المصابين في الضاحية الجنوبية لبيروت.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي