Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استطلاع: الانقسام مستمر على "بريكست" ونحو نصف البريطانيين يريدون العودة

الشرخ عميق بين الأجيال بخصوص أوروبا، إذ يفضل جيل الشباب الحفاظ على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي فيما يريد الأكبر سناً البقاء خارجه

رجل يلوح بالعلم البريطاني وعلم الاتحاد الأوروبي خارج مجلس النواب (أ.ف.ب)

أظهر استطلاع جديد للرأي أن الدعوات الملحّة التي وجّهها بوريس جونسون من أجل توحيد الصف في المملكة المتّحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لم تلقَ آذاناً صاغية، بحيث لا تزال البلاد منقسمة بشدّة بشأن قرار مغادرة الاتحاد الأوروبي.

وأشار نحو 46 في المئة من الذين شملهم استطلاع أجرته مؤسّسة "بي إم جي" لصالح صحيفة "اندبندنت"، إلى أنهم يودّون الانضمام من جديد إلى الاتحاد الأوروبي، في مقابل 54 في المئة أعربوا عن اعتقادهم بأن على المملكة المتّحدة البقاء خارجه.

ودلّت النتائج على وجود فجوةٍ عميقة بين الأجيال في بريطانيا، إذ تبيّن أن الراغبين في العودة إلى الاتحاد الأوروبي اشتملوا على  نحو 63 في المئة من الشباب الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 18 و24 سنة، وقرابة 60 في  المئة من الشباب في عمر 25- 34 سنة، و51 في المئة ممن تبلغ أعمارهم 35- 44 سنة، بينما أكّد نحو 69 في المئة ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة أنهم يفضّلون البقاء خارج الاتحاد.

وفيما يظهر الاستطلاع أن بعض مؤيّدي بقاء بريطانيا في الاتحاد قد تصالحوا مع مسألة المغادرة، لم يكن هناك ما يدلّ على أن الغالبية قد اقتنعت  بقبول خروج المملكة المتّحدة من الاتحاد في الحادي والثلاثين من يناير (كانون الثاني) الماضي.

ودلت نتيجة الاستطلاع التي كانت 46 في المئة مقابل 54 في المئة لصالح بقاء المملكة المتحدة خارج الاتحاد، إلى تأرجح ضئيل في الرأي العام  لصالح الخروج منذ شهر يناير (كانون الثاني)، عندما أظهر استطلاع أجري قبل نحو أسبوعين من تنفيذ بريكست  أن 52 في المئة من المشاركين كانوا يريدون البقاء، بينما فضّل 48 في المئة المغادرة.

لكن نحو 18 في المئة فقط من الذين صوّتوا على البقاء في الاتحاد الأوروبي خلال استفتاء عام 2016، قالوا الآن إنهم ما زالوا يريدون بقاء بريطانيا خارجه، مقارنةً بحوالى 82 في المئة ممن قالوا إنهم يؤيدون العودة إليه.

وأعربت غالبية كبيرة من الناخبين "العمّاليين" (73 في المئة)، ومن "الديمقراطيّين الأحرار" (85 في المئة)، ومن مؤيّدي "الحزب القومي الأسكتلندي" (86 في المئة)، ممن أسهموا في الاستطلاع عن تأييدها للبقاء ضمن الاتحاد الأوروبي، بينما أبدى نحو 87 في المئة من الناخبين "المحافظين" المشاركين رغبة في البقاء خارجه.

وتبيّن أنّ غالبية تقدر نسبتها بـ 61 في المئة من حائزي الشهادات الجامعية أيّدت عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وعارضهم  74 في المئة ممن لا يحملون مؤهّلات أكاديمية. وفيما سُجّلت غالبية مؤيّدة للبقاء في الاتحاد الأوروبي في العاصمة لندن (65 في المئة) وفي اسكتلندا (62 في المئة) ، فقد رجحت الكفة في جميع المناطق الأخرى لصالح البقاء خارجه، باستثناء الشمال الشرقي، الذي انقسم فيه المشاركون بنسبة متساوية ما بين مؤيّد ومعارض.

ووفقاً لنتائج الاستطلاع، بقيت مسألة علاقة المملكة المتحدة بالاتحاد الأوروبي على رأس قائمة أولويات الناخبين، إذ اعتبر قرابة 49 في المئة أنها إحدى أهم القضايا التي تواجه البلاد، لتكون الموضوع الثاني الأبرز بعد موضوع الرعاية الصحّية. ووصفها نحو 13 في المئة من الذين استُطلعت آراؤهم بأنها "القضية الأكثر أهمية بعد الصحّة" التي تحوز اهتمام نحو 29 في المئة من المواطنين البريطانيّين.

وتعليقاً على نتائج الاستبيان، صرّح إد ديفي، زعيم حزب "الديمقراطيّين الأحرار" بالوكالة "يقول لي الشباب مرة تلو أخرى إنهم يخشون من أن يؤدي فقدان عضويتنا في الاتحاد الأوروبي إلى ضياع الفرص والقدرة على العمل مع الشركاء لمعالجة قضايا ملحّة مثل أزمة المناخ الطارئة".

وأضاف أن "هذا يبدو واضحاً في سياسة الأرض المحروقة التي يتّبعها بوريس جونسون عندما يتعلق الأمر بالمشاركة المستمرّة للمملكة المتحدة في برامج الاتحاد الأوروبي، مثل إراسموس". يُشار إلى أن هذا البرنامج يتيح للطلاب متابعة دراساتهم العليا في الخارج لزيادة معارفهم وفق برامج تبادل بين المؤسسات الأكاديمية.

وتابع ديفي "بدلاً من ضمان أن تبقى جامعاتنا مفتوحةً وعالمية ومتطلّعة نحو الخارج، فإنّ المحافظين مصمّمون على إظهار أن الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي يعني أن تواصل مؤسّساتنا العمل بمفردها". ودعا إلى "وجوب الاستماع إلى أصوات الشباب. ولهذا السبب لن يتوقّف الديمقراطيّون الأحرار أبداً عن النضال من أجل أن تقيم بريطانيا أوطد علاقةٍ ممكنة مع أصدقائنا الأوروبيّين".

ومن جهتها، أشارت نعومي سميث، وهي الرئيسة التنفيذية لمؤسّسة "الأفضل من أجل بريطانيا" Best for Britain، التي قامت بحملةٍ من أجل تنظيم استفتاءٍ ثان حول مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى أنّ "هناك عدداً من الأسباب المختلفة التي تجعل البريطانيين يشعرون بالقلق من الشروط التي نغادر بواسطتها أكبر سوق موحّدة في العالم".

وتحدّثت عن "مخاوف تتعلق بالأمن الوظيفي، فبالنسبة إلى بعض الأشخاص، ولا سيما فئة الشباب الذين لم يكونوا سوى مواطنين بريطانيّين أوروبيّين، يوُجد لديهم شعورٌ حقيقي بالخسارة حيال ما حصل".

ورأت سميث أن "الحكومة لا تحتاج إلى تأليب الكبار في السنّ والشباب على بعضهم بعضاً. وإذا خفّفت من رغبتها في الطلاق السريع مع الاتحاد الأوروبي، يمكنها البدء في تحديد كيف يمكننا الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من مزايا العضوية فيه، ما يمنح الشباب مقداراً أكبر من الشعور بالأمن، بينما يتواصل العمل على الانتهاء من تنفيذ بريكست".

وعلّق هيوغو مان، الرئيس التنفيذي لمنظمة "الحركة الأوروبية"، على الاستطلاع، قائلاً إنه "يشير بوضوح إلى أن بوريس جونسون ليس لديه تفويض لتطبيق خططه المدمّرة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي. فرئيس الوزراء يحاول استخدام الانتخابات للدفع باتّجاه مغادرةٍ صعبة يمكن أن تلحق ضرراً باقتصادنا وبقطاع الخدمة الصحّية الوطنية لدينا، ومن شأنها أن تحدّ أيضاً من الفرص أمام الجيل التالي".

© The Independent

المزيد من سياسة