Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد تهديد صنعاء... هل يعود "الحوثي" إلى الجنوب؟

مراقبون: لا توجد حاضنة شعبية أو قبول سياسي للحوثيين بتلك المنطقة... وستكون حرب استنزاف

عقد الحوثيون في صنعاء اجتماعاً استثنائياً لمناقشة مواجهة الأوضاع بالمحافظات الجنوبية (أ.ف.ب)

بعد ساعات قليلة من التقدّم الذي أحرزه الحوثيون، الأحد الماضي، بالسيطرة على مركز محافظة الجوف (الحزم)، عقدت ما يسمّى بحكومة الإنقاذ (الحوثية) في صنعاء اجتماعاً استثنائياً برئاسة عبد العزيز بن حبتور، لمناقشة خطة مواجهة الأوضاع بالمحافظات الجنوبية.

وحسب وكالة "سبا" في نسختها الحوثية، أقرّ الاجتماع الذي ضمّ كبار المسؤولين الحوثيين خطة تضمنت، "مجموعة من السياسات والبرامج والخطوات العملية التي غطت أربعة محاور رئيسة تشمل العسكري والأمني والسياسي والثقافي، التي سيجرى البدء الفوري في تنفيذها ميدانياً بعد إقرارها من رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط".

الأوضاع في المحافظات الجنوبية المحررة، كانت هي هدف الاجتماع، الذي تمخض عن لغة تهديد عالية، جوبهت جنوباً باهتمام سياسي وعسكري وإعلامي كبير، وبدأت حوارات ولقاءات سياسية وقبلية متفرقة في عددٍ من المحافظات، للاستعداد لمواجهة أي غزو جديد للجنوب المحرر.

حضرموت في الواجهة
محافظة حضرموت كبرى محافظات الجنوب واليمن عموماً، كانت أولى المحافظات التي استشعرت خطر عودة الميليشيات الحوثية إلى الجنوب، مع أنها بالأساس لم تتعرض هي ومحافظة المهرة لاحتلال الحوثيين عام 2015.

وفي هذا الصدد رأس محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن فرج البحسني، اجتماعاً ضمّ القادة العسكريين بقيادة المنطقة العسكرية الثانية، وقادة الألوية والوحدات العسكرية التابعة لها، لوضع التدابير الأمنية والعسكرية لمواجهة أي ظروف مقبلة قد تمسّ أمن المحافظة، في إشارة إلى التحرّكات الحوثية الأخيرة.

وفقاً لوسائل إعلام حضرمية، حثّ البحسني القادة العسكريين على مضاعفة الجهود، ورفع مستوى اليقظة والجاهزية لمواجهة أي مخاطر ربما تحدق بحضرموت وأهلها ومقدراتها الوطنية خلال الحرب الدائرة، داعياً القادة إلى توفير المناخ الجيد للجنود المنتسبين إلى ألويتهم ووحداتهم العسكرية.

حرب استنزاف
واستبعد الكاتب والمحلل السياسي فتحي بن لزرق، عودة الحوثيين إلى المحافظات الجنوبية، خصوصاً أنهم لم يتمكنوا بعد من السيطرة على محافظة مأرب الغنية بالثروة النفطية والغازية.

واستدرك لزرق، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "ذلك لا يعني عدم عودة الحوثيين إلى الجنوب، لكن لن يحدث إلا بعد سقوط مأرب بيدهم أولاً".

وأضاف، "القوة العسكرية الحوثية عند احتلالها مأرب، قد تكون مركزاً لانطلاقها نحو المحافظات الجنوبية"، متوقعاً أن يواجه الحوثيون "صعوبة عند تقدمهم جنوباً من المقاومة الشعبية، وهي المقاومة المنطلقة من عقيدة أهل الأرض، التي لن تقبل بالحوثي، وبالتالي إن حدث تقدّم للحوثيين ستستمر المعارك، وستستعر بين الحوثيين وأبناء المحافظات الجنوبية، الذين سيقاتلون بشراسة ولن يستسلموا، وبالتالي سيكون الجنوب ساحة لحرب استنزاف طويلة للحوثيين، لأن في الجنوب لا توجد حاضنة شعبية للحوثي، ولا قبول سياسي"، وبالتالي فإنّ حالة الرفض الشعبي والسياسي للحوثي ستتواصل، وسيقاتلون الحوثي، وحتى إذا حقق الحوثي بعض الحضور، فإنه لن يستطيع الصمود أمام المقاومة، وسيهزم كهزيمته الأولى في عام 2015.

رفع معنويات ليس إلا
وقلل نائب رئيس إدارة الإعلام في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، من تهديدات الميليشيات الحوثية بغزو الجنوب، قائلاً "إن تلك التهديدات ما هي إلا مجرد سعي لرفع معنويات مقاتليهم، الذين يتلقون الهزائم المتواصلة في جبهات القتال مع القوات المسلحة الجنوبية، وتحديداً في جبهات الضالع ويافع وكرش والصبيحة وثرة، إضافة إلى الساحل الغربي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعزو صالح، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، صدور مثل هذه التهديدات إلى "محاولة الميليشيات استثمار انتصاراتهم المسرحية على ميليشيات الإصلاح (الذراع اليمنية لجماعة الإخوان المسلمين) التابعة إلى ما يسمّى بالجيش، وإظهار استكمالهم السيطرة على محافظات الشمال، وأنه لم يتبقَ لهم غير الجنوب، مع إدراكهم أن جبهات الجنوب ليست كجبهات الشمال، وأنه لن يكون نزهة، كما اعتادوا في معاركهم مع الإصلاح، بل ستكون جبهات الجنوب محرقة لقواتهم".

وحول تهديدات الجماعة الحوثية للمجلس الانتقالي تحديداً، قال صالح "إن رد الانتقالي على هذه الجماعة عملياً وميدانياً، ويصلهم بكل وضوح في كل الجبهات التي تتقابل فيها قواتنا بقواتهم، ونأمل أنهم وعوا الدرس جيداً، فنحن لا نعتدي على أحد، لكننا سنقطع اليد التي تعتدي علينا"، لافتاً إلى أنّ "جبهات المقاومة الجنوبية الحدودية في الضالع ويافع والصبيحة وثرة، متماسكة وتحقق تقدماً مستمراً، وتسجّل انتصارات متتالية من دون أن يتمكّن العدو من تحقيق أي اختراق، وتقدم في كل المواقع التي ترابط فيها القوات الجنوبية، وتتمتع بجاهزية عالية ومعنويات مرتفعة، وهي قادرة على الدفاع عن الأراضي الجنوبية، ومواجهة أي مخاطر تتهدد الجنوب، والمقاتلون لديهم من العقيدة القتالية والاستعداد للدفاع عن وطنهم ما يكفي لردع أي متطاول، وتجارب السنوات الخمس الماضية خير دليل".

الدفاع عن المشروع العربي
وشكك المحلل السياسي والاستراتيجي العميد ركن مساعد الحريري في عودة الحوثيين إلى احتلال محافظات جنوب اليمن مرة أخرى، بعد أن تلقوا درساً قاسياً عام 2015، عندما تمكّنت القوات الجنوبية وخلال أشهر معدودة، وبفضل عملية عاصفة الحزم التي قادتها السعودية والإمارات، من دحرهم من عدن وعدد من محافظات الجنوب.

وزاد الحريري، في حديثه إلى "اندبندنت عربية"، "المقاومة الجنوبية التي استطاعت أن تطرد قوات الحوثي والرئيس السابق علي صالح من عدن والجنوب خلال الأشهر الأولى من الحرب، كانت درساً كافياً سيتذكّره الحوثيون مدى حياتهم، ولن يتجرؤوا على العودة إلى غزو الجنوب أو التفكير بذلك، لا سيما أنهم تكبدوا مزيداً من الخسائر المادية والبشرية، ودفعوا ثمناً باهضاً، إضافة إلى ذلك أنهم وخلال خمس سنوات مضت فشلوا في اقتحام بقية الجبهات الجنوبية الصامدة في كل من الضالع وثرة ويافع والصبيحة".

وأضاف، "سيطرة الحوثيين الأخيرة على محافظة الجوف، وأجزاء واسعة من جبهة نهم ليس بجديد، فالجماعة المدعومة من إيران مسيطرة بطريقة غير مباشرة على هذه المناطق بتفاهمات غير معلنة مع قيادات محسوبة على الجيش، وما يحدث ما هو إلا استكمال للسيطرة والتوسع".

وأكد أن الجنوب "سيبقى مدافعاً عن أرضه وعقيدته التي يؤمن بها، ومدافعاً عن المشروع العربي في وجه الأطماع الإيرانية بالمنطقة، ولن تسمح قبائل الجنوب بعودة الحوثي مجدداً مهما كلّفها ذلك من تضحيات، على عكس قبائل المحافظات الشمالية التي خضع غالبيتها للحوثيين منذ بداية الانقلاب، وفضّلت الاستسلام على المقاومة".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي