Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مزاعم جونسون حول أوروبا أسهمت في سقوط تاتشر

يصف موثّق ادعاء رئيس الوزراء عن التكامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي حفّز تاتشر على إلقاء خطابها الشهير، بأنه "لم يكن دقيقاً"

رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر تتحدث خلال مؤتمر صحفي في 1975 إبان الاستفتاء على انضمام بريطانيا إلى أوروبا (غيتي ) 

تشير وثائق تعود إلى عهد رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر كُشف أخيراً عنها، إلى أن ادّعاءً مثيراً للجدل أورده بوريس جونسون في مقال صحافي يتعلّق بالاتّحاد الأوروبي، ربما يكون قد أدّى عن غير قصد إلى سقوط "المرأة الحديدية".

وتُظهر الوثائق الصادرة في أواخر أيام تاتشر في الحكم، أنها دوّنت ملاحظةً عن موضوع مكتوب عن جاك ديلور، رئيس المفوضية الأوروبية آنذاك، في صحيفة "ديلي تلغراف"، كان قد أعدّه جونسون خلال فترة عمله مراسلاً في بروكسل.

وفي المقال المنشور في 24 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1990 تحت عنوان "حق بريطانيا في الفيتو يواجه الرفضٍ في خطة ديلور"، كتب جونسون "قال السيد ديلور إن الخطط تهدف إلى تمهيد الطريق أمام إنشاء اتّحاد لأوروبا، وقيام دولة كبرى تكون المفوّضية في بروكسل حكومة تنفيذية لها، ومجلس الاتحاد الأوروبي كمجلس الشيوخ".

واكتشف المؤرشفون أن هذا المقال أخذ طريقه إلى الصندوق الأحمر لرئيسة الوزراء التي عُرفت بتفحّصها الدقيق لوثائق الإحاطة التي كانت تردها يومياً. وبعدما عاينته كما يبدو، مضت  لتُبرز العنوان الرئيس والقسم الذي يحدّد جهود الدفع باتجاه إقامة اتّحاد أكثر تقارباً والتي بدا أن ديلور كان يقودها، ووضعت خطين إلى جانب كلّ منهما.

وبعد ستة أيام فقط، كانت مارغريت تاتشر تستعدّ لإلقاء خطابها الشهير باللاءات الثلاث في مجلس العموم، في عرض جريء لوجهة النظر المشكّكة بأوروبا، قالت فيه إن "رئيس المفوضية السيد ديلور قال في مؤتمر صحافي في يوم أخير إنه يريد أن يكون البرلمان الأوروبي هو الهيئة الديمقراطية للمجتمع، ويريد أن تكون المفوّضية هي الهيئة التنفيذية، ويريد أن يكون مجلس الاتحاد الأوروبي مجلساً للشيوخ. والجواب هو لا، لا، لا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويُعتقد أن الخطاب كان إحدى اللحظات الحاسمة في إطار سقوط "المرأة الحديدية"، إذ أثار خصوماتٍ متزايدة داخل الحزب حول موقعه من أوروبا. وردّاً على الخطاب والموقف الذي عبّر عنه، استقال السير جيفري هاو من منصبَيْه كرئيس لمجلس العموم ونائب لرئيس الوزراء وألقى خطاب استقالة مدمّر، أدى عملياً إلى وضع حدّ لولاية رئيسة الوزراء.

ومع ذلك، أُقرّ بأنّ مقال جونسون لم يعكس حقيقة الأمر. فبعد يومين من نشر المقال، لفتت مذكّرة كتبها ريتشارد غوزني المسؤول المتقدم في وزارة الخارجية البريطانية وأُرسلت إلى تشارلز باول، السكرتير الخاصّ لتاتشر، ويرجَّح أنها رأتها، إلى أن "رأي المفوّضية نفسها... لا يحتوي على ما نقلته صحيفة ’ديلي تلغراف‘ عن ديلور... فرأيها لا يقترح أي تغيير جذري في الخطط المؤسّسية الراهنة للمجموعة الأوروبية، على الرغم من أنه يحتوي على الكثير من الفظائع الأخرى".

وقال كريس كولينز من "مؤسّسة أرشيف مارغريت تاتشر" التي تضع الوثائق في متناول الجمهور، إن مقال جونسون "لم يكن دقيقاً تماماً" وإن تاتشر ربما كانت على علم بذلك.

وأضاف، لكنه مع ذلك شكّل جزءًا من قضية متنامية ضدّ أوروبا عمل حزبها على تعزيزها. وتابع أن "كثيرين من المحافظين قرأوا مقالاتٍ كتلك التي كتبها بوريس جونسون، وأنا متأكد من أنها لم تكن الوحيدة التي كُتبت في ذلك الوقت، وكانوا يقولون: ’نعم‘، هذا ما يتطلّع إليه هؤلاء الرجال في بروكسل".

وأردف كولينز أن "هذه الضغوط كانت موجودةً حول تاتشر، وكانت تسير على هذا الطريق الرهيب الصعب للغاية. ليس من الواضح أنها كانت تريد ما يمكن وصفه بالحرب. ومع ذلك، فهي تشعر بكثير من هذه الأشياء أيضاً وكان عليها أن تسلك هذا الطريق المعوجّ".

وختم "بينما لا أقول إنّ هذا هو سبب سقوطها أو أي شيء من هذا القبيل، فسيكون من السخافة بمكان قول ذلك، فإن القوى التي أسهمت في سقوطها قد انكشفت نوعاً ما بسبب هذا المقال".

© The Independent

المزيد من دوليات