Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردنيون يواجهون "كورونا" بـ "الشماغ" واليانسون... والسخرية

بدأ تجار باحتكار مجموعات كبيرة من الأقنعة والكمامات لبيعها بأسعار مضاعفة

"الشماغ" لباس تقليدي للرجال في الأردن (حمزة مزرعاوي)

تحاول السلطات الأردنية جاهدة إبقاء الأراضي الأردنية خالية من فيروس "كورونا" المستجد عبر سلسلة إجراءات وقائية واحترازية، إلا أن لبعض المواطنين الأردنيين رأياً آخر وقناعات خاصة حول الطريقة المثلى لمواجهة هذا الفيروس الذي تحول إلى وباء عالمي. وكغيرها من الدول العربية، شهدت الأردن العديد من المفارقات والكثير من الجدل والسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ لا تحظى الاستعدادات الرسمية لمواجهة الفيروس برضى المواطنين على الرغم من خلو المملكة حتى اللحظة من تسجيل أية إصابة بالمرض.

الاستعدادات شملت تشكيل لجنة طوارئ والإعلان عن تجهيز مستشفيين للعزل ومصانع للكمامات الطبية ومنع دخول مواطني الدول التي سجلت إصابات بالفيروس، فضلاً عن وضع أية حالات مشتبه فيها في الحجر الصحي. لكن ذلك لم يبدد مخاوف الأردنيين إذ أبدى حوالى 65 في المئة منهم في استطلاع تلفزيوني قلقهم من وصول المرض إلى الأراضي الأردنية عاجلاً أم آجلاً.

وأكدت وزارة الصحة الأردنية خلو الأردن من فيروس "كورونا"، وقالت إن عدد الحالات الموجودة حالياً في الحجر الصحي والتي وصلت إلى الأردن من مناطق ينتشر فيها الفيروس المستجد 19 شخصاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"الشماغ" بدلاً من الكمامة

لكن تصريحات أطلقها وزير الصحة الأردني سعد جابر، قال فيها إن ارتداء اللباس التقليدي الأردني "الشماغ"، يقوم بدور الكمامة في الوقاية من فيروس "كورونا"، أثارت جدلاً وتهكماً في الوقت ذاته بين الأردنيين، إذ أصر الوزير الأردني في لقاء على شاشة التلفزيون الرسمي على أن "الشماغ" فعال مثله مثل الكمامة، ويغني عنها عندما يغسل ويعقم بشكل دوري.

الوزير طالب الأردنيين بلبس "الشماغ" منعاً للتقبيل، وهي ظاهرة أردنية منتشرة بكثافة خصوصاً في المناسبات الاجتماعية، ولاحقاً، أوضح الوزير الأردني تفاصيل تصريحه، قائلاً عبر إذاعة محلية إن استخدام الكمامات أو "الشماغ" لا يحمي من المرض، وإنما يحمي مَن هم حول المصاب من انتقال العدوى له.

لكن منظمة الصحة العالمية ردت، أن نصيحة الوزير الأردني غير صحيحة، وجاء رد المنظمة بعد استفسارات من القائمين على برنامج "بي بي سي ترندينغ"، وقالت المنظمة العالمية إن الكمامة لا تصنع من الأقمشة العادية التي تصنع منها الملابس لذلك فإن "الشماغ" غير فعال.

هل "الشماغ" يحمي؟

يوضح المستشار الصحي الدكتور أسامة أبو الرب حقيقة الجدل حول ما إذا كان "الشماغ" فعلاً يحمي من "كورونا" أم لا؟ فيقول إن دراسة نشرت في مجلة "بي إم جي أوبن" (BMJ open) عام 2015، قارنت بين فعالية الأقنعة القماشية مقارنة بالأقنعة الطبية لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية، وأجراها البروفيسور سي راينا ماكنتاير وباحثون آخرون.

وحذرت الدراسة من استخدام أقنعة القماش، وقالت إن تجميع القناع الرطوبة وإعادة استخدامه وضعف تصفية الهواء قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بعدوى. لكنه استدرك قائلاً "الشماغ يختلف عن قناع القماش، ولكنه يشبهه، وهناك مخاوف من أن لفه حول الوجه غير قادر على حماية الشخص أو من حوله، لأن "الشماغ "لا يوفر عزلاً محكما للوجه، وليس مصمماً لتصفية الهواء، كما أنه قد يمتص الرطوبة ويوفر بيئة خصبة للجراثيم، ما قد يزيد خطر المرض لدى الشخص نفسه ومن حوله".

ويوصي أطباء أردنيون ومختصون في الصحة العامة من بينهم الدكتور أسامة أبو الرب بارتداء قناع التنفس "إن 95" الذي يحمي من فيروس "كورونا"، وهذا القناع أكثر سمكاً من القناع الجراحي، ولكن يجب ارتداؤه بطريقة معينة. وبحسب المختصين، فإن هذا القناع في حال استخدامه بشكل صحيح، فعال ضد البكتيريا والغبار المعلق، ويحبط انتشار الأمراض مثل إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور والسل والإنفلونزا، ويستخدم عادة في المستشفيات والمعامل.

تجارة الهلع والجهل

من جهة ثانية، بدأ تجار أردنيون باحتكار مجموعات كبيرة من الأقنعة والكمامات في السوق الأردنية لبيعها بأسعار مضاعفة لاحقاً، وشهدت الصيدليات الأردنية إقبالاً لافتاً على شراء الكمامات الطبية ومعقمات الأيدي وكل ما يمت لرفع مناعة الجسم بصلة من أدوية ومستحضرات. واستثمار الهلع من فيروس "كورونا" لم يقتصر على بعض التجار وإنما طال بعض الأطباء الذين نشروا إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعون فيها قدرتهم على علاج الفيروس في حال الإصابة به.

وأعلنت إدارة موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي نيتها حظر الإعلانات المضللة للمستخدمين، والتي تهدف لاستغلال أزمة تفشي الفيروس وتحقيق مكاسب مالية.

وقال الموقع في بيان إنه حظر إعلانات "لمنتجات تشير إلى فيروس "كورونا" بهدف إثارة الذعر أو من أجل الإعلان عن أن منتجات تضمن الشفاء من الفيروس أو الوقاية منه"، وأضاف الموقع "على سبيل المثال، سوف يتم منع الإعلانات التي تشير إلى أن أقنعة وجه معينة هي الوحيدة التي ما زالت متوفرة أو الزعم بأنها تضمن منع تفشي الفيروس".

وأوضح الموقع أنه مستمر في عمله للحد من انتشار المعلومات المضللة والمحتوى الضار بشأن الفيروس بالتزامن مع العمل على توصيل المعلومات التي تصدرها الهيئات الصحية المتخصصة.

ويؤكد بعض أصحاب محلات العطارة والطب الشعبي تحدثت إليهم "اندبندنت عربية" تزايد الإقبال على شراء أعشاب يعتقد بعض المواطنين أنها تسهم في علاج فيروس "كورونا" مثل "اليانسون" و"حبة البركة".

 السخرية حاضرة

ولتبديد المخاوف من قدوم "كورونا" إلى الأردن زجّ الناشطون الأردنيون على وسائل التواصل الاجتماعي بالكثير من السخرية، من خلال تغريدات ومنشورات تحمل طابع التهكم في الغالب على الاستعدادات والجاهزية الرسمية المتهمة دائماً بالتقصير.

لكن البعض اعتبر السخرية من هذا الأمر في غير محله، ومن بينهم الناشط محمد الزواهرة الذي اعتبر أن الأمر ليس محط تندر ودعاية بل قضية خطيرة ينبغي التعامل معها بجدية، واعتبر آخرون السخرية مؤشراً إلى الفقر والجهل معاً ومحاولة للتحايل على الأوضاع المتردية، وتدافع الحكومة الأردنية عن نفسها بالقول إن صرامتها وسلامة إجراءاتها هي التي حمت الأردن والأردنيين حتى الآن من الفيروس الذي انتشر في الدول المجاورة لها.

وتبدو الترتيبات الرسمية الأردنية للتعامل مع "كورونا" جادة وحازمة بعد تشكيل لجنة طوارئ رسمية وغرفة عمليات خاصة استعداداً للأسوأ، واتخذت الحكومة قراراً بمنع تصدير كامل أصناف التجهيزات الطبية من الأردن وعبر القطاعين الخاص والعام حفاظاً على المخزون الاستراتيجي الطبي في البلاد.

القرار الصارم ترجم عملياً برفض طلب إسرائيلي لحوالى 100 مليون كمامة طبية من السوق الأردنية، في الوقت الذي كان رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز ينتقد إجراءات وظروف العزل الصحي في المستشفيات الأردنية مطالباً بتحسينها.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة