Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خسائر الأسهم العالمية تضع سوق الأصول الآمنة في مرمى نيران كورونا

يوم صعب والخسائر العنيفة تطارد الذهب... والبلاديوم يهوي بنسبة 13 في المئة

متعاملون في بورصة نيويورك   (رويترز)

في الوقت الذي يسيطر فيه اللون الأحمر الـ"داكن"، على شاشات البورصات وأسواق المال العالمية مع استمرار تداعيات الفيروس القاتل "كورونا"، كانت أعين المستثمرين تراقب سوق الأصول والملاذات الآمنة التي حققت مكاسب صاروخية خلال الفترة الماضية مع ابتعاد المستثمرين عن أسواق الأصول الخطرة خصوصاً أسواق الأسهم والسندات.

لكن الجديد أن تتحول سوق الأصول والملاذات الآمنة إلى الانضمام لضحايا فيروس "كورونا". فخلال تعاملات أمس الجمعة، قاد البلاديوم موجة خسائر حادة في المعادن النفيسة بعدما هوى بنسبة 13 في المئة خلال الجلسة، في حين تراجع الذهب بنسبة 4.6 في المئة متجها صوب أكبر خسارة يومية له في نحو سبع سنوات، مع تسييل المستثمرين الفزعين من فيروس كورونا شتى الأصول. وشملت الخسائر جميع المعادن النفيسة أيضاً، مع هبوط البلاتين بنسبة 6.1 في المئة والفضة بنسبة 7.4 في المئة.

وقال مدير التداول في "يو.إس جلوبال إنفستورز" مايكل ماتوسك، إن "عدداً كبيراً من المستثمرين والمتعاملين عليهم تلبية طلبات تغطية في منتجات أخرى، لذا يبيعون ما بوسعهم بيعه. لهذا تأثر الذهب وأسهم شركات استخراج الذهب. يحاول الناس بيع أي شيء يستطيعون بيعه".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الذهب يسجل أسوأ أداء يومي منذ 2013

في وقت متأخر من جلسة أمس الجمعة، كان السعر الفوري للذهب منخفضاً بنسبة 4.5 في المئة بعدما هوى إلى مستوى 1568.96 دولار للأوقية في أكبر انخفاض مئوي ليوم واحد منذ منتصف 2013. وتحدد سعر التسوية في العقود الأميركية الآجلة على هبوط 4.6 في المئة إلى 1566.70 دولار.

وشهد المعدن النفيس تقلبات حادة خلال جلسات الأسبوع الماضي، إذ سجل أعلى مستوى في سبع سنوات عندما بلغ 1688.66 دولار خلال تعاملات يوم الاثنين الماضي. لكنه الآن بصدد تسجيل أشد انخفاض أسبوعي له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 2016.

ويثير الانتشار السريع لفيروس كورونا المخاوف، مع إعلان ست دول عن أولى حالات الإصابة بها وتحذير منظمة الصحة العالمية من انتشاره في أنحاء العالم. كما يدفع الفزع من الفيروس أسواق الأسهم العالمية صوب أسوأ تراجع أسبوعي لها منذ 2008، إذ محا نحو ستة تريليونات دولار من القيمة السوقية هذا الأسبوع.

وفي المعادن النفيسة الأخرى، نزل البلاديوم بنسبة 10.8 في المئة إلى 2538.21 دولار للأوقية، في أسوأ أداء له منذ الأزمة المالية في 2008، وبعد نزوله بنسبة 12.7 في المئة بوقت سابق من تعاملات أمس الجمعة. وفقد المعدن نحو 390 دولاراً منذ ذروة 2875.50 دولار المسجلة يوم الخميس الماضي.

أيضاً، تراجع البلاتين بنسبة 5.5 في المئة ليسجل مستوى 849.63 دولار، ويواجه أسوأ تراجع أسبوعي له منذ 2008. كما هوت الفضة بنسبة 7.2 في المئة إلى 16.43 دولار للأوقية، وأصبحت بصدد أسوأ أسبوع لها منذ عام 2011.

تأتي هذه الخسائر في الوقت الذي رفع فيه بنك "غولدمان ساكس" من توقعاته لأسعار الذهب إلى 1800 دولار للأوقية مع استمرار انتشار فيروس كورونا.

وفي مذكرة للعملاء خلال الأسبوع الماضي، قال المحلل في "غولدمان ساكس"، ميخائيل سبوجيس، إنه "في حالة استمرار انتشار الفيروس حتى الربع الثاني، فقد نرى الذهب أعلى 1800 دولار للأوقية". ولفت إلى أن الذهب تفوق على عملات الملاذ التقليدية بما في ذلك الين الياباني والفرنك السويسري، باعتباره الملاذ الأخير.

وتوقع البنك الأميركي أن ترتفع أسعار الذهب إلى 1700 دولار للأوقية خلال ثلاثة أشهر، وإلى 1750 دولاراً في ستة أشهر. ويتم تداول الذهب بالقرب من أعلى مستوى في 7 سنوات بدعم تزايد من حالات الإصابة بفيروس كورونا في جميع أنحاء العالم مما يهدد النمو الاقتصادي العالمي.

موجة تصحيح تقود أسواق الأسهم إلى جلسة صادمة

ومنذ يوم الخميس الماضي، دخلت أسواق الأسهم الأوروبية والأميركية مرحلة تصحيح جديدة، مع فقدانها أكثر من 10 في المئة من قيمتها خلال تداولات الأسبوع الماضي، فيما فقدت الأسواق العالمية أكثر من 3 تريليونات دولار، مع توقعات بأن تسجل الشركات الأميركية أسوأ أداء ونتائج أعمال في تاريخها لتقترب أرباحها من مستوى الـ"صفر" خلال العام الحالي بسبب تداعيات فيروس "كورونا" القاتل.

وأشارت مذكرة "غولدمان ساكس" إلى أن الشركات الأميركية لن تحقق نمواً في الأرباح خلال العام الحالي، نتيجة تفشي فيروس الكورونا. وقال كبير استراتيجيي الأسهم في البنك الأميركي، ديفيد كوستين، "لقد قمنا بتحديث نموذج الأرباح الخاص بنا ليشمل احتمال انتشار الفيروس".

وخفض البنك الاستثماري الأميركي تقديرات متوسط نصيب الأسهم من الأرباح في العام الحالي إلى 165 دولاراً، من التوقعات السابقة عند 174 دولاراً للسهم، مما يمثل نمواً صفر في المئة مقارنة بالأرباح المحققة خلال العام الماضي.

وأضاف "غولدمان ساكس"، "خفض توقعات الأرباح يرجع إلى التراجع الحاد في النشاط الاقتصادي الصيني في الربع الأول، وانخفاض الطلب النهائي للمصدرين الأميركيين، وتعطيل سلسلة التوريد للعديد من الشركات، وتباطؤ النشاط الاقتصادي الأميركي، وزيادة عدم اليقين في الأعمال".

وفي الوقت الحالي، تعانى أسواق الأسهم الأميركية خسائر فادحة على مدار الجلسات الماضية، بفعل القلق من تأثير انتشار كورونا في العديد من بلدان العالم. وحذرت الكثير من الشركات الأميركية العملاقة مثل مايكروسوفت وآبل وأديداس بعدم الوفاء بتوقعات إيرادتها السابقة خلال الربع الأول من العام الحالي.

أكبر خسائر أسبوعية للأسهم منذ 2008

أمس، تراجع المؤشر "ستاندرد آند بورز 500" للجلسة السابعة على التوالي، ليكابد المؤشر القياسي أكبر خسارة أسبوعية له منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 بفعل المخاوف المتنامية من أن يفضي فيروس كورونا سريع الانتشار إلى ركود اقتصادي، وإن قلصت الأسهم خسائرها في ختام الجلسة.

وهبط المؤشر "داو جونز" الصناعي 356.88 نقطة بما يعادل 1.39 في المئة إلى 25409.76 نقطة، وفقد ستاندرد آند بورز 24.7 نقطة أو 0.83 في المئة ليسجل 2954.06 نقطة، وزاد المؤشر ناسداك المجمع 0.89 نقطة أو 0.01 في المئة ليصل إلى 8567.37 نقطة.

كما ختمت الأسهم الأوروبية تعاملات الأسبوع الماضي منخفضة بنحو 1.5 تريليون دولار في أسوأ أداء أسبوعي لها منذ الأزمة المالية في 2008 حيث أدى الانتشار السريع لفيروس كورونا خارج الصين إلى عمليات بيع مطردة تخوفاً من ركود اقتصادي.

وتراجع المؤشر الأوروبي "ستوكس 600" بنسبة 3.5 في المئة لتصل خسائره إلى 13.2 في المئة منذ الذروة القياسية التي سجلها يوم الأربعاء من تعاملات الأسبوع الماضي.

وقال مدير استراتيجية الاستثمار في "يونيون إنفستمنت" فيليب بروجر، إن "حركة تعاملات أمس وحركة الأسبوع مدفوعتان بتدفقات شاملة وذاتية. لاحظنا قدراً هائلاً من تقليص المراكز خلال تعاملات الأسبوع الماضي".

وتراجع جميع مؤشرات القطاعات الأوروبية تراجعاً كبيراً، مع تصدر الكيماويات والتأمين والاتصالات خسائر يوم الجمعة، بانخفاضها أكثر من أربعة في المئة لكل منها. وكان سهم باسف الألمانية من أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر الكيماويات بعد أن حذرت من استمرار تراجع أرباحها هذا العام. وجاء أداء أسهم السفر والترفيه أسوأ بكثير من نظيراتها على مدار الأسبوع، حيث انخفضت نحو 18 في المئة.

وكانت شركات الطيران هي الأشد تضرراً، مع تفاقم الوضع بعد أن قالت آي.إيه.جي مالكة الخطوط الجوية البريطانية إن أرباحها ستتأثر سلباً هذا العام في ضوء تهاوي أعداد المسافرين. ونزل السهم بنسبة 8.4 في المئة خلال تعاملات أمس الجمعة، في حين انخفضت أسهم منافساتها إيزي جت وإير فرانس ولوفتهانزا بين 0.9 و6.4 في المئة.

وانخفضت الأسهم المدرجة في بورصة ميلانو بنسبة 3.6 في المئة. كما تراجعت الأسهم الألمانية بنسبة 3.9 في المئة مع ارتفاع عدد الحالات المصابة بفيروس "كورونا" في ألمانيا إلى 60. وكان سهم "ميونخ ري" للتأمين من بين الأسوأ أداء يوم الجمعة بعد تراجع أرباح الربع الرابع للشركة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد