Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيروس كورونا قد جاء ليبقى وأقنعة الوجه لن توقف انتشاره بالضرورة

السلطات العالمية لا تكفي لضمان سلامتنا وثمة إجراءات عامة تفيد في الوقاية

هل يصبح كورونا جزءاً من تقاليد الحياة اليومية، على غرار ما حصل في كرنفال "ثلاثاء الملوك" المتصل بالصوم المسيحي في أميركا؟ (أ.ب.)

يبدو أن العالم يترنح على حافة وباء فيروس كورونا، (أو "فيروس كورونا التنفسي الحاد" الثاني SARS-CoV-2) الذي سيكون من الصعب جداً على العالم احتوائه.

مع استمرار تفشي وباء "كوفيد 19" COVID-19 (المرض الناجم عن فيروس كورونا) في الصين، لوحظت حالات انتشار جديدة في شرق آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، على الرغم من صلاتها المحدودة مع المناطق التي تضررت أكثر من سواها في بداية موجة العدوى، ما يشير إلى مستوى مقلق من التفشي الخفي.

ومع ذلك، لا يوجد لقاح أو أدوية محددة من النوع المُضاد للفيروسات، يمكنه علاج فيروس كورونا الذي ظهر في البشر بعد انتقاله من الحيوانات في نهاية 2019، انطلاقاً من مدينة "ووهان" في وسط الصين. ومنذ أوائل شهر ديسمبر (كانون أول)، تأكّد حدوث حوالى 80 ألف حالة على مستوى العالم (معظمها في الصين)، ما أدى إلى وفاة حوالى 3000 شخص مع انتشار الفيروس في ما يزيد على 30 بلداً في أرجاء متفرقة من العالم.

وقد رفعت المملكة المتحدة مستوى خطورة تلك العدوى الفيروسية من منخفض إلى متوسط بعد إجراء اختبار الفيروس على حوالى 7000 شخص ووُجِدَت 13 حالة بينهم، تعافت معظمها من دون تسجيل وفيات.

إذاً، هل سيتحول فيروس كورونا إلى جائحة عالمية؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف سيؤثر الوضع على المملكة المتحدة وكيف يمكننا المساعدة في احتواء الفيروس؟

لقد تطور انتشار فيروس كورونا بشكل سريع خلال الأشهر الثلاثة الماضية وبطرق ربما لم نتنبأ بها. ومن المحتمل أن يستمر هذا الاتجاه غير المتوقع في المستقبل. وبعد انتشاره في مقاطعة وحيدة في الصين، تغيّر الوضع مع انتشار الفيروس في جميع أنحاء تلك البلاد [الصين]، وكذلك اكتشفت دول عدّة اخرى حالات في مسافرين آتين من المناطق الصينية المتأثرة.

في سياق تلك الظروف، اضطرت "منظمة الصحة العالمية" إلى إعلان "حالة طوارئ صحية عمومية ذات اهتمام دولي" ("فِييك" PHEIC)، ما أدرج المرض ضمن فئة خاصة من الأوبئة تضم فيروسات "إيبولا" و"شلل الأطفال" و"زيكا". ومع تطوّر موجة "فِييك" لعدوى فيروس كورونا، لا سيما في بلدان غير الصين، بات محتماً أن تصير الموجة شبيهة جائحة وباء عالمية، ما يزيد إمكانية ظهور حالات فيروس كورونا في مناطق جديدة.

لا شك في أن الدول سوف تستعد لقرب إعلان المرض جائحة عالمية، وتملك خططاً للتخفيف من آثاره على الصحة والمجتمع. ويعتمد اعتبار انتشار المرض جائحة على مدى تفشيه إقليم جغرافي كبير في العالم، مثل شرق آسيا أو أوروبا أو الشرق الأوسط. واستناداً إلى تجربتنا مع جائحات سابقة من فيروسات الأنفلونزا، وقد تكون دراستها مفيدة في مواجهة عدوى فيروس كورونا، يلاحظ وجود ست مراحل لتطور العدوى إلى مرحلة الجائحة العالمية، تبدأ بانتقال المرض من الحيوانات إلى الانسان ثم تتدرج عبر المراحل الستة، وصولاً إلى الجائحة العالمية.

وفي ظل تطور وضع العدوى في الشرق الأوسط وإيطاليا، يبدو أننا الآن بين المرحلتين 5 و6، على الرغم من أن المقياس الذي ينطبق على الأنفلونزا قد لا يناسب فيروس كورونا. لقد شهدت البشرية موجات من الجائحات الوبائية في التاريخ الحديث، بما في ذلك عدوى فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة ("الإيدز")، وعدد من جائحات سببتها فيروسات عائلة الأنفلونزا (وضمنها جائحة "أنفلونزا الخنازير" أو "آتش1 أن1" H1N1 بين عامي 2009 و2010) وسبعة جائحات من بكتيريا الكوليرا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ما الذي يمكن فعله للحد من انتشار العدوى [عندما تكون في مستوى الجائحة]؟

منذ عقود بل قرون، علمت الحكومات عالمياً كيف تستعد لمواجهة الجائحات الوبائية، وتعلّمت أيضاً كيفية التعامل معها بطرق مناسبة. وحتى الآن، أدّت المملكة المتحدة عملاً ممتازاً على ما يبدو فيما يتعلق بفيروس كورونا استناداً إلى عدد الحالات المشتبه فيها التي جرى فحصها مخبرياً وتحديد الحالات الإيجابية، مع الإخماد السريع لانتقالها. وتشمل أدوات الاستجابة للجائحات، الكشف السريع وتتبع الاتصال والعلاج والحجر الصحي أو العزل وتخزين المعدات والأدوية. في المقابل، لا شك في وجود تفاوتات كبيرة في القدرات بين البلدان، وفق ما يُلاحظ في إيطاليا وإيران اللتان فشلتا بوضوح في منع تسلل الحالات الأولية للفيروس عبر حدودهما. يُضاف إلى ذلك، تزايد الحالات المُسجّلة في مناطق جغرافية مختلفة (كأوروبا والشرق الأوسط) ستجعل الاحتواء العالمي للعدوى تحدياً كبيراً حتى بالنسبة للمملكة المتحدة.

إذا ترسّخ فيروس كورونا الجديد في المملكة المتحدة، فهناك أيضاً أمور يمكن للجميع القيام بها للمساعدة في السيطرة على انتشار العدوى وتقليل الاضطرابات المجتمعية. ولأن الفيروس ينتشر بسهولة عبر المسار التنفسي، فإن الحرص على النظافة الجيدة، بما في ذلك تغطية الأنف والفم أثناء السعال والعطس، والتخلص بسرعة من المناديل المستخدمة وغسل اليدين جيداً وبشكل منتظم قبل ملامسة الوجه وترك مسافة اجتماعية مع الناس عن طريق تقليل ملامسة الأشخاص إذا شعرت بتوعك يشمل أعراض نزلة الزكام أو أعراض الإنفلونزا، تشكّل كها أفضل وسائل في الوقاية اليومية. هناك القليل من الأدلة على أن ارتداء أقنعة الوجه سيساعد على حمايتك. ويضاف إلى ذلك، أنه يتوجّب على أرباب العمل أن يخططوا مقدماً لإمكانية حدوث حالات مرض بفيروس كورونا بين الموظفين.

وبصورة عامة، لا يتحسن وضع فيروس كورونا، بل يزداد خطورة مع مرور الأيام والأسابيع. ومع ذلك وبغض النظر عما يحدث، لا يبعث الوضع أيضاً على الذعر، وثمة بريق من الأمل في المشاركة السريعة للبحوث العلمية والطبية والإجراءات التي نهضت بها بلدان مختلفة في سياق محاولتها احتواء الانتشار فيروس كورونا.

إذاً، تملك الحكومات في جميع أنحاء العالم خططاً في إطار التحضير لمواجهة الجائحات الوبائية، وثمة إجراءات حقيقية للغاية يستطيع كل واحد منا النهوض بها للحد من انتشار العدوى وتقليل تأثيرها على المجتمع بشكل عام. إننا بحاجة إلى اغتنام كل فرصة للتعلّم قدر الإمكان عن فيروس كورونا للمساعدة في فهم عدواه، وكيف يتسبّب بالمرض وكيفية إيقافه أيضاً. ستكون هناك حاجة إلى لقاحات آمنة وفاعلة، وكذلك أدوية مضادة للفيروسات قد تستغرق أشهر عدة كي تظهر، إذا استمرت العدوى في الانتشار، مع احتمال حقيقي أن يكون فيروس كورونا قد جاء ليبقى معنا.

( كونور بامفورد عالم فيروسات في "معهد ويلكوم فولفسون للطب التجريبي"، في "جامعة كوينز بلفاست")

© The Independent

المزيد من آراء