Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تحذر من سرعة تفشي فيروس كورونا 

9 وفيات و400 مصاب واجتماع طارئ لمنظمة الصحة العالمية

ينتقل الفيروس عبر الجهاز التنفسي (غيتي)

أعلنت السلطات الصينية اليوم الأربعاء أنّ حصيلة فيروس كورونا المستجدّ الذي يتفشّى في الصين، ارتفعت إلى 9 وفيات، وأكثر من 400 مصاب في عموم أنحاء البلاد، محذّرة من خطر انتشاره بصورة أسرع لقدرته على التحوّل.

وقال نائب وزير اللجنة الوطنية للصحة لي بين خلال مؤتمر صحافي، إنّ الفيروس الذي ينتقل عبر الجهاز التنفسي "يمكن أن يتحوّل وأن ينتشر بصورة أسرع".
 
انتشار
وامتد التفشي إلى ثلاث دول آسيوية أخرى ووصلت إلى الولايات المتحدة حيث سجّلت أمس الثلاثاء أول إصابة بالمرض، يخشى أن تتحوّل إلى وباء لا سيّما وأنّ انتشار الفيروس يتزامن قرب حلول احتفالات رأس السنة الصينية التي تشهد تنقل الملايين.
وينتمي الفيروس الجديد إلى سلالة فيروسات "كورونا" المسبّبة لمتلازمة "سارس"، بحسب منظمة الصحّة العالمية التي ستعقد اجتماعاً طارئاً اليوم، لتحديد ما إذا كان مناسباً إعلان "حال طوارىء صحيّة ذات بعد دولي"، وهو التدبير الذي يتّخذ عادة للتصدّي للأوبئة الأكثر خطورة.
وأعلنت اللجنة الوطنية الصحيّة في بيان عن تدابير لاحتواء المرض منها التطهير والتهوية في المطارات ومحطات القطارات ومراكز التسوق.
وأضاف البيان "عند الحاجة، ستجرى فحوصات الحرارة في مناطق رئيسية في الأماكن المزدحمة".
وظهر الفيروس الجديد في مدينة ووهان وسط الصين حيث كثفت السلطات من عمليات فحص حرارة الركّاب في المطار ومحطّات القطارات والطرق السريعة، في حين ألغي حدث ضخم، كان مقرّراً لمناسبة رأس السنة القمرية ويشارك فيه مئات آلاف الأشخاص.
في سياق متصل، قال متحدث باسم المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إنه تم في مدينة سياتل تشخيص إصابة شخص قادم من الصين بفيروس كورونا المتفشي في مدينة ووهان الصينية.
 
دول آسيوية
في سياق متصل، عززت دول آسيوية تدابيرها الرقابية لمواجهة انتشار الفيروس الجديد. ومن بانكوك إلى هونغ كونغ وسنغافورة وسيدني، عززت السلطات إجراءاتها الرقابية على الرحلات الواصلة من المناطق التي ينتشر فيها المرض، بعدما أكدت الصين أن الفيروس المنتمي لمجموعة فيروسات الكورونا قابل للانتقال بين البشر.
بدورها، أعلنت روسيا التي يقصدها مليون ونصف مليون صيني سنوياً عن تشديد اجراءاتها.
وفي مطار شيرميتيفو، وهو الأكبر في روسيا، يتم رصد درجة حرارة الركاب من الصين على متن الطائرات باستخدام الكاميرات الحرارية.
وأعلنت تايوان اكتشافها أول إصابة بالفيروس لدى امرأة تبلغ من العمر 50 سنة، وصلت مطار تاويون في العاصمة تايبيه وهي تعاني من حرارة مرتفعة والتهاب بالحلق، وأبلغت سلطات الحجر الصحي بعوارضها، وفق ما أعلن مركز مكافحة الأوبئة.
 

ما هو هذا الفيروس؟

هذا الداء نوع جديد من عائلة فيروس كورونا التي تضم عدداً كبيراً من الفيروسات. وتسبب هذه الفيروسات أمراضاً غير مؤذية لدى الإنسان مثل الزكام، لكنها أيضاً مصدر لأمراض أكثر خطورة مثل السارس (متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد).
والفيروس قريب من الوباء الذي تسبب بالسارس عامي 2002 و2003 وأسفر عن 744 حالة وفاة في العالم (بينهم 349 في الصين القارية و299 في هونغ كونغ) من أصل 8096 إصابة بحسب منظمة الصحة العالمية.
من الناحية الوراثية هناك "80 في المئة من أوجه الشبه بين الفيروسين" كما قال البروفسور أرنو فونتانيه المسؤول عن وحدة علم الأوبئة للأمراض الجديدة في معهد باستور بباريس لوكالة الصحافة الفرنسية. وكلا الفيروسين يتسببان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي.
وأطلعت الصين الأوساط العلمية الدولية على التسلسل الجيني للفيروس الجديد.
 
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن حيوانا هو "المصدر الأولي الأكثر ترجيحا" للفيروس "مع انتقاله بشكل محدود بين البشر من خلال إتصال وثيق".
وكشف الفيروس في ووهان (وسط الصين) في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لدى مرضى يعملون في سوق لبيع الأسماك وثمار البحر بالجملة أغلق مطلع الشهر الجاري.
وأكدت الصين على لسان العالم زهونغ نانشان العضو الذي يحظى بنفوذ في لجنة الصحة الوطنية أن الفيروس يتفشى بين البشر.
في المقابل، تقول الطبيبة ناتالي ماكديرموت من جامعة كينغز كوليدج في لندن إن الفيروس يتفشى عبر قطرات صغيرة جدا تنتشر في الهواء عند العطس أو السعال.
ونشر أطباء في جامعة هونغ كونغ دراسة حول تفشي الفيروس مقدرين بـ 1343 العدد المرجح للإصابات في ووهان. وهذا الرقم مماثل للحالات التي قدرتها جامعة إمبيريال كوليدج في لندن الأسبوع الماضي.
ويتخطى التقديران الأرقام الرسمية التي تشير إلى نحو 400 حالة مع مراقبة 922 مصابا في المستشفيات الصينية.
 
وعوارض الوباء أقل خطورة من تلك الخاصة بالسارس. وبحسب سلطات ووهان، هناك 25 مريضا على الأقل بين الأشخاص الـ 200 المصابين في المدينة غادروا المستشفى.
وأعلن العالم زهونغ الذي ساعد في تقييم حجم تفشي وباء السارس في عام 2003 أنه "يصعب مقارنة هذا الوباء مع السارس". وأضاف "أنه خفيف والرئتان لا تتأثران كما يحدث مع السارس".
من جهته، صرح البروفسور أنطوان فلاهو مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف لوكالة الصحافة الفرنسية، "لكن هذا الأمر يثير قلقا أكبر" لأن الأفراد سيتمكنون من السفر قبل كشف العوارض.
وسيتنقل مئات ملايين الأشخاص في الصين للإحتفال مع أسرهم بعيد رأس السنة الذي يبدأ السبت.
وقال الطبيب جيريمي فرار مدير مؤسسة "ويلكوم تراست" البريطانية إن "ووهان مركز رئيسي ومستوى اليقظة يجب أن يبقى مرتفعاً لأن الاحتفالات برأس السنة الصينية الذي يقترب تعني السفر".
وتعقد منظمة الصحة العالمية الأربعاء اجتماعا طارئا لتحديد ما إذا يجب إعلان "حالة الطوارىء الصحية العالمية" وهو ما حصل مع تفشي السارس. وهذا الأمر يستخدم فقط في حال تفشي الأوبئة الأخطر.
ولم تستخدم المنظمة هذا التوصيف إلا في حالات نادرة لتفشي أوبئة تستلزم تحركا قويا عالميا كإنفلونزا الخنازير (أتش1 أن1) عام 2009 وفيروس زيكا عام 2016 وحمى إيبولا التي ضربت غرب افريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديموقراطية منذ 2018.

المزيد من دوليات