أجبر رد فعل عنيف صدر عن الأهالي مدارس على إجراء تغييرات على خططها لتقديم وجبات غداء نباتية حصراً للتلاميذ.
واشتكت العائلات من قلة خيارات الطعام المتاحة للتلاميذ بعدما قالوا إن أبناءهم يظلون جائعين. كما قامت إحدى المدارس بتقديم خيار يحتوي على اللحوم بعدما ادعى بعض الآباء أن بناتهم كن "يتضورن جوعاً" عند عودتهن إلى المنزل، وكن يتوجهن لتناول الطعام في ماكدونالدز لأنهن لا يردن تناول وجبة الغداء الخاصة بهن.
في هذه الأثناء، تقدم مدارس أخرى الآن وجبات نباتية أكثر ملاءمة للأطفال في وقت الغداء لترغيب التلاميذ وتقليل هدر الطعام بعدما أخذ الأطفال يتجنبون تناول الكينوا والكوسة.
لا تزال المدارس النباتية ظاهرة نادرة نسبياً، ولا سيما في القطاع الحكومي، لكن عدد المدارس الجديدة التي تختار وجبات غداء خالية من اللحوم يزداد من أجل تقليل انبعاثات الكربون.
احتلت مدرسة ذا سوان في أكسفورد، التي افتُتحت في سبتمبر/أيلول عناوين الأخبار العام الماضي لتقديمها وجبات نباتية فقط في وقت الغداء بعد أن زعم الآباء أن أطفالهم كانوا جائعين عند عودتهم إلى المنزل.
وكانت كاي وود، مديرة المدرسة قد أدخلت هذه السياسة للسماح للطلاب والمعلمين الذين لديهم متطلبات غذائية مختلفة أن يتناولوا الوجبة نفسها مع البقية، وكذلك من أجل تقليل الأثر على البيئة.
وقالت للاندبندنت: "كنا نعرف من خلال التحدث إلى الكثير من الناس في المنطقة المحلية والكثير من الأطفال أنهم كانوا يتمتعون بوعي بيئي عال. إن الشباب بشكل عام يهتمون بصورة متزايدة بالاستدامة والقيام بالدور الخاص بهم".
ولكن المدرسة ستقوم الآن بتقديم مجموعة مختلفة من الوجبات النباتية خلال الفصل الدراسي المقبل بعد أن أثار الأطفال والآباء مخاوفهم بشأن خيارات الطعام المتاحة.
وسيتم طرح خيارات مناسبة أكثر للأطفال، مثل المعكرونة بالجبن، لتشجيع المزيد من التلاميذ على تناول وجبات الطعام بعد أن وجدت المدرسة أن الأطفال يتجنبون الخضروات مثل الكوسة.
قالت السيدة وود: "نحن ندرك أن هناك بعض الوجبات التي لا يأكلها الأطفال. هذا ليس سيئاً فقط لأنهم قد يظلون جائعين نوعاً ما ولا يحصلون على التغذية التي يحتاجونها، لكن التأثير الموجع هو أنه يتم رمي الطعام، الأمر غير المرغوب فيه بالنسبة للبيئة."
وتقوم أكاديمة كينغ للقيادة في بولتون، التي افتتحت أيضاً في سبتمبر، وجبات غداء خالية من اللحوم ليكون وعيها البيئي أكبر ولتشجع الأكل الصحي وتضمن أن الطلاب يستطيعون تناول وجبة واحدة سوية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن ردود فعل العائلات كانت مختلطة. وقال ديفيد كروسبي مدير أكاديمية كينغ للقيادة في بولتون لاندبندنت: "هناك بعض الطلاب الذين يصعب إرضاء أذواقهم...نحن مستمرون في العمل بجد مع أولياء الأمور وطلابنا لتقديم الوجبات التي ترضيهم حقاً ويريدون تناولها."
وتقدم المدرسة الآن خياراً من الحساء، إلى جانب وجبة غداء رئيسية نباتية، بعد ردود الفعل.
وأضاف السيد كروسبي: "كنا نقدم الكسكس والكينوا ضمن القائمة في البداية ولم يكن الطلاب راضين عن ذلك بشكل خاص. نحن نجرب الآن تقديم فطيرة ريفية ولازانيا نباتيتين. نحاول أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من أن الطلاب يتناولون الطعام، كما أننا نستمع أيضاً إلى أولياء الأمور دائماً."
تشير التقارير إلى أن مدرسة ووليتش للفنون التطبيقية للبنات لن تقدم وجبات نباتية حصرياً بعد الآن في وقت الغداء، بعدما اشتكى الآباء من أن بناتهم يعدن بانتظام إلى المنزل وهن جائعات.
في تصريح أدلت به مديرة المدرسة صابرينا كازمي لصحيفة نيوز شوبر المحلية، قالت إن المدرسة الكائنة في لندن "تعمل بجد بشكل مستمر للتأكد من أن الطعام لذيذ ومغذ"، وأنها ستكون قادرة الآن، بعد العمل مع العائلات، على تقديم خيار من اللحوم بنفس السعر .
وقال جيف بارتون، الأمين العام لرابطة مدراء المدارس والكليات: "من المعقول تماماً أن تقدم المدارس وجبات غداء نباتية فقط. يجب أن تكون أي قائمة طعام لذيذة وصحية ومغذية، ويمكن تحقيق ذلك بسهولة مع الوجبات النباتية. إنها وجبة واحدة في اليوم، وهناك فرص كثيرة يتاح فيها تناول اللحوم لأولئك الذين يرغبون في ذلك. يحتمل أن نشهد قيام المزيد من المدارس بتقديم قوائم نباتية فقط خلال بضعة أيام على الأقل في ضوء القلق المتزايد بشأن الأثر البيئي لأكل اللحوم، وبناء على طلب الأطفال وعائلاتهم. في الواقع، تشير معايير الغذاء المدرسي إلى أن المدارس يجب أن تشجع جميع الأطفال على الامتناع عن تناول اللحوم ليوم واحد كل أسبوع."
وقال روب بيرسيفال، رئيس السياسة الغذائية والصحية في جمعية سويل أسوسييشن الخيرية: "يجب أن تقدم جميع المدارس كميات أقل ونوعيات أفضل من اللحوم. هناك اتفاق ساحق على أننا نحتاج إلى تغيير وجباتنا الغذائية لمعالجة أزمات المناخ والطبيعة، وهذا يشمل تناول المزيد من البروتينات النباتية الصحية. ينبغي على المدارس تقليل كمية اللحوم التي تقدمها، وإدخال المزيد من البروتينات النباتية في قائمة الطعام، واستخدام توفير النفقات لشراء لحوم أجود خلال بقية الأسبوع."
© The Independent