Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يقيل سفيرا وضابطا شهدا ضده خلال المحاكمة بشأن عزله

الديمقراطيون ينددون بإجراءات الرئيس الجمهوري "الانتقامية"

سوندلان مدلياً بشهادته أمام لجنة الاستخبارات بمجلس النواب في 20 نوفمبر (نشرين الثاني) الماضي (أ. ب.)

أقال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة، بعد يومين على تبرئته في مجلس الشيوخ من التّهمتين اللتين وجّههما إليه مجلس النواب بقصد عزله من منصبه، سفيراً وضابطاً في الجيش أدليا بشهادتين اعتُبرتا أساسيتين في بناء القرار الاتّهامي ضدّه، في خطوة وضعها خصوم الرئيس المنتمي إلى الحزب الجمهوري في خانة "الانتقام".
وبعد ساعات على طرد اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان من البيت الأبيض حيث كان يعمل في مجلس الأمن القومي، وفق ما أعلن محاميه، أقال ترمب السفير الأميركي لدى الاتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند، بحسب ما أعلن الأخير.
ونقلت وسائل إعلام عدة، من بينها صحيفة "نيويورك تايمز"، عن سوندلاند قوله في بيان "لقد أُبلغت اليوم بأن الرئيس يعتزم استدعائي في الحال من منصب سفير الولايات المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي".
وأتى بيان السفير بُعيد إعلان ديفيد بريسمان، محامي اللفتانت كولونيل في الجيش الأميركي الكسندر فيندمان، أن موكله طُرد من عمله في البيت الأبيض.


تنديد ديمقراطي


وسارع خصوم ترامب الديمقراطيون إلى التنديد بإقالة هذين المسؤولين، معتبرين أنهما ضحيّة "إجراءات انتقامية" من جانب الرئيس.
وكتب النائب مارك ديسولنييه في تغريدة على تويتر أن "السفير سوندلاند واللفتنانت كولونيل ألكساندر فيندمان هما موظفان عموميان شجاعان وبطلان ووطنيان". وأضاف "انتقام ترمب منهما لقولهما الحقيقة هو عمل جدير بالطغاة والمجرمين وليس برئيس أكبر ديمقراطية في العالم".
بدوره قال السناتور رون وايدن إن إقالة هذين المسؤولين الدبلوماسي والعسكري "هي فعل إساءة استخدام للسلطة جديد من جانب الرئيس".
وخلال مناظرة بين المتنافسين على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، دعا نائب الرئيس السابق جو بايدن الحضور إلى التصفيق وقوفاً تحيةً للضابط فيندمان. وقال بايدن "لسنا مثل ترمب".
وكان مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون برّأ ترمب الأربعاء، من تهمتَي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس اللتين وجّههما إليه مجلس النواب الخاضع لسيطرة الديمقراطيين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


شهادة سوندلاند


ويُذكر أن السفير الأميركي لدى بروكسل قدّم مليون دولار مساهمة في حفل تنصيب ترمب الذي عيّنه بعد ذلك سفيراً لدى الاتّحاد الأوروبي.
ومع ذلك، أشار سوندلاند في 20 نوفمبر الماضي، إلى تورّط مباشر لترمب في مخطط لإجبار أوكرانيا على فتح تحقيق بشأن نائب الرئيس جو بايدن، الأوفر حظاً لنيل بطاقة الترشيح الديمقراطية لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة ضد الرئيس الجمهوري.
وقال سوندلاند في شهادة مدوية نقلت وقائعها مباشرة على الهواء إنّه نفّذ أوامر ترمب لعقد صفقة مع أوكرانيا كي تفتح تحقيقاً بشأن بايدن مقابل عقد قمة بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.
واعتبر الديمقراطيون أن شهادة سوندلاند تدعم بقوة الأدلة على أنّه أساء استخدام السلطة، وهي إحدى التّهمتين اللّتين وُجّهتا إلى الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة لكنّ مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه حلفاؤه الجمهوريون برّأه منهما الأربعاء.

رحيل فيندمان

وأتى بيان سوندلاند بعيد إعلان المحامي ديفيد بريسمان أن موكله ألكسندر "فيندمان طُلب إليه المغادرة لقوله الحقيقة".
وكان ترمب أبلغ قبل ذلك بساعات الصحافيين أنّه يريد رحيل فيندمان. وقال "لست راضياً عنه". وأضاف "أتعتقدون أنه من المفترض أن أكون راضياً عنه... لست كذلك".
وفيندمان الذي شغل منصب مدير الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي كان حاضراً خلال المكالمة الهاتفية التي جرت في 25 يوليو (تموز) الماضي، وطلب خلالها ترمب من نظيره الأوكراني فتح تحقيق في أوكرانيا بحق منافسه المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن.
ويعتبر الديمقراطيون أنّ هذه المكالمة كانت جزءاً من مؤامرة لإجبار حليف أجنبي على المساعدة في التلاعب بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.


وقال فيندمان المولود في أوكرانيا والذي استدعاه الكونغرس للإدلاء بشهادته حول هذه القضية إنّه "من غير اللائق لرئيس الولايات المتحدة أن يطالب حكومة أجنبية بالتحقيق مع مواطن أميركي وخصم سياسي".
وساعدت تلك الشهادة في بناء القضية لمحاكمة ترامب في مجلس الشيوخ من أجل عزله وأصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ البلاد يخضع لهذا الإجراء.
وأوضح بريسمان أنه "تمّت مرافقة موكّله إلى خارج البيت الأبيض الذي خدم فيه بلده ورئيسه بإخلاص".
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن يفغيني، الشقيق التوأم لألكسندر، وهو أيضاً ضابط برتبة لفتاننت كولونيل، طُرد في الوقت ذاته من عمله كمحام في مجلس الأمن القومي.
وصرّح المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي جون أوليوت "نحن لا نعلّق على أمور تتعلّق بموظفينا".
ولم يؤكد البنتاغون أيضاً طرد فيندمان من مجلس الأمن القومي الذي من المتوقع أن يعود إلى مهماته في الجيش.
وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر قال في وقت سابق للصحافيين "نحن نرحّب بعودة جميع أفرادنا لتأدية أي مهمة توكل إليهم حيثما كانوا يخدمون"، مضيفاً "نحن نحمي جميع موظفينا وجنودنا من أيّ قصاص أو شيء من هذا القبيل".
لكنّ محامي فيندمان أعلن "لا يوجد شك في عقل أيّ أميركي لمَ خسر هذا الرجل وظيفته"، مردفاً "الحقيقة كلّفت اللفتاننت كولونيل ألكسندر فيندمان وظيفته ومهنته وخصوصيته، لقد خدم بلده حتى عندما كان ذلك محفوفاً بالمخاطر والتهديد الشخصي".
وتابع "لهذا السبب، فإن أقوى رجل في العالم، مدعوماً بالصامتين والخاضعين والمتواطئين، قرّر أن ينتقم".

المزيد من دوليات