Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الصين تخفض الرسوم الجمركية على 75 مليار دولار من السلع الأميركية

أكثر من 20 شركة طيران تُوقف رحلاتها الجوية إلى بكين وسط اضطراب حركة السفر

مسافرون في أحد المطارات الصينية (رويترز)

أعلنت الصين أنها ستخفّض بمقدار النصف الرسوم الجمركية العقابية على ما قيمته 75 مليار دولار من السلع الأميركية المستوردة، اعتباراً من الرابع من فبراير (شباط)، وذلك بعد شهرٍ على توقيع بكين وواشنطن هدنة في حربهما التجارية.

وسيطال الخفض رسوماً بنسبة 5 و10 بالمئة فُرضت على أكثر من 1700 سلعة في سبتمبر (أيلول)، وفقاً للجنة الرسوم الجمركية بمجلس الدولة الصيني، وتشمل السلع التي فرضت عليها رسوم بنسبة 10 بالمئة، ثمار البحر الطازجة والدواجن وفول الصويا.

وتطبق الرسوم المشددة أيضاً على سلع مثل مصابيح التنغستن المستخدمة لأغراض علمية وطبية، وكذلك على بعض أنواع الطائرات، ويهدف القرار إلى "تشجيع التطوير الصحي واستقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية الأميركية" وفق بيان اللجنة.

خفض الرسوم في المرحلة الانتقالية
وكانت الولايات المتحدة والصين وقعتا في يناير (كانون الثاني) اتفاقاً مرحلياً خفف التوتر في النزاع التجاري بينهما، وافقت بكين بموجبه على زيادة وارداتها من السلع الأميركية بمقدار 200 مليار دولار في السنتين المقبلتين.

ويأتي خفض الرسوم في وقت تواجه الصين نقصاً في الموارد في حربها لمكافحة فيروس كورونا المُستجد الذي أودى بأكثر من 560 شخصاً.

قيود لمحاصرة الوباء
إلى ذلك اتّسعت إجراءات الحجر الصحي والقيود أمس الأربعاء عبر الصين وخارجها للقضاء على وباء فيروس كورونا المستجدّ، فيما ارتفعت حصيلته أمس إلى نحو 560 وفاة.

وبعد وضع مدينة ووهان ومقاطعتها هوبي (وسط الصين) تحت الحجر الصحي عمليّاً، فرضت مدن أُخرى في شرق البلاد قيوداً على عشرات الملايين الإضافيّين من السكّان.

وارتفع عدد الوفيّات جرّاء الفيروس في الصين إلى 560، بعد إعلان السُلطات في هوبي الخميس تسجيل 70 وفاة إضافيّة.

كذلك، قالت السلطات الصحية في تقريرها اليومي، إنّه جرى تسجيل 2987 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك عدد الإصابات إلى 28 ألفاً في الصين، استناداً إلى الأرقام التي نشرتها بكين سابقاً.

ووجّهت منظّمة الصحّة العالميّة، الأربعاء، نداءً لجمع 675 مليون دولار، معلنةً أنّه سيجرى إرسال 500 ألف قناع و350 ألف قفاز إلى 24 بلداً، فضلاً عن إجراء 250 ألف فحص في أكثر من سبعين مختبراً في العالم.

في الأثناء، جرى كشف نحو 200 إصابة خارج الصين في 20 بلداً.

وأعلنت شركتا الطيران الأميركيّتان يونايتد وأميركان إيرلاينز، أمس، تعليق رحلاتهما إلى هونغ كونغ، وذلك بعد وقف رحلاتهما إلى الصّين القارّية.

كما أوقفت السلطات الإندونيسيّة، مساء الأربعاء، الرحلات الجوّية مع الصين، ما أدّى إلى بقاء آلاف السياح عالقين في جزيرة بالي السياحيّة.

الاقتصاد الصيني والعزلة
ومع حالة الشلل والقيود المفروضة وشبه العزلة عن العالم، قد يتأثر الاقتصاد الصيني إلى أمدٍ بعيد، ومُدّدت عطلة السنة الجديدة إلى نهاية الأسبوع في كثيرٍ من مقاطعات الصين، وسيبقى معظم الشركات والمصانع مغلقاً حتى 9 فبراير (شباط) على الأقل.

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الأربعاء، إنّ انتشار الفيروس الجديد سيضيف "ظلالاً أخرى من انعدام اليقين" على النمو الاقتصادي.

وأعلنت شركة صناعة الطائرات الأوروبية إيرباص، أن خط إنتاج إيه - 320 في تيانجين قرب بكين، سيبقى مغلقاً إلى فترة غير محددة.

أميركا: الصادرات قد تتأخر
في الوقت ذاته قال "البيت الأبيض"، إن ازدهار الصادرات المُنتظر بعد الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والصين "سيتأخر بسبب تفشي فيروس كورونا".

وذكرت (رويترز)، أن الآلاف من الركاب وأفراد الطاقم على متن سفينتين سياحيتين بالمياه الآسيوية جرى وضعهم في الحجر الصحي كإجراء احترازي بسبب فيروس كورونا، بينما تحسب شركات في قطاع الطيران وتصنيع السيارات وشركات عالمية أخرى تكلفة الانتشار السريع للفيروس.

الفيروس والرحلات الجوية
وتسبب الفيروس في اضطراب حركة السفر جوّاً، إذ أعلنت أكثر من 20 شركة طيران تعليق أو تقليص رحلاتها إلى الصين، فيما حظرت عدة بلدان، من بينها الولايات المتحدة، دخول أي شخص زار الصين على مدى الأسبوعين الماضيين.

وأعلنت تايوان حظر دخول سكان بر الصين الرئيسي، اعتباراً من اليوم.

وطلبت شركة الطيران الوطنية في هونغ كونغ، كاثي باسيفيك إيرويز، من موظفيها وعددهم 27 ألفاً القيام بعطلة غير مدفوعة الأجر مدة ثلاثة أسابيع، قائلة إن "الأوضاع مفزعة حالياً على غرار ما كانت عليه إبان الأزمة المالية عام 2009".

وأعلنت شركتا أميركان إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز تعليق جميع الرحلات من وإلى هونغ كونغ بعد نهاية هذا الأسبوع، في خطوة تعني أنه لم يعد هناك أي شركة طيران أميركية لنقل الركاب إلى المدينة التي تعد مركزاً مالياً في آسيا.

مصانع تتوقف
وفقدت سوق الأسهم الصينية نحو 700 مليار دولار من قيمتها يوم الاثنين مع إغلاق مصانع عديدة أبوابها، وعزل مدن وفرض قيود على حركة السفر، ما غذّا مخاوف بخصوص سلاسل الإمداد العالمية، واستقرت أسواق الأسهم الآسيوية بعض الشيء أمس الأربعاء.

وستعلق شركة هيونداي موتور الإنتاج في كوريا الجنوبية، حيث أكبر قواعدها التصنيعية، لتصبح أول شركة كبيرة لصناعة السيارات خارج الصين تقوم بهذه الخطوة بعد اضطراب إمدادات قطع الغيار بسبب تفشي فيروس كورونا.

وكان عددٌ كبيرٌ من شركات تصنيع السيارات العالمية، منها هيونداي وتسلا وفورد وبي. إس. إيه بيجو ستروين ونيسان اليابانية وهوندا موتور، أوقفت بالفعل العمل في بعض مصانعها في الصين هذا الأسبوع تماشياً مع تعليمات أصدرتها الحكومة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت شركة إيرباص لتصنيع الطائرات، إنها أوقفت خط التجميع النهائي لطائراتها في تيانجين بالصين.

وذكر شخص، على دراية بالأمر، أن شركة فوكسكون التايوانية، التي تصّنع هواتف ذكية لأبل وعلامات أخرى، التي علقت إنتاجها في الصين بشكل "شبه كامل"، تستهدف إعادة تشغيل مصانعها في الصين الأسبوع المقبل، لكن الأمر ربما يستغرق أسبوعاً أو اثنين أو أكثر لاستئناف الإنتاج بشكل كامل.

وأضافت شركة أديداس الألمانية لصناعة الملابس والأدوات الرياضية، إنها "ستغلق مؤقتاً عدداً كبيراً من مستودعاتها في الصين".

وقال لاري كودلو المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، إن الفيروس سيتسبب في تأخير الازدهار المُرتقب للصادرات الأميركية إلى الصين نتيجة للمرحلة الأولى من الاتفاق التجاري بين البلدين.

وذكرت كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، أن الفيروس "يفاقم الضبابية الاقتصادية".

وأضافت، في باريس، "بينما خفّ التهديد المتعلق بحدوث حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين يضيف فيروس كورونا طبقة جديدة لحالة عدم اليقين".

وانتقدت بكين قيود السفر التي فرضتها الولايات المتحدة على المواطنين الأجانب الذين زاروا الصين ووصفتها بأنها رد فعل مبالغ فيه ودّعت واشنطن لفعل المزيد لمساعدتها.

وهبطت طائرة تقل نحو 350 أميركياً، يمثلون أحدث مجموعة أميركية يجري إجلاؤها من ووهان، في كاليفورنيا أمس.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد