Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفلسطينيون يعولون على روسيا لإفشال "صفقة القرن"

أبلغ فلاديمير بوتين نظيره محمود عباس بأن موسكو أخبرت واشنطن رفضها خطة السلام

عباس يلتقي بوتين في القصر الرئاسي في بيت لحم (أ.ف.ب)

كسند قوي في مواجهتهم مع واشنطن وتل أبيب، ينظر الفلسطينيون إلى الموقف الروسي من قضيتهم، وذلك مع اقتراب الكشف عن الخطة الأميركية للسلام، المعروفة بـ "صفقة القرن"، خلال الأسبوع المقبل.

فالرفض الفلسطيني التام لخطة السلام هذه، باعتبارها تصفية للحد الأدنى من حقوقهم يسانده موقف روسي صريح برفضها واعتبارها غير مناسبة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

فموسكو العائدة بقوة إلى الشرق الأوسط في ظل التراجع الأميركي، تحتفظ بموقف ثابت يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وعلى الرغم من ضيق الوقت المتاح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارته إلى إسرائيل للمشاركة في المنتدى العالمي للهولوكوست، فإنه حرص على لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة بيت لحم، جنوب القدس، مساء الخميس.

تفهم القلق الفلسطيني

وخلال اللقاء، عبّر بوتين عن تفهمه للقلق الفلسطيني مما وصلت إليه القضية الفلسطينية في ظل الموقف الأميركي. ووصف العلاقات الروسية الفلسطينية بـ "المتجذرة والتاريخية"، مبدياً استعداده لتطويرها وترسيخها في المجالات الاقتصادية والإنسانية، بالإضافة إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وأعرب الرئيس عباس عن ترحيبه بنظيره الروسي، ووصفه بـ "الصديق العزيز الشخصي له وللشعب الفلسطيني"، شاكراً له "الدعم السياسي والأمني والاقتصادي والثقافي للشعب الفلسطيني".

وأشاد عباس بالموقف والوجود الروسيين في الشرق الأوسط، مضيفاً أنه مؤثر في قضايا المنطقة كلها.

وقال مسؤول فلسطيني لـ "اندبندنت عربية" إن بوتين أبلغ عباس بأن موسكو أخبرت واشنطن برفضها الخطة الأميركية للسلام، لأنها "لا تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ولن تحقق السلام العادل والدائم".  

وأضاف السفير الفلسطيني لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل أن الموقف الروسي من القضية الفلسطينية ثابت، على الرغم من العلاقة الممتازة بين موسكو وتل أبيب، مشيراً إلى أن الفلسطينيين "يراهنون جزئياً على ذلك بهدف تدخل روسي فاعل يخدم عملية السلام".

واستبعد نوفل إمكان تحييد واشنطن عن عملية السلام، لكنه طالب برعاية دولية متعددة تكون واشنطن وموسكو وبروكسل أطرافاً فاعلة فيها، داعياً إلى عمل جماعي من تلك الدول لسحب واشنطن إلى الموقف المساند لحل الدولتين.

كسر الاحتكار الأميركي

ومع أن الكاتب والمحلل السياسي نبيل عمرو يصف اللقاء بين عباس وبوتين بأنه بالغ الأهمية ومفيد للفلسطينيين، لكنه يشير إلى أن موسكو غير قادرة حالياً على كسر الاحتكار الأميركي لعملية السلام بسبب رفض تل أبيب وجود دور روسي فاعل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نتيجة موقف موسكو المساند لحل الدولتين.

وأشار عمرو لـ "اندبندنت عربية" إلى أن الفلسطينيين حريصون على تعزيز علاقاتهم بالعواصم العالمية الكبرى، وتشكيل سند قوي لهم لمواجهة الموقف الأميركي العدائي تجاههم.

 وشدد المحلل السياسي الإسرائيلي شاؤول منشيه على أن موسكو لا ترغب في ترك الشرق الأوسط حكراً على واشنطن، مصيفاً أن بوتين يريد أن تكون بلاده شريكة فعّالة في قضايا الشرق الأوسط ومنها القضية الفلسطينية في ظل الانسحاب الأميركي المتواصل من المنطقة.

وعن الرفض الإسرائيلي لوجود دور روسي في عملية السلام، قال منشيه لـ "اندبندنت عربية" إن ذلك لا يقلل من أهمية النفوذ الروسي الجديد في منطقة الشرق الأوسط، مضيفاً أن واشنطن لا يمكن أن تتغاضى عن الموقف الروسي الرافض للخطة الأميركية للسلام.

وقد شهدت العلاقة بين واشنطن وتل أبيب تحسناً ملحوظاً خلال العقد الماضي بجهود من بنيامين نتنياهو وبوتين كان محورها سوريا، بالإضافة إلى وجود نحو مليوني إسرائيلي من أصول روسية.

وعلى الرغم من ذلك فقد فشل بوتين أكثر من مرة في إقناع نتنياهو بحضور قمة ثلاثية مع عباس في موسكو، كان بينها عام 2016 عندما تراجع نتنياهو عن المشاركة في اللحظة الأخيرة، بينما كان عباس في طريقه إلى العاصمة الروسية.

المزيد من العالم العربي