Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصعيد عسكري يهدد هدنة العاصمة الليبية

رغم اكتمال تشكيل لجنة "5+5" من طرفي النزاع

احتمال سقوط الهدنة التي اتفقت عليها الأطراف الليبية (غيتي)

شهدت العاصمة الليبية طرابلس تصعيداً عسكرياً جديداً اعتبره مراقبون، نذراً محتملة لسقوط الهدنة التي اتفق عليها الطرفان قبل أسبوعين، على الرغم من اكتمال تشكيل لجنة "5+5" من طرفي النزاع والتي تناقش استدامة وقف إطلاق النار، وتثبيت الهدنة وتحديد أسماء أعضائها وتسليمها للمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة.

وسيعمل سلامة على وضع اللمسات الأخيرة لبدء المباحثات بين اللجنتين في الأيام المقبلة، في الوقت الذي تعقد قمة دول الجوار الليبي لبحث الحلول السلمية لأزمة الجارة ليبيا التي باتت تشكل صداعاً إقليمياً ودولياً.

إسقاط طائرة وقصف معيتيقة

وكان التصعيد بدأ صباح يوم الأربعاء 22 يناير (كانون الثاني) بتعرض مطار معيتيقة الدولي في طرابلس لقصف بستة صواريخ غراد، قالت القوات الموالية لحكومة الوفاق أن الجيش وجهها نحو المطار.

وأكد المتحدث باسم الجيش محمد قنونو في تصريح صحافي "إن من وصفها ‏بـ "ميليشيات حفتر" استهدفت مطار معيتيقة بستة صواريخ غراد، فيما اعتبره تهديداً صارخاً لوقف إطلاق النار الذي جرى الاتفاق عليه في موسكو وبرلين".

وأعلنت لاحقاً إدارة المطار عبر صفحتها على فيسبوك، "تعليق الملاحة الجوية إلى إشعــار آخــر ونقـل الرحـلات إلى مطار مصراتة الدولـي اعتباراً من اليوم الخميس".

وكان وكيل وزارة المواصلات في حكومة الوفاق هشام أبوشكيوات، أعلن "إعادة استئناف حركة الملاحة الجوية بمطار معيتيقة عقب إعلان قائد الجيش الوطني المشير خليفة حفتر قبوله بوقف إطلاق النار في 12 يناير الحالي.

في المقابل، أعلن الجيش الليبي أن دفاعاته الجوية أسقطت مساء أمس الأربعاء "طائرة مسيرة تركية فوق طرابلس"، مشيراً إلى أنه الخرق رقم 100 من قبل المجموعات الإرهابية، كما أنه رد مباشر على الاختراق التركي للأجواء الليبية".

وتداول نشطاء على مواقع التواصل فيديو يظهر سقوط طائرة مسيرة في حي سكني في العاصمة الليبية طرابلس مساء الأربعاء.

الجيش يفعّل الحظر الجوي

في سياق متصل، أعلن الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي، "تفعيل منطقة الحظر الجوي رسمياً فوق العاصمة طرابلس، محذراً شركات الطيران من استخدام مطار معيتيقة الدولي، الذي أصبح نقطة انطلاق للقوات التركية لاستهداف تمركزات الجيش الليبي" بحسب قوله.

وأضاف "المخابرات التركية أشرفت على نقل مجموعة من تنظيم داعش إلى ليبيا، وهناك مخطط تركي ينفّذ بعناصر داعش في الجنوب الليبي"، معتبراً "أن المطار أصبح مصدراً لنقل إرهابيين وأسلحة ومعدات، كما أن سجن معيتيقة أصبح قاعدة لاستهداف القوات المسلحة الليبية".

وشدد المسماري "على الجهات المعنية بنقل المسجونين من سجن معيتيقة تجنباً لتعريضهم للخطر، مضيفاً "من الآن يمنع استخدام مطار معيتيقة أمام الطيران المدني والعسكري، وسيتم تدمير أي طائرة عسكرية أو مدنية تدخل منطقة الحظر الجوي بشكل مباشر باعتباره خرقاً لوقف إطلاق النار".

في سياق متصل، يعتقد الصحافي الليبي عوض البرغثي في حديث إلى "اندبندنت عربية"، أن الهدنة مرشحة للانهيار شارحاً الأسباب بقوله "لا أتوقع صمودها لأن حكومة الوفاق وبسبب ارتهانها للميليشيات في طرابلس وسيطرة الأخيرة على قرارها، لن تتمكن من إجبارها على وقف إطلاق النار إذا قررت المليشيات خرق الهدنة".

ويضيف "التجربة التي تعلمناها منذ بدء الهدنة تؤكد أن الميليشيات الفوضوية وغير النظامية غير قادرة على ضبط أفرادها، ما أدى إلى عشرات الخروقات حتى الآن كما علمتنا التجربة أن حكومة الوفاق لا تملك القوة القاهرة لفرض قرارها على قواتها، بل العكس صحيح وأمام تكرار هذا التصعيد لا أتوقع أن يقف الجيش مكتوف الأيدي وهو يتلقى الضربات من دون رد".

تركيا: أوقفنا إرسال العسكريين

في المقابل، أكد وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو اليوم الخميس، "أن بلاده لن ترسل المزيد من المستشارين العسكريين إلى ليبيا مضيفاً في تصريح إلى وكالة الأنباء الروسية، "أن استمرار وقف إطلاق النار في ليبيا، سيجعلهم لا يرسلون مزيداً من المستشارين".

وقال أوغلو في جلسة بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، "إن الجنود الأتراك في ليبيا موجودون لأغراض تدريبية بحسب وصفه"، مضيفاً "لم نرسل قوات إلى ليبيا، وليس لدينا حضور عسكري كبير هناك"، قائلاً "نحن بحاجة للتعاون مع الحلفاء كافة لكي يكون هناك هدنة مستمرة ونجحنا حتى الآن".

الجزائر تحتضن حوار الجوار

في سياق آخر، انطلقت في الجزائر أعمال اجتماع دول الجوار الليبي الذي تستضيفه الجزائر ويرأس الاجتماع وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم، بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزيري الخارجية في مالي وتشاد، وكاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية التونسي، ونائب وزيرة الخارجية السودانية، وممثل عن وزارة خارجية النيجر.

وانضم وزير الخارجية الألماني هايكو ماس للاجتماع، إذ من المقرر أن يستعرض نتائج مؤتمر برلين حول ليبيا، الذي عقد يوم الأحد الماضي، بينما رفض وزير الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوفاق محمد سيالة المشاركة في الاجتماع، بسبب دعوة وزير خارجية الحكومة الموقتة، بحسب بيان للوزارة.

ويأتي الاجتماع في إطار الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، وتدعيم التنسيق والتشاور بين بلدان الجوار الليبي والفاعلين الدوليين، من أجل مرافقة الليبيين للدفع بمسار التسوية السياسية للأزمة، من طريق الحوار الشامل بين مختلف الأطراف الليبية، لتمكين هذا البلد الشقيق من تجاوز الظرف العصيب الذي يعيشه وبناء دولة مؤسسات يعمّها الأمن والاستقرار، وفق بيان لوزارة الشؤون الخارجية في الجزائر.

ويقول مراقبون للأزمة الليبية إن الطريقين اللذين تمضي فيهما الأزمة الليبية "المسار السياسي والعسكري" يصعب توقع أيهما يتقدم على الآخر ويحسم مصير الأزمة. فالتصعيد في العاصمة ينذر بانفجار المعارك في أي وقت بينما تسابق القوى الإقليمية الزمن للحلحلة قبل حدوث هذا الانفجار الذي قد يشعل معارك العاصمة جاراً تبعاته على المنطقة بأسرها.

ويقول الدكتور في العلوم السياسية جبريل العبيدي في حديث إلى "اندبندنت عربية"، "في المسار السياسي من الممكن بل أتوقع أن تنتج تفاهمات من الحوارات الحالية، لكن لا أتوقع أن تنعكس إيجاباً على المسار الأمني لسبب وجيه وهو أن ميليشيات الوفاق هي من تفرض إرادتها على حكومة الوفاق وهذا يعيدنا إلى النقطة التي تحدث عنها كثيرون والمتعلقة بضرورة حل عسكري لكسر شوكة المليشيات قبل التوجه إلى الحل السياسي بخاصة بعد أن تحولت هذه المليشيات إلى مليشيات بصبغة دولية وليس محلية على خلفية المرتزقة الذين جلبتهم تركيا إلى عاصمة ليبيا طرابلس".

المزيد من العالم العربي