Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تمنع مصر هنية من العودة إلى غزة... بسبب زيارته إيران؟

يدير حماس من الخارج رغبة في مساعدات اقتصادية لحركته

هنية وقيادة حركة حماس مع القائد الجديد لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني (إيرنا)

للمرة الثالثة يصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية لتقديم واجب العزاء والوفاء إلى القيادة الإيرانية بعد مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني في غارة أميركية استهدفته في بغداد عاصمة العراق.

تأتي هذه الزيارة لتحقيق أهدافٍ ومكاسب سياسية مع إيران، التي تصنفها حماس الداعم الأوّل (بالمال والسلاح) للفصائل المسلحة على ساحة غزّة. ما يعني أنّ خيارات حماس حُسمت وأصبحت جزءاً رئيساً من المحور الإيراني.

في المقابل، بعد القيام بهذه الزيارة من المتوقع أن تخسر حماس علاقتها مع ما يعرف بالمحور المضاد (مصر والسعودية والإمارات)، وسيؤثر ذلك في تطبيق تفاهمات الهدنة الطويلة الأمد مع إسرائيل، وينعكس سلباً على سكان قطاع غزّة، وفق محللين سياسيين.

قبل نحو شهر خرج هنية من قطاع غزة، في جولة على عدد من دول العالم، وجاءت هذه الجولة بعد موافقة مصريّة على قرار السفر لرئيس حماس، ليجري خلالها سلسلة زيارات إلى دولٍ من بينها تركيا وقطر وعُمان، واشترطت عليه القاهرة عدم زيارة إيران.

ووفق مصادر فلسطينية مطلعة فإنّ حماس وافقت على ألا يصل هنية إلى إيران، في جولته الخارجية. وهو ما أعطى الدافع للقاهرة بالسماح له بالخروج من قطاع غزّة لزيارة عدد من الدول لتحقيق مصالح مشتركة.

لكن الناطق باسم حماس، حماد الرقب، نفى ذلك، قائلاً "لم تعلن حماس جدول الزيارات الخارجية لهنية، ولم يصدر عنها أيّ تصريح بأنّ وفد الحركة لن يزور طهران، لتطوير العلاقة بين حماس وإيران، وتشترط القاهرة على هنية عدم الوصول إلى الجمهورية الإسلامية".

في أيّ حال، فإنّ سفر هنية من غزّة يحتاج إلى موافقة من مصر، وبالفعل كانت حماس قد تقدمت بطلب من القاهرة للحصول على تصريح مغادرة هنية غزّة إلى عددٍ من دول العالم، واستغرق الحصول على الموافقة نحو خمسة أشهر.

حضن طهران

ويبدو أنّ زيارة هنية طهران تأتي في سياق رغبة حماس في العودة إلى الحضن الإيراني، خصوصاً أنّ ممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي أفصح أنّ قاسم سليماني تمكن من زيارة غزة أكثر من مرة، ووضع خطة دفاعية لها (من بينها بناء الأنفاق الهجومية الأرضية).

ويوضح حماد أنّ زيارة حماس إيران تأتي في سياق تطوير العلاقات، مشيراً إلى أنّ هدف الزيارة الخارجية لهنية هو الانفتاح على العالم وبناء علاقات إستراتيجية معه، والمحظور الوحيد من الزيارة هو إسرائيل.

وتشير معلومات توافرت لـ "اندبندنت عربية" إلى أنّ مصر لن تسمح لهنية بالعودة إلى قطاع غزّة وسيبقى في الخارج، لأنّه لم يلتزم الاتفاق بعدم زيارة طهران. ومن المتوقع أنّ تسوء العلاقة بين حماس في غزّة والقاهرة، بسبب زيارة إيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأرسلت القاهرة ودول ذات أغلبية سنية لهنية، وفق مصادر، رسالة طلبت خلالها عدم مشاركته في جنازة سليماني، لكنه تجاهلها. ما أدى إلى تدهور العلاقة بين القاهرة وحماس، وإصرار الأولى على بقائه خارج القطاع وعدم عودته إلى غزّة.

وتفيد المعلومات بأنّ إسرائيل غاضبة من هنية الذي عمّق العلاقة مع إيران، وعاد إلى حضن طهران من أجل تحسين الوضع الاقتصادي لحركته في قطاع غزّة.

في المقابل، يعتبر القيادي في حماس حماد الرقب أنّ ما سبق إشاعات، ويستطيع هنية العودة إلى غزّة وقت ما يشاء، وبرنامجه خارج القطاع طويل جداً، وليس متوقعاً عودته في الوقت القريب.

خارج غزّة أفضل

ويوضح الرقب أنّ "لا فرق بين إدارة حماس من غزّة أو من الخارج، وذلك لا يؤثر في طبيعة القرار المتخذ"، لافتاً إلى أنّ "حماس حركة مؤسسات، ويُتخذ القرار فيها بصورة واضحة، ولن يؤثر إذا ما بقي هنية خارج غزّة".

لكن المحلل السياسي ناجي الظاظا يرى أنّه "من الأفضل لحماس أن يبقى هنية خارج قطاع غزّة، وهناك يتمتع بحرية التنقل والحركة وعلى صعيد اتخاذ القرار وتوفير مزيد من الدعم للحركة في الداخل، ولن يحتاج بعد ذلك إلى الحصول على تصريح عند سفره".

على النقيض، يعتقد المتخصص في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية منصور أبو كريم أنّ "زيارة هنية طهران أثرت بشكل سلبي في قيادة حماس وحرية الحركة في الدول الموجودة فيها".

ووفق أبو كريم فإنّ "حماس تعمل على إعادة التموضع وترغب في العودة بشكل كامل إلى المحور الإيراني. ويظهر ذلك بعد اجتماع هنية بقيادات من الحرس الثوري الإيراني، ولقائه رئيس فيلق القدس الجديد، إسماعيل قاآني، وظهور راية حماس خلف قائد القوة الجوية الإيرانية.

ويوضح أبو كريم أنّ "زيارة حماس طهران ستؤثر في عودة هنية إلى غزة، والقاهرة ستعرقل ذلك"، مشيراً إلى أنّ "هنية قد يتخذ من العاصمة القطرية الدوحة مكاناً لإقامته في حال فكّر في عدم العودة إلى غزة".

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط