مذيعة تكسب قضية ضد بي بي سي بسبب عدم المساواة في الأجور

فازت المذيعة سميرة أحمد بقضية رفعتها ضد هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي  BBC بتهمة التمييز على أساس الجنس.

وحاجّجت مقدمة البرامج أن الأجر الذي تتقاضاه مقابل برنامج ’نيوز ووتش’ يجب أن يكون على قدم المساواة مع أجر المذيع جيريمي فاين، الذي يقدم برنامج ’بوينتس أوف فيو’.

وأقر قاض في محكمة التوظيف المركزية بلندن بأن هيئة الإذاعة البريطانية قد "فشلت في دحض افتراض التمييز على أساس الجنس الذي برز عندما أثبتت [سميرة أحمد] أن عملها كان مثل عمل [زميلها]".

وكانت السيدة أحمد تتقاضى مبلغ 465 جنيهاً إسترلينياً مقابل تقديم حلقة من برنامجها، بينما وصل أجر السيد فاين إلى 3000 جنيه إسترليني عن الحلقة الواحدة من برنامجه.

وقالت في بيان صدر العام الماضي: "على ظهر بطاقة الدخول الخاصة بي من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كُتبت قيم الهيئة، والتي تشمل" نحن نحترم بعضنا البعض ونحتفي بتنوعنا" و" نحن نفخر بتقديم الجودة والقيمة مقابل المال ... أنا أتساءل فحسب لماذا تعتقد هيئة الإذاعة البريطانية أن قيمة عملي تساوي فقط سدس قيمة عمل رجل يؤدي وظيفة مماثلة للغاية".

وقد وجدت لجنة مكونة من ثلاثة قضاة أن مدة البرنامجين كانت 15 دقيقة، وكلاهما له تركيبة المجلة التلفزيونية أو (المغازين) ، والفرق الوحيد بينهما أن المناقشة في نيوز ووتش اقتصرت على تعليقات المشاهدين على ما يقدم في الأخبار، بدلاً من البرامج العامة.

وكتب القاضي هارجيت غروال وفريقه المكون من السيد س غودشارل والسيد ب سيتشر :" لقد كانت الفروق بسيطة، والأهم من ذلك، لم يكن لها تأثير على العمل الذي قام به المقدمان، أو المهارات والخبرات اللازمة لتقديم البرنامجين".

ورفضت اللجنة القضائية حجة بي بي سي بأن السيد فاين يخضع لضغط أكبر لكونه يقدم برنامجاً قد قدمته في السابق شخصيات مشهورة، مثل المذيع تيري ووغان.

وقالت اللجنة القضائية: "لا نقبل أن دور السيد فاين يتحمل أي مسؤولية إضافية... بالتأكيد لم تكن أكبر من المسؤولية الملقاة على عاتق مقدم برنامج نيوز ووتش، مع مراعاة الظروف التي أدت إلى إطلاق نيوز ووتش".

يشار إلى أن برنامج نيوز ووتش انطلق في أعقاب تحقيق ’هاتون’، الذي تقصى الظروف التي أحاطت بموت مفتش الأسلحة التابع للأمم المتحدة ديفيد كيلي.

وتعليقاً على انتصارها، قالت السيدة أحمد: "لا تريد أي امرأة أن تتخذ إجراء ضد رب عملها. أتطلع الآن إلى مواصلة أداء وظيفتي في نشر الأخبار بدل أن أكون إحداها".

وقال متحدث باسم هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "سميرة أحمد صحفية ومقدمة رائعة ونأسف لأن هذه القضية وصلت إلى المحكمة. نحن ملتزمون بالمساواة والأجر المتكافئ. عندما وجدنا حالات تفاوت في الأجور في الماضي، وضعنا الأمور في نصابها الصحيح. ومع ذلك، لم تكن هذه الحالة بالنسبة لنا تتعلق بشخص واحد أبداً، ولكن بالطريقة التي تؤدي فيها أنواع البرامج المختلفة في صناعة الإعلام إلى مستويات متباينة من الأجور. لطالما اعتقدنا أنه لم يتم تحديد أجر سميرة وجيريمي فاين بناء على جنسهما. دائماً كان المذيعون - من الإناث و الذكور -  يتلقون أجراً مقابل تقديم بوينتس أوف فيو، أعلى من نيوز ووتش. سنحتاج إلى النظر في هذا الحكم بعناية. نحن نعرف أن المحاكم ليست تجربة ممتعة لأي شخص معني. نريد العمل مع سميرة للمضي قدماً بنَفَس إيجابي".

في هذا السياق، قامت كيري غريسي، المحرر السابقة لشؤون الصين في بي بي سي، والتي استقالت بسبب أجرها غير المتكافئ وأصبحت الآن قارئة أخبار، بالتعليق قائلة: "لا يمكن أن أكون فخورة أكثر" بزميلتي، مضيفة: "آمل أن يمنح فوزك النساء في كل مكان الشجاعة ليدافعن عن قيمة عملهن".