Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغارقون في سيول الحرب والشتاء... واقع مخيمات ريف إدلب كارثي

انعدام وسائل التدفئة ومقومات الحياة الأساسية والدعم النفسي أبرز ما يفتقده الناجون من المعارك

يعاني الناجون من ريف إدلب لتأمين المسكن (اندبندنت عربية)

تقطّعت السبل بالمدنيين الفارين من احتدام المعارك في ريف إدلب الجنوبي بعد تقدّم واسعٍ للقوات النظامية طاول الريف الجنوبي في المحافظة، وسط تهاوي تحصينات "هيئة تحرير الشام" (النصرة سابقاً)، أبرز فصائل المعارضة المتشددة، ورفض تلك الفصائل المصالحات، متشبّثةً بمعاقلها الأخيرة على وقع ضربات الجيش السوري بدعم روسي.
 

الإخلاء القسري
 

وترك رفض الفصائل إخلاء مدينة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي وتسليمها إلى الجيش السوري، انعكاسات جمّة على المدنيين، أدت إلى فرار جماعي جراء القصف المتواصل والصراع المسلح بين طرفَيْ النزاع، بعدما أسفر اشتداده في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عن هجرة حوالى ربع مليون مدني من مدينتَيْ المعرة وسراقب وأريافهما.
واقع الحال في المخيمات كارثة إنسانية، على الرغم من كل التدخلات من الفرق التطوعية أو حتى المنظمات الدولية الإنسانية للتخفيف من معاناة الناجين من النزاع المسلح، الذين تهجروا إلى مخيمات تقع في ريف حلب الغربي وإدلب أو تلك الواقعة على أطراف الحدود الشمالية مع تركيا.
في المقابل، تعاند الفرق التطوعية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ريف إدلب، حيث يعيش السكان في مخيمات بعدما حاصرتهم السيول والفيضانات، وأفقدتهم أبسط الخدمات ومقومات الحياة.
 


حتى (الخيمة) حلم!
 

 ويرى مدير فريق "حلمنا" التطوعي، محمد الشيخ أن "دور المنظمات الإنسانية كبير لكنه لا يفي بالغرض، لا سيما مع تزايد أعداد الناجين وتدفقهم بكثافة من مواقع الاقتتال"، مشيراً إلى أن "قسماً كبيراً من العائلات المهاجرة بحاجة إلى المسكن وهذا تحدٍ كبير وسط البرد القارس. الحصول على خيمة بات حلماً".
ويشرح مدير الفريق التطوعي الذي زار وشارك في إغاثة حوالى 70 في المئة من المخيمات، أحوال النازحين الذين اتخذوا مع بدء الحملة في فصل الصيف، حقول الزيتون ملجأً لهم.
وينتقل هؤلاء من حقول الزيتون التي تشتهر بها إدلب مع بداية الشتاء، إلى مراكز الإيواء الجماعي وبيوت غير جاهزة للسكن وإلى المساجد، فيما يتربص بهم البرد القارس.
 

تحييد المدنيين
 

 ويحضّ المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والشرق الأوسط في اللجنة الدولية في جنيف فابريزيو كاربوني الأطراف المتحاربة على احترام المدنيين والبنية التحتية المدنية، قائلاً في بيان للجنة الدولية "يعيش المواطنون في شمال غربي سوريا في حالة خوف مع تعطّل بعض الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب النظيفة وإمكانية الحصول على الرعاية الصحية والالتحاق بالمدارس".
ويوضح المتطوع والناشط محمد الشيخ من جهته أنّ "الأطفال بحاجة إلى تعليم ودعم نفسي، وإلى جانب المساعدة المادية للأهالي، لأن عدم توفر الموارد ولو القليل منها للأسرة، سيدفع بلا شك إلى عمالة الأطفال".
وعدّد أبرز حاجات السوريين في تلك المخيمات وأهمها في الوقت الحالي توفير وسائل التدفئة، إذ إنّ الاعتماد الأساسي الآن هو على الأعواد الخشبية والبلاستيك والنايلون وغيرها ممّا يجمعه الأطفال.
"كارثة إنسانية" هي أبسط توصيف يمكن أن يُطلق على المخيمات، ولعل أبرز التحديات التي تشكّل مصدر قلق للنازحين هي غرق الخيم المتناثرة بين الحقول وتجمّع السيول، وتشكّل الوحول مع تسرب المياه إلى داخل الخيم لتصبح غالبية المقتنيات داخلها غير صالحة للاستخدام، إضافةً إلى انقطاع الأطفال عن التعليم.
ميدانياً، حافظت تركيا على النقاط الـ12 التي تتمركز فيها قواتها وفق اتفاق مع موسكو في سبتمبر (أيلول) 2018، وذلك على الرغم من إطباق الحصار على نقطة "الصرمان" من قبل الجيش السوري.

المزيد من العالم العربي