Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تُفشل أوروبا قرار أردوغان بغزو ليبيا؟

بيان للسفارة الأميركية يصف قوات حكومة الوفاق بـ "الميليشيات"

مواقف أخرى وشيكة على الظهور ستفشل القرار التركي (غيتي)

رغم الشرعنة البرلمانية لقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال جنوده وأسلحته إلى ليبيا لدعم قوات حكومة الوفاق، إلا أنها لم تشرع في تنفيذه حتى الآن، فيما يبدو أنها لا تزال مستمرة في إرسال الدعم العسكري سراً.

وأكدت شعبة الإعلام الحربي لقوات الجيش الوطني أن "منصات الدفاع الجوي بالقوات المسلحة أسقطت طائرة مسيّرة تركية في سماء العمليات وتحديداً بمحور عين زاره، أمس الجمعة.

وفي وقت كثفت قوات الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر من استهداف منافذ جوية كقاعدة معيتيقة في طرابلس ومواقع أخرى في مدينة سرت وسط البلاد، يبدو أن تلك الضربات استهدفت إمدادات عسكرية تركية جديدة.

ويرجح الباحث السياسي في العلاقات الدولية سالم عرفه أن الخطوة التركية باتجاه ليبيا تواجه الفشل الوشيك، فـ "مقاربة ظروف الأزمة الليبية بالواقع في سوريا وقطر الذي تمكنت فيه تركيا من إرسال قواتها مقاربة خاطئة"، محدداً أن عامل الفشل الأول مرتبط بأهمية ليبيا بالنسبة الى أوروبا.

وتزامناً مع توالي المعارضة الدولية والإقليمية للقرار التركي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم السبت، من مغبة إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، في إشارة إلى القرار التركي.

واعتبر الأمين العام أن دعم الأطراف المتحاربة سيؤدي إلى تعميق الصراع ويزيد من تعقيد الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي شامل في ليبيا.

ميليشيات

في المقابل، يعتبر عرفة في حديثه لـ"اندبندنت عربية" أن مواقف أخرى وشيكة على الظهور ستفشل القرار التركي، موضحاً أن إعلان السفارة الأميركية في ليبيا عن اجتماع خبرائها مع ممثلين عن حكومة الوفاق لمناقشة الإجراءات الحقيقية لتقويض سيطرة الميليشيات في طرابلس، مؤشر ضمني على رأي أميركي مرجح للظهور إزاء التدخل التركي، فالرسالة الأميركية واضحة من خلال توصيف بيان السفارة لقوات الحكومة بــ"الميليشيات"، والمعنى واضح بأن تركيا ستدعم ميليشيات.

وأعلنت السفارة الأميركية في ليبيا، اليوم السبت على موقعها الرسمي، عن اجتماع ضم خبراء أميركيين مع ممثلين عن حكومة الوفاق، لمناقشة تحديد خطوات ملموسة للقضاء على "الميليشيات"، موضحة أن الاجتماع ناقش اتخاذ التدابير لإزاحتها وبدء معالجة الملف الأمني في العاصمة طرابلس.

من جانب آخر، استبقت أنقرة زيارة مقررة الاثنين المقبل لوفد أوروبي رفيع لطرابلس مؤلف من وزراء خارجية دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، بتقديم موعد انعقاد جلسة البرلمان التركي للتصويت على قرار أردوغان لإرسال قواته لليبيا، لكن مسؤولاً حكومياً رفيعاً من طرابلس، كشف عن تحول في برنامج الوفد الأوروبي المرتقب.

ويقول المسؤول، الذي طلب عدم التعريف باسمه، إن الوفد الأوروبي الذي أعلن الاتحاد الأوروبي عنه الأسبوع الفائت من المرجح أن يزور بنغازي قبل طرابلس.

وليس مؤكداً حتى الآن، بحسب المسؤول، أن ينفذ رئيس حكومة الوفاق فايز السراج قراراً يتم تداوله في كواليس الحكومة في طرابلس مضمونه السفر إلى تركيا في زيارة رسمية تزامناً مع وصول الوفد الأوروبي لطرابلس، حيث تشير المعلومات إلى أن السراج كلف وزير داخليته فتحي باشاغا بلقاء الوفد الأوروبي.

الرسالة الأوروبية

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية الطاهر الجفايري أن الرسالة الأوروبية التي سيبلغها الوفد الأوروبي للسراج واضحة، وهي الاستجابة لطلب مجلس النواب بشأن سحب الاعتراف الدولي من حكومته، ما يمثل ضربة في العمق بالنسبة إلى الحكومة وحليفها التركي، الذي يتكئ على الاتفاق معها بشأن وجوده في ليبيا.

ويؤكد الجفايري متحدثاً لـ"اندبندنت عربية"، أن الزيارة الأوروبية التي أعدت على عجل وبطبيعة طارئة لن تسمح بخروج الملف الليبي من المظلة الأوروبية، وستكون لهذا الوفد بثقله الكلمة الختامية في هذه الزيارة.

وتمثل ليبيا بالنسبة إلى أوروبا أهمية جيوسياسية، فمصالح عدد من دولها متربطة بليبيا، لا سيما في مجالات الطاقة، كما تمثل ملفات ضاغطة مرتبطة بليبيا أهمية أخرى لأوروبا كملف الهجرة غير الشرعية، وأكثر من ذلك يذهب الجفايري إلى أن الغزو التركي الذي لن يقبل به الجيش الليبي يعني دخول المنطقة في حرب مفتوحة، ما يعني اقتراب الخطر بشكل كبير لملف آخر هام بالنسبة لدولة كالولايات المتحدة الأميركية وتحديداً ملف الإرهاب، فليبيا تعتبر من أكبر الحواضن للجماعات الإرهابية في أوضاعها الحالية.

وعن تأخر الحسم الأوروبي بشأن مستجدات الملف الليبي يقول الجفايري، إن الموقف الأوروبي يسوده الخلاف في الماضي لكنه ذاهب إلى توحيد موقف، فتصريحات وزير الخارجية الإيطالي بشأن عزم دولته رفقة ألمانيا وفرنسا فرض منطقة حظر طيران لم تخرج من فراغ، كما أن تحرك وزراء أربعة دول أوروبية كبيرة بهذا الثقل لا يمكن أن يكون فقط لإبداء حسن النوايا في وقت خرج الملف الليبي من الجغرافيا الليبية إلى حياض المتوسط ليمس مصالح خمس دول على الأقل.

ويضيف "أعتقد أن هناك معالجة للخلافات بين محادثات برلين الأوروبية وسيكون منها المنطلق لطرابلس، وهذا ما يستشعره أردوغان الذي لم تتجاوز إجراءاته حد الجعجعة السياسية، فأين قواته في طرابلس بعد المصادقة على قراره"؟

ويوضح أستاذ العلوم السياسية أن أردوغان لا يسعى لأكثر من حجز كرسي في طاولة برلين ليتحصل على شيء من الكعكة الليبية لإنقاذ اقتصاده المنهار وعرشه بالتالي.

وعلى مر تسعة أشهر لم يصدر أي موقف أوروبي ممانع بشكل واضح لعملية الجيش التي تستهدف تحرير طرابلس من قبضة الميليشيات، لكن حراك دول الاتحاد الأوروبي، بحسب الجفايري، بهذه الكثافة لحد تأليف وفد رفيع المستوى في وقت قصير ولافت، يعني أن تلك الدول لن تكتفي بالكلام وستتجه للفعل، لا سيما مع إعلان المشير حفتر حالة النفير مجدداً، ما يعني استعداده لمواجهة أي وجود عسكري تركي.

المزيد من العالم العربي