Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"جاء النمر ليتعشى"... سحر الحكاية وبهجة الفرجة

أداء مرح لديفيد أويلوو وأصوات نابضة لبنديكت كمبرباتش وتامسين غريغ وغيرهم

فيلم "جاء النمر ليتعشى" يصالح الأطفال مع الحيوانات، ويحمل رسوم الورق الى الشاشات المعاصرة (زي سبين أوف.سي أو. إن زد)

في موسم أعياد الميلاد الماضي، أدى الممثل ديفيد أويلوو دور ضابط سجن انتقامي في السلسلة التلفزيونية الدارمية القصيرة "البؤساء"، وعاش معاناة مؤلمة استمرت على مدار ست ساعات واثنتي عشرة دقيقة. وفي موسم الميلاد هذه السنة، يؤدي أويلوو صوتياً شخصية نمر يلتهم شطائر المربى في فيلم الرسوم المتحركة التلفزيوني "جاء النمر ليتعشى" المرسوم يدوياً، ويستمتع بالفرح الخالص لمدة ثلاث وعشرين دقيقة وسبع عشرة ثانية. بالنسبة لي، أعرف تماماً العمل الذي سأختاره للمشاهدة مرّة ثانية.

يستخدم فيلم "جاء النمر ليتعشى" المصمم للعرض على شاشة التلفزيون والمستمد من كتاب الأطفال الرائع الذي يحمل نفس العنوان وألفته جوديث كير 1968، 20 ألف رسمة مفردة بهدف بث الحياة في الخيالات الجامحة التي صنعتها كير عن الحياة. وجاءت كل لقطة رسوم معقدة للغاية لدرجة أن أعضاء فريق الإنتاج كان يظنون قبل بضعة أشهر أنهم لن ينجزوا العمل في الوقت المناسب لعرضه في عيد الميلاد، لذا جنّدوا 20 طالب من "جامعة ميدلسكس" لمساعدتهم. وجاءت النتيجة رائعة، بمعنى صنع مقاربة شديدة الالتزام برسومات كير الأصلية. ويذكرنا ذلك الأمر بفيلم "رجل الثلج" ("ذا سنو مان") في 1982، كما أن تظليل الرسوم المعقد وغير المتناسق ببراعة، يعطي العمل بمجمله الارتجاج المصاحب للرسوم المتحركة القديمة.

ابتكرت كير الحكاية التي تتلخص في استضافة فتاة صغيرة ووالدتها نمراً صغيراً يفرغ خزائن الطعام في منزلهما ويحتسي كل المشاريب حتى آخر قطرة، لتكون قصة ترويها لابنتها عندما تؤوي إلى الفراش بعد زيارة إلى حديقة الحيوان. في الفيلم، يجري التعبير صوتياً عن شخصيتي الأم وابنتها ببراعة بواسطة تامسين غريغ وكلارا روس، فيما يحافظ المخرج روبن شو وكاتبة السيناريو جوانا هاريسون على الروح المرحة للقصة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصف المخرج شو شخصية الوحش التي أداها أويلوو بصوت جهوري مزمجر بأنه "روجر مور النمور" [في إشارة الى الممثل روجر مور الذي اشتهر بمظهر والقوي والجذاب والبريء] ، وهو محق في ذك. فقد تحول النمر إلى كائن ساحر ومؤهَّل وخطير قليلاً بفضل أويلوو وفريق الرسوم المتحركة وبعض المؤثرات الصوتية الممتازة. وظهر النمر بوصفه أكولاً أيضاً بطريقة مبهجة، إذ ينظر بكل هدوء (يجب أن أقول بشكل مغر إلى حد ما)، ثم يلتهم بصوت عالٍ  كل الأشياء التالية... صينية من الكوكيز (= كعك محلّى)، كعكة كاملة، علبة كريمة مخفوقة، وعلبة جبن، ديك حبش كامل، عدة حبات من الليمون، وعبوة معجون الأسنان.

في الفيلم، يقدم بنديكت كمبرباتش صوته الفخم والمميز لأداء دور الأب المتصف بكونه شخصاً كريماً على الرغم من عدم أهميته، يذهب إلى العمل ويكتشف عند عوده إلى المنزل أن النمر قد شرب كل الجعة الخاصة به. وهناك موسيقى تصويرية مفعمة بالحيوية، يعود الفضل فيها إلى روبي ويليامز، ستبقى عالقة في أذهانكم لغاية السنة الجديدة.

كيف يجب أن نستقرئ "جاء النمر ليتعشى"؟ هل هو طريقة ملتوية للتعبير عن ثقة الصغار؟ أم حكاية عن أهمية الضيافة؟ أو تنبيه لطيف إلى ميل البريطانيين نحو اللباقة السلبية؟ أم أنه وفق كلمات وجّهتها الصحافية إميلي ميتليس إلى الكاتبة كير نفسها، "رمز للثورة الجنسية في ستينيات القرن الماضي"، مع انقلاب العادات الطبيعية وحياة الضواحي بسبب هذا المخلوق البري والغرائبي"؟ في المقابل، اكتفت كير بالقول إن القصة يدور حول نمر جاء ليتعشى.

أدت كير دوراً كبيراً في عملية الإنتاج. وحظرت وضع البيتزا على قائمة طعام النمر لأنها أميركية بشدّة، وأصرت على إزالة الحوار الزائد من النص. وعلى الرغم من ذلك، لم تتمكن من رؤية المنتج النهائي. إذ توفيت في مايو (آيار) عن عمر ناهز الـ95 عاماً.

وقد علّق المخرج شو على تلك الوفاة، "بالطبع كان محزناً أنها لن تكون موجودة لترى العمل بعد نهايته... لكن، وبطريقة غريبة، كان الأمر محفزاً ، إذ جعلنا راغبين في أداء عمل أفضل". أعتقد أنها [كير] ستكون سعيدة بالنتيجة. وأظن أنكم ستسعدون أيضاً بمشاهدة الفيلم.

© The Independent

المزيد من فنون