Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اللون الأحمر... لماذا ارتبط تاريخياً بالحب؟

اللون الأحمر عند الأقدمين لون مقدّس لأنه ارتبط بالدماء التي تسيل من الأضاحي والقرابين التي كانت تقدّم للآلهة، وكان الملوك يمشون على هذه الدماء، لتأكيد قداستها

يميناً ويساراً أينما التفتّم، ستجدون اللون الأحمر يكسو الشوارع في هذا الشهر. الهدايا، الزينة، الصناديق، واجهات المحال التجارية، كلّها باللون الأحمر الذي يشي باقتراب يوم الحب. ولكن هل سألتم أنفسكم يوماً لماذا اللون الأحمر من دون سواه؟

عن جذور اللون الأحمر وتاريخ استعماله وارتباطه بالحب والرومانسية، وجّهنا السؤال إلى الرسّام والنحات والكاتب اللبناني يونس كجك، الذي عاد بنا إلى تاريخ اللون والأحمر وبعض رموزه ومعانيه البشرية.

 

اللون الأحمر... لون "حب" خطير

يستهلّ كجك حديثه بأنّ اللون الأحمر يصنّف لوناً حرارياً، إذ إنه من الألوان الحارّة التي يستعملها الرسام في عالمه اللوني. ويؤثر اللون الأحمر بصرياً ونفسياً في الإنسان، إذ يعمل على تسريع دقات القلب وبالتالي رفع ضغط الدم والدورة الدموية. لذلك فقد صنّف هذا اللون من الألوان الخطرة. من هنا نجد أن كل الألوان التي تفيد التحذير أو الحظر في العالم جاءت باللون الأحمر، مثلاً علامات منع التدخين أو منع المرور أو خطر الاقتراب، حتى أن الخطوط التحذيرية التي يجب عدم تجاوزها هي خطوط حمراء.

وعن تاريخ اللون الأحمر يقول كجك، إنه أقدم لون استخدمه الإنسان في التلوين، فهو لون الدم الذي يسيل من الحيوانات التي كان يصطادها ليتغذى ويعيش. وقد استعمل هذا الدم ليرسم به على حيطان المغاوير والكهوف، كذلك كان يصبغ فيه جلود الحيوانات التي كان يرتديها.

بعد هذه المرحلة، ومع بدء ظهور الديانات في الحضارات القديمة، أصبح اللون الأحمر لوناً مقدّساً، لأنه ارتبط بالدماء التي تسيل من الأضاحي والقرابين التي كانت تقدّم للآلهة، وكان الملوك يمشون على هذه الدماء، لتأكيد قداستها.

 

اللون الأحمر يرمز إلى الحياة والإنسان

استمرّ اللون الأحمر في تطوّر قدسيته، وبما أنّ الملوك أيضاً أصبحت لهم قدسية، باعتبارهم يحكمون باسم الآلهة، بات الملك يُحمل من قبل خدمه وحاشيته، ويمشون على هذه الدماء، بعد اعتبارهم أنّ اللون الأحمر هو اللون الذي يرمز إلى الحياة والإنسان. وتمثّل هذه الممارسة مبدأ السجادة الحمراء التي يمشي عليها نجوم ومشاهير ورؤساء العالم اليوم.

 كذلك تعود أصول ارتباط اللون الأحمر بالحب إلى أسطورة أدونيس وعشتروت عند الفينيقيين، أو أدونيس وفينوس عند اليونانيين، أو أدون وأفروديت عند الرومان.

 

أساطير الحب... لغة واحدة تتناقلها الأجيال

وهذه الأسطورة تُعتبر من أهم رموز الحب والحياة في التاريخ البشري، فهي تتناول قصّة قتل أدونيس والتهامه من قبل الخنزير البرّي، وارتواء الأرض والنهر من دمائه، ومن بعدها تجدّد الحياة والبعث وولادة الطبيعة من خلال الأزهار البرّية "شقائق النعمان" ذات اللون الأحمر. وتحوّلت هذه الحادثة إلى عيدٍ لولادة الأرض وانبعاث الحياة والحب تحتفل به الشعوب، وكان البابليون أوّل من احتفلوا به بعد تفتّح الزهرة الحمراء. ثم انتشرت الأسطورة وامتدّت من بلاد ما بين النهرين إلى فينيقيا وصولاً إلى اليونان والرومان، ما جعل اللون الأحمر يرتبط بالحب في مختلف حضارات العالم.

 الجدير ذكره أن هذه الأسطورة أيضاً، هي التي استمدّ منها شيكسبير عمله الشعري في الحب والرومانسية تحت عنوان "فينوس وأدونيس"، فكان إضافة غنية إلى الأدب العالمي.

المزيد من منوعات