Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد ربع قرن... سينما تبصر النور في غزة مؤقتا

وزارة الثقافة ليس لديها مانع من تشغيل صناديق قطع التذاكر

لم تكن فكرة الحصول على إذن لإعادة افتتاح دور عرض السينما في غزّة بالأمر السهل، خصوصاً أنّه مرّ على إغلاقها أكثر من 25 عاماً. وفي ظلّ انعدام مقومات الحياة والترفيه في القطاع، فكّرت مجموعة من الشباب القائمين على صناعة الأفلام المحلية بمحاولة إعادة ترميم إحدى دور السينما.

وبعد سنوات عدة، نجح الشباب في الحصول على إذن مالكي دار سينما عامر بإعادة ترميمها، ليعرضوا فيها مجموعة أفلام "أنا إنسان" الحقوقية، ضمن فعاليات مهرجان السجادة الحمراء الذي يُقام في الأيّام السينمائية العالمية.

محاولات لافتتاح دور السينما

في غزّة خمس دور عرض سينما، جميعها مغلقة منذ عام 1996، بعدما قامت مجموعة مجهولة بمداهمتها وتدمير محتوياتها وإغلاقها بشكلٍ كامل. ومنذ ذلك الوقت لم يشهد القطاع أيّ عرضٍ سينمائي، واعتبر المواطنون أنّ السينما ماتت من حينها.

كثيرة كانت محاولات إعادة افتتاح السينما، حتى نجحت مجموعة من المخرجين بالتوصل إلى اتفاقية مع مالكي دار سينما عامر، وأشرفت على عملية إعادة افتتاحها اللجنة التحضيرية لمهرجان السجادة الحمراء، والذي يقام بشكلٍ سنوي في القطاع، لعرض الأفلام التي أنتجت خلال العام.

يقول عضو اللجنة التحضيرية لمهرجان السجادة الحمراء سائد السويركي إنّهم حاولوا إعادة افتتاح دور عرض السينما في غزّة على مدار 25 عاماً، ولكنهم فشلوا. وبعد مباحثات عدة بين وزارة الثقافة في حكومة غزّة، بالإضافة إلى مالكي دور السينما القديمة، توصلوا إلى اتفاقية إعادة ترميم سينما عامر.

الحكومة لا تملك سينما

في غزّة تعد دور السينما من الممتلكات الخاصة، ولا تتبع للحكومة، الأمر الذي يجعل إمكانية إعادة افتتاحها أصعب بكثير، خصوصاً أنّ عدداً من مالكيها غير مقتنع بفكرة عرض أفلام، احتكاماً وحفاظاً على عادات المجتمع المحافظ.

يوضح السويركي أنّه لا توجد مقومات للترفيه في قطاع غزّة، في ظل الحصار المستمر منذ 14 عاماً، وباتت سبل الحياة ضعيفة، لذلك يتوجه الناس كثيراً إلى الهجرة. وفي هذا الإطار، بحث فريق من اللجنة التحضيرية إلى جانب وزارة الثقافة، عن سبل ترفيه من بينها عرض الأفلام.

لكن الوضع في غزّة مختلف قليلاً، فبعد افتتاح سينما عامر، عرضت على شاشاتها الكبيرة مجموعة من الأفلام التي تمّ إنتاجها محلياً. وبحسب تقديرات المراقبين، من الصعب عرض أفلام سينمائية إلا بعد مراقبة شديدة، وفلترتها من أيّ مشاهد لا تتناسب مع عادات المجتمع.

وتعد سينما عامر أقدم دار عرض في القطاع، واستمر توقفها لأكثر من ثلاثة عقود، وكانت تعرض الأفلام والمسرحيات العربية والعالمية.

افتتاح مؤقت

وبعد عمليات البحث، تبيّن لـ "اندبندنت عربية" أنّ السينما التي أعيد افتتاحها في غزّة، كانت لفترة مؤقتة، ولعرض أفلام مهرجان السجادة الحمراء فحسب.

في المقابل، يرى فريق من سكان غزّة أنّ الحكومة الموازية في غزّة هي التي تعرقل عملية افتتاح دور عرض السينما، كجزء من الترفيه والتخفيف من ويلات الحصار، وأنّها تتذرع بالحفاظ على عادات المجتمع وأخلاقه.

لا مانع من وجود شباك تذاكر

بينما يقول وكيل وزارة الثقافة أنور البرعاوي إنّ لا مانع لديهم من إعادة ترميم دور السينما وافتتاحها وفقاً للقوانين والأصول المعمول فيها في غزّة، والأمر متروك لمالكي دور العرض بالتقدم من أجل الحصول على تصاريح وإذن الافتتاح.

حديث البرعاوي يدفع بشكل جاد في التفكير الفعلي بافتتاح دور السينما بشكل دائم وليس مؤقتاً، لإقامة مهرجانات، في ظلّ التعطش الكبير لوسائل الترفيه لدى سكان القطاع.

ويوضح البرعاوي أنّ وزارته تدعم العمل الثقافي بكل أشكاله وأجناسه بما في ذلك السينما في حد ذاتها، لكن ثمّة مشكلة في إعادة افتتاح دور العرض تتمثل في عدم رغبة أصحابها في الاستثمار في شبابيك التذاكر، مشيراً إلى أنّه من الصعب إجبار مالكي السينما على إعادة افتتاحها.

لكن ثمّة حلول تفكر فيها وزارة الثقافة لإحياء السينما في غزّة. ويوضح البرعاوي أنّه هناك خطة متكاملة لإقامة سينما جوالة في الشوارع والمدارس والأماكن العمومية، هدفها نشر الوعي وتعميق القيم الوطنية والاجتماعية لدى سكان القطاع.

وفي حال تمّت إعادة افتتاح دور السينما بشكل كامل، فإنّ وزارة الثقافة ستشرف على جميع الأفلام التي ستعرض فيها، لتكون منسجمة مع الهوية الفلسطينية، على أن تكون الأولوية للإنتاج المحلي.

وبحسب وزارة الثقافة، فإنّه ثمّة مشكلة إضافية تتمثل في عدم وجود إمكانات بشرية متمكنة ومعدات متطورة. ويشير البرعاوي إلى أنّهم سيلجؤون إلى تنظيم مسابقات من أجل تطوير العمل السينمائي.

المزيد من سينما