Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترشح بوتفليقة للمرة الخامسة... الانتخابات الرئاسية الجزائرية موعد مع القدر

أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للاحتجاج سلمياً يوم 22 فبراير (شباط) على ترشح بوتفليقة

على الرغم من توقع الجزائريين ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن وقع إعلانه الرسمي خلّف صدمة حقيقة لدى فئة واسعة، خصوصاً فئة الشباب الذين لم يرَ بعضهم غير الرئيس الحالي في حياتهم. 

منذ الأحد 10 فبراير (شباط)، تاريخ نشر رسالة ترشح بوتفليقة الموجهة إلى الشعب الجزائري، تحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى فضاء سياسي يتبادل فيه النشطاء مواقفهم وآراءهم من مسألة الولاية الخامسة، وتداعياتها في ظل المتاعب الصحية التي تواجه الرئيس بوتفليقة. 

وحملت بعض تعليقات النشطاء سخطاً كبيراً من رغبة النظام السياسي الجزائري في فرض مرشح غير قادر على الحركة لقيادة 40 مليون جزائري، وفي ظل تحديات إقليمية صعبة تتطلب حضوراً دائماً للرئيس وإصلاحات في الصعد كلها لإرساء قواعد الديموقراطية والحرية وتحسين الوضع المعيشي العام للشعب. 

وكتب الإعلامي الجزائري عثمان لحياني أن "الكارتل المالي أصبح في قلب معادلة الحكم في الجزائر والولاية الخامسة جنّته التي سيدافع عنها ويفترس لأجلها كل معارض بالعنف إذا استلزم"، في إشارة منه إلى أن رجال الأعمال هم من يدفعون نحو بقاء الوضع القائم على حاله حفاظاً على مصالحهم والامتيازات. 

وانتقد المحامي عمار خبابة، في منشور له، "الخطاب السياسي المبني على أساس: مرشحهم مريض ومرشحنا سليم معافى، هو خطاب عدميّ لا يقدم حلولاً للمعضلة ولا ينشد التغيير، بل هدفه حلول أشخاص محل آخرين". 

إلى ذلك، أطلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات للاحتجاج سلمياً يوم 22 فبراير (شباط) على ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في عاصمة الجزائر العاصمة ومحافظات أخرى. 

استفزازات

فجّرت تصريحات رئيس الوزراء الجزائري، أحمد أويحيى، عن "سعادة الشعب الجزائري بترشح الرئيس بوتفليقة وانتظاره بفارغ الصبر هذا الإعلان"، جدلاً حاداً على منصات التواصل الاجتماعي، واعتبرها بعضهم "استفزازية" وتزيد الطين بلّة. 

وفيما أعلن أويحيى أن بوتفليقة "لن يقوم بتنشيط حملته الانتخابية شخصياً"، اعتبر أن الشعب الجزائري "يعرفه وقد اختاره عام 2014 على الرغم من حاله الصحية". 

وأقرّ الرئيس الجزائري البالغ من العمر 82 سنة في رسالة ترشّحه، بأنه لا يملك القوة البدنية ذاتها التي كان عليها. وقال "لم أخفِ هذا يوماً على شعبنا، إلاّ أنّ الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قَطُّ، بل ستُمكنُني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض، وكل امرئ يمكنه التعرّض له في يوم من الأيام".

في السياق ذاته، حذّرت زعيمة حزب العمال في الجزائر، لويزة حنون، من تداعيات الولاية الخامسة لبوتفليقة والتمادي في استفزاز الشارع، لأن العواقب ستكون غير محمودة. واعتبرت "الانتخابات الرئاسية المقبلة موعداً مع القدر".

تؤكّد حنون أن المجتمع سئم من الضغوط الناجمة من جراء تفشي أنواع الجريمة وتراجع القدرة الشرائية وتنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط وتفشّي البطالة في أوساط خريجي الجامعات ومعاهد التكوين، وأن الحل في إعادة بناء مؤسسات جديدة.

المعارضة تبحث عن حل 

قبل أقل من 3 أسابيع على إغلاق باب الترشّح، تبدو الأحزاب المعارضة تائهة وغير قادرة على فرز مواقفها، فيما شرعت بعض أطيافها في تحريك مبادرة للبحث عن مرشح توافقي لمنافسة الرئيس بوتفليقة أو الانسحاب من المشهد الانتخابي لإحراج من يدفع إلى ترشيح بوتفليقة.

المبادرة أطلقتها "جبهة العدالة والتنمية" بقيادة المعارض الإسلامي عبد الله جاب الله، وترتكز في مرحلتها الأولى على إجراء اتصالات مع مختلف تيارات المعارضة ومرشحين من أجل تجسيد مشروعها. وحتى الساعة أبدت بعض الشخصيات المعارضة موافقتها المبدئية على فكرة المرشح التوافقي.

غير أن مراقبين يشككون في قدرة المعارضة على التوافق حول مرشح مشترك، حيث لم يسبق لها دخول سباق الرئاسة بمرشح واحد، وجرت العادة أن يدفع كل حزب بمرشحه أو يدعم مرشحين مستقلين.

 

السلطة في نجدة نفسها 

في المقابل، تحاول السلطة التأكيد على أهمية الحفاظ على المكاسب والأمن والاستقرار في الاقتراع الرئاسي.

وقال رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، أحد أحزاب التحالف الرئاسي، إن "معارضي ترشح بوتفليقة ليسوا ديموقراطيين وهم ديكتاتوريون" معتبراً أن "من حقه التقدم للرئاسة لأنه لا يوجد شيء يمنعه". 

في حين ذكر وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، أننا "أمام موعد حاسم لتكريس البناء الديموقراطي لبلادنا وهو (الانتخابات الرئاسية) أهم حدث تتوجه إليه الأعين على المستوى الدولي، ونجاحه سيفوّت الفرصة على أعداء الجزائر الذين يراهنون على إفشال هذا الموعد".

أضاف "كل أبناء الجزائر سيقفون بالمرصاد لكل المناورات إيماناً ووفاءً لتضحيات شهداء الثورة المجيدة وللواجب الوطني"، معتبراً أن المسؤولية "تقع على الجميع لإنجاح هذا الموعد". 

المزيد من العالم العربي