Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع زخم الاحتجاجات في بغداد وتصعيد في الوسط والجنوب

المتظاهرون يغلقون مراكز مدن الناصرية والحلة والسماوة

يسيطر المتظاهرون صباح كل يوم على مجموعة طرق (غيتي)

بينما يخفت قليلاً صخب التظاهرات في العاصمة العراقية "بغداد"، تتصاعد حدة الاحتجاجات في بعض محافظات الجنوب والوسط، في اليوم السادس والخمسين على انطلاق الحراك الجماهيري، بمشاركة شعبية غير مسبوقة.

في المقابل، تحافظ الطبقة السياسية على عزلتها عن الشارع، إذ لم تخرج من المنطقة الخضراء، مركز الحكم في البلاد، حتى الآن مبادرة تلفت أنظار المحتجين، وتستخدم القوى المختلفة المصطلحات نفسها في توصيف حالة البلاد، والانتقال الروتيني من الحديث عن دستورية التظاهرات إلى التحذير من أعمال الشغب والعنف.

الناصرية منزوعة السياسة

يسيطر المتظاهرون في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، على كل شيء تقريبا في الليل، وإن كان الحال في النهار لا يختلف كثيرا، لكن الفرق أن الشرطة تكون موجودة في محيط المواقع التي يختارونها لتجمعاتهم، من دون أن تتمكن من التأثير في تحركاتهم.

ومساء أمس الاثنين، قرر متظاهرو الناصرية إغلاق الطرق والجسور وسط المدينة، لتعطيل الدوام الرسمي اليوم الثلاثاء، فما كان من السلطات المحلية إلا أن تستجيب لرغبتهم، وتعلن تعطيل الدوام.

في المقابل، أتم، فجر اليوم، متظاهرو الناصرية نصب خيم الاعتصام على أهم جسور المدينة، بعد ساعات من تداول أنباء، تبيَّن عدم دقتها، عن وصول رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إلى ذي قار، على رأس قوة عسكرية كبيرة، لفضّ الاحتجاجات فيها.

وقال نشطاء لمراسل "اندبندنت عربية" إن هذه الأنباء أخرجت آلاف الشبان من منازلهم إلى الشوارع وساحات الاعتصام في الناصرية، بنيّة مواجهة القوة التي يزعم أن عبد المهدي يقودها.

 تواترت أنباء إرسال قوات خاصة إلى الناصرية، بعد حملة واسعة لحرق مقرات جميع الأحزاب السياسية في المدينة، حتى باتت توصف بأنها منطقة منزوعة السياسة.

الجنوب الغاضب

في البصرة المجاورة، يسيطر المتظاهرون صباح كل يوم على مجموعة طرق، تضمن تعطيل عمل جانب من الدوائر الرسمية والمدارس، فيما تتحرك مجموعات منهم في محيط منشآت حيوية، كالموانئ أو مراكز استخراج وتكرير البترول لإيقافها جزئيا أو كليا، أو الاكتفاء بالبقاء قربها أحياناً.

أما في الديوانية، التي تقع في الحيز الجنوبي أيضا، فيبدو الإضراب أكثر عفوية، إذ لا يضطر أحد إلى الطلب من الموظفين والطلبة عدم الذهاب إلى العمل أو الدراسة، وتتدفق أعداد كبيرة منهم نحو ساحة الساعة، التي اختارها المعتصمون مكانا لخيامهم.

كذلك الحال في المثنى ومركزها السماوة، التي كرّر محتجوها الثلاثاء قطع مجموعة طرق رئيسة، داخلية وخارجية، فيما أضرب كثيرون عن العمل والدراسة فيها.

تظاهرات ليلية وتعطيل للعمل

في مدن الوسط، يتراوح الحال بين تظاهرات ليلية، كما في الحلة، أو إغلاق شبه قسري للدوائر الحكومية والمدارس، كما في النجف.

وتقدمت مساء الاثنين، قوات الأمن نحو ساحة الاعتصام في الحلة مركز محافظة بابل، لكن المتظاهرين صمدوا فيها، ولدى إصرار الأمن على تفريقهم، وقعت إصابات.

لم يتأخر رد المتظاهرين كثيرا، إذ خرجوا إلى الشوارع، وأشعلوا عددا من الإطارات في تقاطعاتها الرئيسة، ما تسبب في إغلاق جزئي لمركز المدينة.

لا مبادرات من الخضراء

يعكف مجلس النواب العراقي، الذي يقع مقره في المنطقة الخضراء شديدة التحصين وسط بغداد، منذ أيام على مناقشة تشريعات عدة، يعتقد أنها تقع في صلب اهتمامات المحتجين، كقانون الانتخابات وقانون مفوضية الانتخابات، لكن مطالب المتظاهرين في ساحة التحرير القريبة جدا تتضمن حل البرلمان نفسه.

لا يختلف الحال كثيرا بالنسبة إلى الحكومة، فبينما يطالبها المحتجون بالرحيل، يصر رئيسها عادل عبد المهدي على ممارسة أنشطته الروتينية، وكأن شيئا لم يحدث.

يقول متظاهرون إن الطبقة السياسية التي تقيم في المنطقة الخضراء تعمق عزلتها عن الشارع، وتبدو معنية فقط بإدارة مصالحها والحفاظ عليها في مواجهة حركة الاحتجاج الشعبية.

لا ينتظر المراقبون تطورات مهمة على الصعيد السياسي، إذ يستمر رهان كل من الطبقة السياسية والمتظاهرين على الوقت، إذ يدرك الطرفان أن الغلبة ستكون لصاحب النفس الأطول.

المزيد من العالم العربي