Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تفكك شبكة تهريب أموال إيرانية لحركتي حماس والجهاد

ترى تل أبيب في عدد من الفصائل الفسطينية أذرعاً تابعة لطهران لتنفيذ أجندتها الإقليمية

نائب رئيس المكتب السياسي لحماس صالح العاروري زار طهران خمس مرات خلال العامين الماضيين (أ.ب)

تشير مصادر استخباراتية إسرائيلية إلى أن إيران تعمل "بكل جهد وقوة على تحويل حركتَيْ حماس والجهاد والإسلامي إلى ذراع عملياتية لها ضد اسرائيل".

وبهدف تحقيق ذلك، تسعى إيران إلى إرسال أموالها إلى الحركتين في قطاع غزة والضفة الغربية.

لم تكفّ إسرائيل خلال العامين الماضيين عن الكشف عن "مسارات" لتحويل الأموال من إيران إلى قطاع غزة والضفة الغربية والنجاح في اعتراضها.

وتبدأ تلك المسارات من إيران أو خارجها، وتمر عبر شبكة من الصرافين الفلسطينيين، وصولاً إلى أيدي حركة حماس والجهاد الإسلامي أو عبر تهريبها من خلال البحر المتوسط أو المعابر الحدودية.

شبكة واسعة

وأعلن جهاز الشاباك الإسرائيلي، الكشف عن شبكة واسعة من الفلسطينيين يعملون في الصرافة "متّهمين بتسريب الأموال من إيران إلى الضفة الغربية وقطاع غزة".

وقال الشاباك إنّ "صرافي أموال يشكّلون أنبوباً لنقل الأموال لتمويل العمليات العدائية للمنظمات الإرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي، وإن قوات الأمن تواصل مساعيها لإحباط ذلك".

وأوضح ضابط إسرائيلي أنّ "الحديث يجري عن عشرات ملايين الدولارات"، مضيفاً أن "حركة حماس تستخدم أساليب مختلفة للحصول على هذه الأموال".

وأعلن الشاباك عن هوية ثلاثة أشخاص مسؤولين عن نقل الأموال من إيران إلى الضفة الغربية، وهم محمد كامل وفواز محمود ناصر وكمال عبد الرحمن عواد من قطاع غزة، ومحمد سرور وهو لبناني ذو علاقات مع "حماس" و"حزب الله" وفيلق القدس.

تجميد

ونهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، جمّدت وزارة الخزانة الأميركية أصول وحسابات هؤلاء الثلاثة بتهمة "تحويل أموال من إيران لصالح حركة حماس".

وتمت الخطوة بمساعدة إسرائيل التي قالت إن ذلك سبّب ضرراً كبيراً للمنظمات الفلسطينية، بخاصة حركتَيْ حماس والجهاد الإسلامي.

وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي أنس أبو عرقوب أن إسرائيل ترى في عدد من الفصائل الفسطينية أذرعاً إيرانية لتنفيذ أجندتها الإقليمية، مضيفاً أن تل أبيب تعمل على الحد من قوة تلك الفصائل وإضعافها.

أمّا أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس عبد المجيد سويلم، فاعتبر أنّ دعم إيران لحماس والجهاد الإسلامي يأتي ضمن خطة إيرانية لتعظيم أوراق القوة التي تمسك بها في منطقة الشرق الأوسط من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان.

وقال سويلم إن إيران تعمل على استخدام تلك الأوراق لفرض هيمنتها على الشرق الأوسط، مضيفاً أنها لا تدفع مجاناً، لكن مقابل أن تعمل حماس والجهاد الإسلامي ضمن الإطار العام للسياسية الإيرانية.

ولم يأت من فراغ وصف زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار علاقات حركته مع قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بأنها "في غاية القوة والمتانة والحرارة والدفء".

فالسنوار أشار إلى أن "لإيران الفضل الأكبر في حماس"، مضيفاً أن طهران قدمت للحركة "المال والسلاح والخبرات في حين خذلنا إخوان عرب عن تقديم العون".

بين طهران وحماس

وخلال العامين الماضيين، تطورت العلاقة بين طهران وحركة حماس بشكل ملحوظ، إذ زارها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري خمس مرات منذ انتخابه عام 2017.

وأثناء زيارته إلى طهران في شهر يوليو (تموز) الماضي، قال العاروري إن حماس وإيران "على المسار ذاته في محاربة إسرائيل"، مضيفاً أن إيران هي الدولة الوحيدة المستعدة لتوفير دعم حقيقي للمقاومة الفلسطينية".

وعقب زيارة المسؤول في حماس إلى طهران، قالت مصادر إسرائيلية إن إيران وافقت على زيادة كبيرة بالدفعات الشهرية للحركة إلى 30 مليون دولار شهرياً، بعدما كانت أقل من 6 مليون شهرياً.

ويرجح مسؤولو استخبارات إسرائيليون أن حماس وإيران اتفقتا على إطلاق الحركة في غزة جبهة حرب ضد إسرائيل من الجنوب في حال اندلاع الحرب مع إيران أو حلفائها.

وفي مايو (أيار) الماضي، اغتالت إسرائيل الناشط في حركة حماس حامد الخضري، الملقب "بـصرّاف إيران" في غارة وسط مدينة غزة.

وتعاني "حماس" في الضفة وغزة من أزمة مالية مستمرة منذ أعوام، أدت إلى تقليصات كبيرة في الرواتب والدعم والتجهيزات العسكرية.

المزيد من الشرق الأوسط