Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خفايا لقاءات الشاهد في العاصمة الجزائرية بعد تأجيل زيارة سعيد

الرئيس التونسي الجديد عيّن أعضاءً في ديوانه ليسوا على علاقة طيبة بالجزائر

فتحت زيارة رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد المفاجِئة إلى الجزائر أبواب التأويلات على مصراعيها، بخاصة أنها لم تكن مبرمجة، وجرت في وقت كان الجميع ينتظر وصول الرئيس التونسي الجديد قيس سعيد إلى العاصمة الجزائرية، وفق ما وعد به خلال حملته الانتخابية.


تصريحات ضبابية للشاهد

لم تكن تصريحات الشاهد عقب لقائه رئيس الدولة الجزائري عبد القادر بن صالح، لتضع حداً للاستغراب الذي أبداه الشعبان الجزائري والتونسي، إضافةً إلى السياسيين والخبراء في البلدين الجارين، بعدما كان شرحه أسباب الزيارة وما دار بينه وبين بن صالح ومحتوى رسالة سعيد، ضبابياً. وأشار بشكل متكرر ومربك إلى أن الزيارة أتت بطلب من الرئيس التونسي الجديد لتسليم نظيره الجزائري رسالة شكر وامتنان وتشجيع على ترقية التعاون الاستراتيجي بين البلدين، ما لم يعكس حقيقة ما جاء من أجله.
 

 

 

زيارة طمأنة


وأدى كشف الشاهد عن أن زيارته الجزائر كانت مفاجئة وغير مبرمجة، إلى فتح المجال أمام الحديث عمّا وراء الزيارة. وحصلت "اندبندنت عربية" على معلومات من مصدر مأذون، مفادها بأنّ وجود الشاهد في الجزائر ليس بغية ترتيب زيارة سعيد، وإنما بهدف طمأنة الجانب الجزائري بخصوص التغييرات التي أقدم عليها الرئيس التونسي الجديد على مستوى قصر قرطاج، حيث استعان بشخصيات كانت ذات مواقف "معادية" للجزائر في السابق. وأضاف المصدر أن الجزائر تتابع ما يحدث بامتعاض، في ظل التقارب الذي يبديه الوافد الجديد إلى قصر قرطاج مع المغرب.
ولفت المصدر ذاته إلى أن شخصيات لم تكن على علاقة طيبة بالجزائر، ومن بينها مستشار الأمن القومي الجنرال محمد صالح الحامدي باتت في الديوان الرئاسي، مشيراً إلى أن زيارة سعيد أُجلت إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية، وهو ما طرحه الشاهد خلال لقائه مع بن صالح، إذ قال إن الزيارة أُجِلت حتى إشعار آخر ولن تكون هذه السنة، وإنه من الممكن أن يزور سعيد المغرب وفق رغبته، مستبعداً تدخل الجزائر لإنهاء الانسداد الحاصل حول تشكيل الحكومة التونسية بقيادة حركة النهضة.
واستقبل الرئيس التونسي اليوم الجمعة، رئيس الحكومة فور عودته من الجزائر لاستعراض فحوى اللقاءات ونتائج المباحثات التي أجراها هناك مع كل من عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي. وقال الشاهد وفق بيان الرئاسة التونسية، إنه نقل إلى سعيد تحيات نظيره الجزائري والمسؤولين هناك، كما أبلغه تأكيدهم على تطوير العلاقات التاريخية الثنائية بين البلدين، وتعزيز الشراكة الاستراتيجية تكريساً لرغبة الشعبين الشقيقين.

 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


سعيد في الجزائر بعد 12 ديسمبر

 

في المقابل، يعتقد السياسي التونسي مولدي الفاهم في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن وجود الشاهد في الجزائر كان من أجل ترتيب زيارة سعيد التي وعد أن تكون الأولى له إلى الخارج، موضحاً أنه "يُستحسن أن تجري بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، التي ستفرز سلطة جديدة، حتى لا يُقال إن هناك تدخّل تونسي في الشأن الجزائري". وخَلُص إلى أنه في كل الحالات، فإن ما يحدث بين الجزائر وتونس يؤكد الترابط الاستراتيجي لمصالح البلدين.
 

الغنوشي في ضيافة الشقيقة الكبرى؟


من جهة أخرى، أشار أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أحمد باعلي في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، إلى أنه من غير المستبعد أن يزور زعيم "حركة النهضة" الإسلامية راشد الغنوشي "الشقيقة الكبرى" الجزائر، كما يحلو له وصفها، للتشاور بخصوص إيجاد حلّ للانسداد الذي يمنع تشكيل الحكومة على الرغم من تفوق الحركة في انتخابات البرلمان. وأوضح باعلي أنه "معروف عن الغنوشي استشارة الجزائر في مسائل وملفات عدّة، وحدث ذلك في مناسبات عدّة". وأضاف أن "الوضع السياسي في تونس بعد الانتخابات التشريعية والرئاسية يخيّم عليه الارتباك الذي من شأنه أن يفاقم الأمور ويعيد فتح ملفات الإسلاميين والعلمانيين والدستوريين".
وأكد باعلي أن "الجزائر في وضعها الحالي لم تعد قادرة على الاهتمام بالشأن التونسي كما كانت عليه الحال في  السابق"، موضحاً أن "الجزائر تعيش وضعاً استثنائياً منذ 22 فبراير (شباط) الماضي، خلق نوعاً من الانسداد وأفرز معركة كسر عظام بين أطراف عدّة، ما جعلها في موقع لا يسمح لها بتقديم النصح إلى الآخرين". وخلُص إلى أن "العلاقات الشخصية التاريخية بين المسؤولين التونسيين والجزائريين ربما هي تشكل الدافع الذي يجعل الطرفين يتبادلان الاستشارات والنصح".

المزيد من العالم العربي