Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إسرائيل تستوطن في الأغوار وتطرد سكانها… والفلسطينيون صامدون

يعيش في منطقة الأغوار، الموزعة بين ثلاث محافظات فلسطينية، حوالي 70 ألف فلسطيني، في حين يستوطنها حوالي 8 آلاف مستوطن موزعين على 30 مستوطنة

تعتبر منطقة الأغوار وفق الرؤية الإسرائيلية حزاماً أمنياً إستراتيجياً (رويترز)

"كميدان رماية وساحة تدريب عسكرية لجيشها، وسلّة غذائية لشعبها، وفاصل إستراتيجي مع الجبهة الشرقية"، تتعامل إسرائيل مع منطقة الأغوار الفلسطينية المحاذية لنهر الأردن.

وفي حين تعمل إسرائيل بكل قوة على تكريس الاستيطان في الأغوار، وإقامة مستوطنات زراعية فيها، بسبب خصوبة أرضها ووفرة المياه فيها، فإنها تحرم المزارعين الفلسطينيين من المياه وتمنعهم من استصلاح الأراضي وشق الطرق، كما أنها تسعى في شكل متواصل إلى طردهم منها.

تمتد الأغوار من عين البيضاء، جنوب بيسان في الشمال، وحتى عين جدي جنوب البحر الميت جنوباً، بطول 120 كم على امتداد نهر الأردن، وبعرض يتراوح بين خمسة و25 كم (من نهر الأردن حتى السفوح الشرقية للضفة الغربية غرباً).

وتطفو الأغوار على بحيرة من المياه الجوفية، وتشكل مساحتها ربع الضفة الغربية. إذ تبلغ حوالي 720 كم مربع، تسيطر إسرائيل على أكثر من 90 في المئة منها، 54 في المئة منها حولت إلى مناطق عسكرية مغلقة و22 في المئة كمحميات طبيعية و16 في المئة كمستوطنات.

ويعيش في منطقة الأغوار، الموزعة بين ثلاث محافظات فلسطينية هي أريحا ونابلس وطوباس، حوالي 70 ألف فلسطيني، في حين يستوطنها حوالي 8 آلاف مستوطن موزعين على 30 مستوطنة.

وتعد مستوطنة "مخولا"، التي أنشئت عام 1968، من أولى المستوطنات في الأغوار، ثم تلتها عشرات المستوطنات، معظمها زراعية تنتج مختلف أصناف الفاكهة والخضار والثروة الحيوانية على حساب المزارع الفلسطيني.

ويتمسك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة بقاء سيطرة قوات الاحتلال على منطقة الأغوار في أي اتفاق سلام، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون في شكل قاطع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويدّعي نتنياهو أن الأغوار تعتبر حزاماً أمنياً إستراتيجياً لإسرائيل، "ومن دونها سيصل المد الأصولي إلى داخل إسرائيل". وأضاف "لم نبنِ وجودنا على حد السيف فحسب، بل على المحراث والعقل والإبداع أيضاً. قبل 50 عاماً كانت منطقة غور الأردن قاحلة وصفراء، وستبقى المنطقة جزءاً من دولة إسرائيل، وسنستمر في الاستثمار في السياحة والصناعة".
 

في يوليو (تموز) 1967، أي بعد شهر واحد من احتلال إسرائيل الضفة الغربية، طرح إيغال أيلون، وزير العدل الإسرائيلي حينها، مشروعاً يهدف إلى السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي المحتلة وأقل عدد من الفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن الحكومة الإسرائيلية لم تقرّ مشروع أيلون، إلا أنه يعتبر الأساس الذي تنطلق منه كل مشاريع الاستيطان مع بعض التغييرات الطفيفة.

وينص المشروع على أن يكون نهر الأردن حدوداً شرقية لإسرائيل، على أن تُضم الأراضي الغربية للنهر بعمق يصل إلى 15 كم إلى إسرائيل، لإقامة مستوطنات زراعية وعسكرية ومدنية فيها.

ويهدف مشروع أيلون الى اعتبار الاغوار حاجزاً أمنياً أمام "الجبهة الشرقية" واحاطة الضفة الغربية بحاجزين الاول شرقي يقع في الاغوار والثاني غربي، وهو الجدار  العنصري والفصل الجغرافي بين فلسطينيي الضفة الغربية و"فلسطينيي الاردن" بالإضافة الى السيطرة على الاحواض المائية في الاغوار وإقامة مشاريع زراعية وسياحية ضخمة.

ويقول حسن صالح، رئيس بلدية أريحا الأسبق، إن الوجود الإسرائيلي في الأغوار يرتكز على أبعاد عدة، منها ادعاءات دينية وأمنية وإستراتيجية وأخرى سياحية وأثرية، كما أن إسرائيل تراها بوابة لمدينة القدس المحتلة.

ويشير صالح إلى أن إسرائيل تعمل على زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليوني مستوطن، وهي تسعى إلى إسكان قسم كبير منهم في الأغوار بسبب نقص السكان فيها.

ويقول عارف دراغمة، الناشط الحقوقي في الأغوار، إن قوات الاحتلال دمّرت 36 قرية وخربة على طول الحدود مع الأردن، منذ عام 1967، وطردت أكثر من ستة آلاف من أهلها، مشيراً إلى أنهم يعيشون في ظروف قاسية في الخيام، من دون مقوّمات الحياة الرئيسة من كهرباء ومياه.

ويشدد دراغمة على أن قوات الاحتلال تعمل على طرد الفلسطينيين من الأغوار بعدم اعطائهم تراخيص بناء، مشيراً إلى أن الفلسطينيين مصمّمون على "البقاء والصمود".

المزيد من الشرق الأوسط