Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليوم الـ12 للاحتجاجات في لبنان... والسلطة غائبة لا تقدم شيئاً

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ينفي ما نُقل عنه بأن لبنان على وشك انهيار اقتصادي

تستمر الاحتجاجات في لبنان في يومها الـ12، في مقابل صمت سياسي رسمي من أطراف السلطة عموماً. وبعدما كانت المعلومات تشي بالإقدام على تشكيل حكومة جديدة توقف هذا "التوجّه"، مع تساؤلات عن أسباب تردد رئيس الحكومة سعد الحريري وإلى أي مدى. بينما يبدو أن "حزب الله" أمسك باللعبة وبأطراف السلطة العاجزين عن تقديم شيء يرضي الشارع المطالب، وخصوصاً استقالة الحكومة وتشكيل أخرى جديدة مستقلة.

في الأثناء، يعيش لبنان انسداداً سياسياً من دون التقدم خطوة واحدة، ويخيّم شبح أزمة مالية واقتصادية، ما يدفع المصارف إلى تمديد إقفالها خوفاً من حركة تربك الحركة النقدية ولاسيما الطلب على الدولار.

وسط هذا، برز كلام لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، مفاده "أننا نحتاج إلى حل فوري خلال أيام"، مضيفاً "أننا سنحافظ على ربط العملة المحلية بالدولار، ولدينا الوسائل لذلك".

ونفى سلامة ما نقلته "سي أن أن" عن لسانه، وهو أن لبنان بصدد انهيار خلال أيام.

وكشف الحاكم لرويترز أن "البنوك ستفتح أبوابها مجدداً بمجرد أن يهدأ الوضع ولم نطالبهم بالإغلاق".

وعلى الرغم من إقفال المصارف ومراكز الصرافة تتردد معلومات عن ارتفاع سعر صرف الدولار، ما ينعكس ارتفاعاً في الأسعار.

وقد عاد المتظاهرون الاثنين إلى خيار قطع الطرقات بعد فتح معظمها مؤقتاً صباح الأحد، في ظل إقفال تام للمصارف والمدارس والجامعات.

ومنذ صباح الاثنين، نجح الجيش اللبناني في فتح عدد من الطرقات في بعض المناطق، بينما فشل في أخرى. وسُجّلت أعمال قمع وتصرفات خشنة من القوى الأمنية بحق متظاهرين. وأدى إشكال بين عناصر الجيش والمحتجين في صيدا، جنوب لبنان، إلى سقوط ثلاثة جرحى، وفق الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية.  

وقال وزير الدفاع الياس بو صعب إنه "يجب معالجة وضع إقفال الطرقات سريعاً مع الحرص على عدم تصادم الجيش مع المواطنين"، مشيراً إلى أنه "سيكون لنا اجتماع قريباً لهذه الغاية".

وفي حين قالت رئاسة الجمهورية، عبر حسابها في "تويتر"، إن الرئيس ميشال عون تابع التطورات السياسية والأوضاع الأمنية في ضوء المستجدات الأخيرة، أعلن تكتل "لبنان القوي"، الذي يرأسه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رفع السرية المصرفية عن نوابه ووزرائه في لبنان والخارج.

وزار وفد من "تكتل لبنان القوي" رئيس مجلس النواب نبيه بري. واعتبر رئيس الوفد النائب إبراهيم كنعان أنه "حان الوقت، كما وافقنا الرئيس بري، بأن نخطو خطوة جدية في اتجاه إقرار قوانين مقدمة من تكتلنا تتعلق بمكافحة الفساد".

وقال "سيكون للرئيس بري القرار بتفعيل الهيئة العامة واللجان، ونأمل انتظام عمل المؤسسات الدستورية".

ونقدياً، أعلنت جمعية المصارف أن البنوك اللبنانية عازمة على تدبير الرواتب للعاملين في القطاعين العام والخاص وضباط الجيش وقوات الأمن، مشيرة إلى أن المصرف المركزي يوفر السيولة اللازمة لسدادها.

وأكدت الجمعية أن "البنوك ستظل مغلقة إلى حين عودة الاستقرار وسط مخاوف متزايدة من أن يؤدي التدافع على سحب المدخرات لدى استئناف البنوك عملها إلى استنزاف ودائع العملات الأجنبية المتناقصة".

ونظمت مجموعات من المتظاهرين اعتصامات أمام مصرف لبنان رفضاً لسياسته المالية، في بيروت وعدد من المدن اللبنانية.

من جهته، أمر النائب العام غسان عويدات "بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية دفعة واحدة في حقائب صيارفة وتجار عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية".

وسيفرض هذا الحظر إلى أن يحدد مصرف لبنان المركزي آلية جديدة تنظم مثل هذه التحويلات.

وكان بإمكان الناس سابقاً أخذ مبالغ كبيرة من الدولارات نقداً خارج لبنان بتصريح من سلطات الجمارك.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن مديرية الجمارك أنها "ستعمد إلى إخضاع عمليات نقل الأموال إلى أنظمة سيحددها مصرف لبنان".

أزمة الحريري

سياسياً، زاد التباعد بين أركان السلطة والناس بعدما تواترت إليهم معلومات بأن رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية، وكل الأطراف التي تدعمهما، يتبادلان الشروط والشروط المضادة لإيجاد حل يريدان أن يرضيهما معاً، قبل أن يرضي المتظاهرين الغاضبين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبات من المعلوم أن أي حل يجب أن يمر عبر تغيير حكومي. وفيما يريد رئيس الحكومة سعد الحريري أن يضمن عودته إلى رئاسة أي حكومة مقبلة، تقول أوساط رئيس الجمهورية ميشال عون إن تشكيل حكومة اختصاصيين من غير السياسيين تعني أيضاً أن يكون رئيسها من خارج الطاقم السياسي. وأن أي حكومة لا تضم نواباً تعني أيضاً أن رئيسها يجب ألا يكون نائباً. وفي كل هذه الحالات يصبح الحريري خارج السلطة. 

الأمر الوحيد الذي يتفق عليه الطرفان هو ضرورة فتح الطرقات كشرط للبحث في المخارج السياسية. مع تمايز للحريري الذي يريد فتح الطرقات ولكن من دون استعمال القوة. فأي ضحية تسقط عند فضّ التظاهرات ستنعكس سلباً على وضعه المأزوم أصلاً.

سلسلة بشرية

ونجح عشرات آلاف اللبنانيين الأحد بتشكيل سلسلة بشرية تمتد من شمال البلاد إلى جنوبها في إطار "الانتفاضة الشعبية" المناهضة للطبقة السياسية.

وبدأ آلاف الأشخاص منذ الصباح في الانتشار على الطرق لهذه الغاية، ممسكين بأيدي بعضهم بعضاً، لينجحوا أخيراً بتغطية مسافة تمتد على 170 كيلومتراً من صور جنوباً إلى طرابلس شمالاً، مروراً بساحة الشهداء في وسط بيروت.

وقالت جولي تيغو بو ناصيف التي شاركت في التنظيم لوكالة الصحافة الفرنسية "يمكنني أن أؤكد أن تشكيل السلسلة البشرية قد تمّ بنجاح".

وأعلنت مجموعة "إعلاميون ضد العنف" أن القوى الأمنية اللبنانية استدعت عشرات من المواطنين للتحقيق معهم (١٧ موقوف لحد الآن) في مخفر صور، ومنهم من هو قاصر بعمر ١٦ سنة.

وأعلن حراك صور أن هؤلاء الموقوفين شاركوا في الحراك الشعبي، وأوقفوا بذريعة حادثة حرق استراحة صور حيث جرى استدعاء من شارك في الاعتصامات واقفال الطرقات ونشر بوستات سياسية على الحسابات الشخصية التابعة لهم، كما الذين شاركوا في اعتصامات منطقة صور.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي