Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حزب الله يطلق مسار "الشيطنة" بوجه الانتفاضة اللبنانية

مصادر لـ"اندبندنت عربية": من قال إن أكله وسلاحه وماله من إيران هو آخر إنسان يحق له الحديث عن ارتباط بالخارج

"شيطنة الثورة"، الحل الأخير الذي توصل إليه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فبعد سقوط كل الأوراق التي تملكها السلطة اللبنانية التي يقودها الحزب، أخرج نصر الله من جعبته ورقة "العمالة" للخارج والمؤامرة الكونية وغيرها من الاتهامات الهادفة إلى تشويه صورة الانتفاضة الشعبية التي عبرت كل المناطق والطوائف اللبنانية، بالتالي تشريع الأبواب الرسمية والمليشياوية لاستهداف المتظاهرين تحت عنوان "زعزعة الاستقرار" وتنفيذ أجندات أجنبية.

المؤامرة الكونية

وطرح نصر الله نظرية المؤامرة متهماً بطريقة غير مباشرة أحزاب القوات اللبنانية، الكتائب اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي بالوقوف وراء الانتفاضة وتمويل الساحات التي يتجمهر فيها الآلاف يومياً للمطالبة بقضايا اقتصادية اجتماعية. واعتبر مصدر سياسي لبناني أن "الهدف الخبيث لنصر الله من وراء التصويب على دور تلك الأحزاب هو تسيس الاحتجاجات بهدف إضعافها وإعطاء الضوء الأخضر لمناصريه للانقضاض على المتظاهرين في المناطق الشيعية".
المؤشر الأبرز إلى نيّة فضّ التظاهرات بالقوة تدريجاً، كان اختراق مجموعات حزبية مناصرة لحزب الله صفوف المتظاهرين في ساحة رياض الصلح ببيروت، وهجوم حزب الله المسلح على المتظاهرين في بلدة الفاكهة البقاعية، حيث تعتبر المصادر "قرار حزب الله بتصفية الانتفاضة الشعبية اتُخذ، بالتزامن مع تشويه صورة التظاهرات وإظهارها كتابعة للقوى الحزبية المناهضة لمحور "الممانعة".

خطر القوات اللبنانية

وأشار المصدر إلى أن تركيز حزب الله والتيار الوطني الحر على دور حزب القوات اللبنانية يأتي انطلاقاً من الهاجس الذي تشكله "القوات اللبنانية" على خصومها بخاصة في المناطق المسيحية حيث المنافسة الشعبية مع تيار الرئيس ميشال عون، في ظل التنامي الملحوظ لشعبية رئيس "القوات" سمير جعجع نتيجة الأداء الذي انتهجه ذلك الحزب منذ مشاركته الأولى في الحكومة وصولاً إلى استقالة وزرائه، مضيفاً "ما يقلق حزب الله من القوات اللبنانية هو التنظيم الواضح في صفوفها خلافاً لمعظم الأحزاب اللبنانية القائمة على الشخصنة، إضافة إلى موقف القوات الإستراتيجي من سلاح حزب الله ورفضها المساومة على سيادة لبنان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اللباس الوطني

ومن هذا المنطلق يشدد المصدر ذاته، على أن التظاهرات في المناطق المسيحية والشعارات المناهضة لحليفه جبران باسيل تضعف التيار الوطني الحر مقابل "القوات"، المتوقع أن تكتسح المقاعد النيابية في أول استحقاق نيابي بغض النظر عن القانون الانتخابي المعتمد، لافتاً إلى أنه بالنسبة إلى حزب الله فإن سقوط التيار الوطني الحر يعني سقوط الغطاء المسيحي الذي يستغله محور المقاومة للتلطي خلفه لإخفاء المشروع الطائفي والأيديولوجي الذي يسعى إلى ترسيخه.

الانتقام من الانتفاضة

وعن التمويل "المشبوه" للتظاهرات الذي تحدث عنه نصر الله، جزمت مصادر في الحراك الشعبي عدم تلقيها "أي دعم مالي خارجي"، مؤكدة أن "شباب الحراك في كل منطقة يتلقون مساعدات لوجستية من أنصار وأصدقاء للحراك الشعبي وهي جداً خجولة وأن اعتمادها هو على حماسة المواطنين واقتناعهم بفساد الطبقة الحاكمة"، معتبرةً أن "أي عملية إصلاح حقيقية في لبنان اليوم ستصطدم بحزب الله الذي يخنق لبنان، وسيحتاج الإفلات من هيمنته إلى مجهود خارق، وبخاصة أن لبنان غارق في الفساد والديون".
وانتقدت المصادر نصر الله بشكل لاذع، حيث قالت إن "آخر إنسان في الجمهورية اللبنانية يحق له الحديث عن ارتباط بالخارج وتلقي أموال من الخارج وهو الذي قال إن أكله وشربه وسلاحه وماله هو من إيران"، مشيرةً إلى "أن نصر الله يريد الانتقام من الانتفاضة التي تهدد مصالح إيران في لبنان وهذا أكبر دليل على تنفيذه أجندات خارجية"، مضيفة أن "حزب الله "هالَته هذه المشهدية الرائعة الوطنية الموحدة وصُدم بعدم خوف الشيعة في الجنوب تماماً كما حصل في العراق وقد يلجأ إلى أساليب معينة لكن كلنا ثقة بالجيش اللبناني وبأجهزتنا الأمنية".

المزيد من العالم العربي