Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يظهر ليونةً تجاه الديموقراطيين ويحذّر الصين في خطاب حال الإتحاد

توقع أن يشهد الأسبوع المقبل إعلان التحالف بقيادة الولايات المتحدة استعاد السيطرة على الأراضي التي كان يسيطر عليها داعش

ترمب أثناء إلقاء الخطاب وبدا خلفه نائبه مايك بنس مصفقاً وإلى جانبه بيلوسي (رويترز)

بعد تأخر لمدة أسبوع على خلفية أزمة الإغلاق الجزئي الحكومي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة (35 يوماً)، ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطاب حال الاتحاد أمام الكونغرس مساء الثلاثاء، دعا فيه الحزبين الجمهوري والديموقراطي إلى "عهد جديد من التعاون" بهدف كسر "عقود" من الجمود السياسي، وذلك مع اقتراب يوم الـ 15 من فبراير (شباط) الحالي، موعد انتهاء صلاحية التشريع الموقت الذي سمح بإنهاء الإغلاق وتمويل المؤسسات الحكومية الأميركية وعودتها إلى العمل من جديد.

بناء "الجدار"

ورغم إظهاره بعض الليونة في شروط بناء "الجدار" على الحدود الأميركية الجنوبية مع المكسيك، أعاد ترمب التأكيد على المضي قدماً في سعيه إلى انجاز ذلك الملف الخلافي، الذي كان أدى إلى إبلاغه من قبل رئيسة مجلس النواب الديموقراطية نانسي بيلوسي، بعدم إمكانية إلقاء الخطاب الرئاسي السنوي في قاعة الكونغرس في ظل استمرار أزمة الإغلاق الجزئي للحكومة.

ودعا الرئيس الأميركي أعضاء الكونغرس إلى العمل معاً في شأن قضية الهجرة الحساسة للغاية، مشدداً على أنّ تشييد جدار حدودي في مواجهة الهجرة غير الشرعية وحده سيضمن أمن الولايات المتحدة. وقال ترمب "بكلّ بساطة، الجدران تنفع والجدران تُنقذ أرواحاً. لذا، دعونا نعمل معاً على تسوية، ولنتوصّل إلى اتفاق يجعل أميركا آمنة حقّاً"، إلا أن ذلك دونه عقبات كبيرة لاسيما استمرار رفض الحزب الديموقراطي المعارض الذي يسيطر على الغالبية في مجلس النواب، إقرار التمويل اللازم لبنائه بحجة إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على مشروع "غير مجدٍ" بنظرهم، إذ يطمحون إلى التوصل إلى قانون شامل للهجرة غير الشرعية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أرضية مشتركة

وكرر ترمب دعوةً وجهها في خطابَي العامين الماضيين من أجل تحقيق وحدة سياسية بين الحزبين الأميركيين الكبيرين. وقال "معاً يمكننا إنهاء عقود من الجمود السياسي ... يمكننا إيجاد حلول للخلافات القديمة وعلاج الجروح وبناء تحالفات جديدة"، منوهاً بوجود أرضية مشتركة مع الديموقراطيين بشأن الاتفاق على تحسن البنية التحتية وخفض كلفة الدواء ومكافحة السرطان لدى الأطفال.

وقال "يمكننا التغلّب على الانقسامات القديمة، شفاء الجروح القديمة، بناء تحالفات جديدة، تطوير حلول جديدة وإطلاق عنان الوعد الاستثنائي لمستقبل أميركا. اتّخاذ القرار متروك لنا". وأضاف "يمكننا جعل مجتمعاتنا أكثر أماناً، وعائلاتنا أقوى، وثقافتنا أكثر غنى، وإيماننا أكثر عمقاً، وطبقتنا المتوسطة أكبر وأكثر ازدهاراً من أي وقت مضى".

"التحقيقات السخيفة"
 
وشدد ترمب على أنّ هناك "معجزةً اقتصادية تحدث في الولايات المتّحدة، والأشياء الوحيدة التي يُمكن أن توقفها هي الحروب الحمقاء أو السياسة أو التحقيقات السخيفة والمنحازة"، في إشارة إلى التحقيقات التي يجريها مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي (أف بي آي) بشأن مزاعم تعاون حملته مع روسيا للتأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية. وأردف "يجب أن نكون متّحدين في بلدنا لهزيمة خصومنا في الخارج".

الانسحاب من سوريا

كما تحدّث الرئيس الأميركي أمام الكونغرس عن قراره المفاجئ سحب ألفي جندي أميركي منتشرين في سوريا. وقال: "عندما تسلّمت مهماتي (الرئاسية)، كان تنظيم داعش يُسيطر على أكثر من 50 ألف كيلومتر مربّع في العراق وسوريا ... حرّرنا اليوم كلّ هذه الأرض تقريباً من قبضة هؤلاء القتلة المتعطّشين إلى الدّماء. وفي وقت نعمل جنباً إلى جنب مع حلفائنا لتدمير ما تبقّى من تنظيم داعش، حان وقت التّرحيب بحرارة بأولئك الذين قاتلوا بشجاعة في سوريا".

محادثات مع "طالبان"

وأشار ترمب عن وجود محادثات "بنّاءة" مع حركة طالبان الأفغانية، في ظل إرادته سحب قوّاته من أفغانستان بعد 17 سنة من الصّراع هناك. وقال ترمب "إدارتي تُجري محادثات بنّاءة في أفغانستان مع عدد من الجماعات الأفغانيّة، من بينها طالبان". وأضاف "مع تقدّم هذه المفاوضات، سنتمكّن من الحدّ من وجود قوّاتنا، والتركيز على مكافحة الإرهاب. لا نعرف ما إذا كنّا سنتوصّل إلى اتّفاق أم لا، لكننا نعرف أنّه بعد عقدين من الحرب، فإنّ الوقت حان لمحاولة صنع السلام على الأقلّ. قوّاتنا قاتلت بشجاعة لا مثيل لها (في أفغانستان). وبفضل شجاعتها، أصبحنا الآن قادرين على إيجاد حلّ سياسي لهذا النزاع الدموي الطويل".
 
الحوار مع كوريا الشمالية

وتطرّق ترمب في خطاب حال الاتحاد إلى تحسّن العلاقة مع كوريا الشمالية، مؤكداً أنّه لو لم يُنتخَب رئيساً، لكانت الولايات المتّحدة في حالة "حرب كبرى الآن مع كوريا الشمالية".

وأعلن أنّه سيلتقي الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يومَي 27 و28 فبراير (شباط) الحالي في فييتنام، لمواصلة المفاوضات المتعلّقة بنزع الأسلحة النوويّة من شبه الجزيرة الكورية، وذلك تزامناً مع توجه الموفد الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية ستيفن بيغون اليوم الأربعاء، لإجراء محادثات في العاصمة بيونغ يانغ تحضيراً لهذه القمة.

وقال ترمب "في إطار دبلوماسيّتنا الجريئة، نُواصل جهدنا التاريخي من أجل السلام في شبه الجزيرة الكوريّة"، مشيداً بالتقدّم الذي تحقّق منذ الانفراج الذي بدأ في العام الماضي. وأضاف "عاد رهائننا إلى الديار، وتوقّفت التجارب النووية، ولم يتمّ إطلاق صواريخ منذ 15 شهراً ... ما زال هناك عمل كثير يجب فعله، لكنّ علاقتي بكيم جونغ أون جيّدة".

تحذير الصين

كما حذّر الرئيس الجمهوري الصين من أنّه لن يعود بإمكانها "سرقة الوظائف والثروة الأميركية"، مطالباً بـ"تغييرات هيكليّة" من بكين لإنهاء ممارساتها التجاريّة "غير العادلة".
ومع اقتراب مهلة اتّفق عليها مع نظيره الصيني من أجل التوصّل إلى اتفاق لتسوية الخلافات التجاريّة بين بلديها في 1 مارس (آذار) المقبل، قال ترمب "أكنّ الكثير من الاحترام للرئيس (الصيني) شي (جينبينغ)، ونحن نعمل على اتفاق تجاري جديد مع الصين، لكنّه يجب أن يتضمّن تغييرات هيكليّة حقيقية لإنهاء الممارسات التجارية غير العادلة وخفض العجز المزمن لدينا وحماية الوظائف الأميركية".
وتهدّد واشنطن بفرض رسوم جمركية مشددة على شريحة جديدة من البضائع الصينية المستوردة في حال وصول الحوار مع الصين إلى طريق مسدود مع حلول الأول من مارس.

وشدد الرئيس الأميركي على دعم واشنطن للفنزويليين في "سعيهم الى الحرية"، ما يُعدّ دعماً دبلوماسيّ مهماً للمعارض الفنزويلي خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً موقتاً للبلاد، وطالب الرئيس الحال نيكولاس مادورو بالتخلي عن السلطة.

تاريخية خطاب حال الإتحاد

يُذكر أن الدستور الأميركي ينص في البند الثالث من مادته الثانية على قيام الرئيس بإطلاع الكونغرس "من وقت لآخر" على ما يجري في البلاد. وأصبح في غياب تحديد مضمون هذه المادة، إلقاء الرئيس خطاباً في مقر الكونغرس في جلسة مشتركة بين الإدارة الأميركية ومجلسَي النواب والشيوخ، بحضور قضاة المحكمة العليا، تقليداً سنوياً.

وتعيّن الإدارة الأميركية قبل جلسة خطاب حالة الاتحاد، على غرار كل اجتماع يحضره الرئيس وقادة البلاد، عضواً من الإدارة ليظل في مكان مغلق بعيد ويكون مكلفا بضمان استمرارية عمل الحكومة في حال حدوث أي طارئ. كما يُطلب من أعضاء في الكونغرس عدم حضور جلسة إلقاء الخطاب ليكونوا قادرين على تولي السلطة في البلاد في حال حدث أمر طارئ.

استعادة الأراضي من داعش

وفي وقت لاحق، توقع ترمب أن يشهد الأسبوع المقبل إعلان التحالف بقيادة الولايات المتحدة استعاد السيطرة على كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش.

وقال ترامب خلال اجتماع للتحالف في مقر وزارة الخارجية في واشنطن "جيش الولايات المتحدة وشركاؤنا في التحالف وقوات سوريا الديمقراطية حرروا كل الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق".

المزيد من دوليات